حضرموت.. اعتقال مندوب لجنة المعلمين المطالبين بحقوقهم     منظمة دولية تعلن تدمير الآلاف من المتفجرات ومخلفات الحرب في تعز وعدن     إنقاذ مواطن كان عالقا وسط السيل وفتح طريق سيحوت في المهرة     مجموعة السبع تحذر من تردي الأوضاع باليمن وتدعو الأطراف للانخراط في عملية سياسية شاملة     وفاة وإصابة 6 مواطنين في حادث مروري بعدن     وساطة محلية تنجح بتوقف اشتباكات قبلية في أبين     استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة     حضرموت.. العثور على جثة داخل دولاب في أحد المنازل       القوات الحكومية تعلن إحباط محاولة تسلل للحوثيين شمال تعز     "سام" تحمل سلطة عدن مسؤولية سلامة الصحفي "عبدالرحمن أنيس" وتدعو للتحقيق ومساءلة المشاركين في الحملة ضده     الأمم المتحدة تؤكد ضرورة حماية الملاحة في البحر الأحمر ووقف الهجمات الحوثية     الهجوم المنسوب لإسرائيل في إيران هل ينهي المواجهة المباشرة؟     مفوضية اللاجئين: الأمطار الغزيرة أثّرت في العائلات النازحة وجرفت مساكنها في مأرب     الأرصاد يتوقع هطول أمطار على المهرة وسقطرى واضطراب البحر     آخر مستجدات المنخفض الجوي المداري في محافظتي المهرة وحضرموت    
الرئيسية > أخبار اليمن

رغم الرفض الكبير .. السعودية تقترب من إحكام قبضتها على اليمن عبر اتفاق الرياض

المهرة بوست - تقرير خاص
[ الثلاثاء, 05 نوفمبر, 2019 - 02:50 صباحاً ]

تزايدت المواقف اليمنية الرافضة و المحذرة من اتفاق الرياض، الذي تسعى السعودية من خلاله إلى إحكام قبضتها على اليمن، وإغراء الأطراف اليمنية بتقاسم السلطة بين الحكومة الشرعية والانفصاليين المدعومين إماراتيا، فيما يمهد الإتفاق لتفريغ العاصمة المؤقتة عدن من القوات الشرعية، ويضع بقية الوحدات العسكرية وأسلحتها تحت إشراف مباشر من المملكة، حسب الوثيقة النهائية للإتفاق.

وعلى الرغم من تأييد الحكومة الشرعية الخاضعة لهيمنة السعودية، وصف وزراء في الحكومة اتفاق الرياض بأنه مكافأة للمتمردين والانفصاليين، وأعلن وزير النقل صالح الجبواني، رفضه للاتفاق وقال إن الانقلابيين يساقون إلى قاعات المحاكم لا إلى كراسي الحكومة، فيما أكد وزير الثروة السمكية "فهد كفاين"، أن انفراد أكثر الأصوات صخبا بالمشهد وحيازته لكل شيء على حساب البقية لم يعد مقبولا، في إشارة للمجلس الانتقالي.

إجماع كبير على الرفض

كان آخر وأبرز تلك المواقف الرافضة لاتفاق الرياض موقف الشيخ عبدالله بن عيسى آل عفرار، آخر سلاطين الدولة العفرارية التي حكمت محافظتي سقطرى والمهرة قبل استقلال جنوبي اليمن في 1967، والذي يتزعم حاليا رئاسة المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، المطالب بإقليم مستقل يجمع المحافظتين ضمن الدولة اليمنية.

وأعلن بن عفرار اعتذاره عن قبول دعوة من قائد القوات المشتركة بالتحالف العربي، فهد بن تركي بن عبدالعزيز، لحضور مراسم توقيع اتفاق الرياض الثلاثاء، نتيجة "عدم إعطاء أبناء محافظتي المهرة وسقطرى التمثيل الكامل أسوة بالمحافظات والمكونات الجنوبية الأخرى، وشدد أن أي مخرجات لا تلبي تطلعات أبناء المحافظتين، وفي مقدمتها إقليم المهرة وسقطرى، فإنها لا تعنيهم وغير ملزمين بها، وفق بيان حصل "المهرة بوست" على نسخة منه.

هذا الرفض لم يكن الوحيد فقد سبقه إعلان المرجعية العليا لمجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي، الشيخ علي سالم الحريزي، رفض اتفاق الرياض وأي اتفاق لا ينهي الاحتلال السعودي الإماراتي لليمن، ودعا الرئيس هادي إلى الإصغاء للأصوات الرافضة لاتفاق الرياض، وطالب الحريزي الشرعية بعدم التوقيع على الاتفاق وحذر من حرب أهلية جنوبية بسبب الاتفاق.

وأكد "الحريزي" في تصريحات تلفزيونية على شبكة الجزيرة، أن إحلال السعودية مكان الإمارات مؤامرة وخاطب الرئيس هادي بإدراك حجم المؤامرة، وشدد على ضرورة إفشال الإتفاق لأنه غير مقبول، وأوضح أن المجلس الانتقالي انقلب بأمر الإمارات والسعودية انقلبت على الشرعية، ثم تسائل: لماذا لا يعطون جماعة الحوثي ثلاث أو أربع وزارات مثل ما أعطوا الانتقالي وزارتين وينهوا الحرب ويتم تشكيل حكومة وطنية؟.

اعتصام المهرة هو الآخر أعلن رفض اتفاق الرياض في بيان رسمي، وشدد "أحمد بلحاف" مسؤول التواصل الخارجي لاعتصام المهرة، أن الاتفاق يشرعن الوجود السعودي الإماراتي في المحافظات المحررة، وهو ما يرفضه أبناء وقبائل المهرة المعتصمين منذ أكثر من عام، وأضاف بلحاف في لقاء تلفزيوني بثته "قناة بلقيس"، أن الحكومة الشرعية لم تنصف أبناء المهرة المطالبين برحيل القوات السعودية والميليشيات التابعة لها، مؤكدا أن قرار الشرعية اليمنية مختطف لدى السعودية.

وكانت خمسة مكونات وفصائل في الحراك الجنوبي أعلنت في بيان واحد رفضها اتفاق الرياض، وتذويب الجنوب في فصيل سياسي بعينه تجري شرعنته دون توافق المكونات الأخرى أو إجماعها، وأكدت المكونات رفضها انفراد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دربته وسلحته الإمارات، بالتوقيع على اتفاق الرياض مع الحكومة الشرعية، واعتباره ممثلا وحيدا لقضية الجنوب.

وفي وقت أكد فيه المجلس الانتقالي أن اتفاق الرياض خطوة استراتيجية على طريق الاستقلال والإنفصال، حذر مراقبون من أن الاتفاق يؤسس لممارسة خطيرة تتنافى مع الصلاحيات الدستورية والقانونية لمهام رئيس الجمهورية، وذلك عندما نص الاتفاق على حق الرئيس فقط تعيين، وأشاروا إلى خطورة ضم الميليشيات الطائفية والمناطقية في الوحدات الأمنية والعسكرية لقوام الدولة.

التسابق على المكاسب قبل التوقيع!

وتتجاهل السعودية كل هذا الرفض اليمني وتمضي نحو توقيع الاتفاق صباح الثلاثاء 5 نوفمبر، بحسب تأكيدات وزير الإعلامي اليمني وسفير المملكة في اليمن “محمد آل جابر”، الذي أكد أن الاتفاق سيوقع بقيادة محمد بن سلمان وحضور ولي العهد الإماراتي “محمد بن زايد”، ما أثار موجة انتقادات كبيرة، استنكرت حضور بن زايد توقيع الاتفاق، بعد اتهامه الحكومة وجيشها بالإرهاب؟!، وقامت قواته بقصف الجيش اليمني بغارات جوية غادرة سقط على إثرها 300 ما بين شهيد وجريح.

وقبل أسابيع من توقيع الإتفاق بدأت السعودية وحليفتها في الإمارات في التسابق على السيطرة، وقطف المكاسب قبل موافقة اليمنيين على الاتفاق، ونشرت السعودية قواتها على عجل لتعزز تواجدها في عدن والمناطق التي كانت تحت نفوذ الإمارات، في محاولة لإحكام قبضتها وإزاحة حليفتها التي باتت تنازعها النفوذ، فيما سعت الإمارات للسيطرة على جزيرة سقطرى بعد أن أجبرت على الانسحاب من محافظات أخرى، وراحت أبوظبي تسلم مناطق سيطرتها لقوات موالية لها.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي "ياسين التميمي" أن اتفاق الرياض لا يرضي أي طرف يمني، والسبب هو أن السعودية تكرس نفسها عبر الاتفاق مهيمناً إقليميا ومرجعياً أعلى للسلطة الشرعية، وقد صممت اتفاقاً يخرج السياسيين الأقوياء من صفوف الشرعية، ويأتي بوزراء وقادة جدد محايدين في مواجهة سياسية لا تحتمل الحياد، خصوصاً إذا تعلق الأمر بثوابت الشعب اليمني، كالوحدة والنظام الجمهوري والنظام الديمقراطي".

من جانبه أشار الصحفي والمحلل "عدنان هاشم" إلى أن السعودية تزيد نفوذها في الجنوب بشكل عام، لتثبت وجودها في عدن وترسخ بقاءها في محافظة المهرة، وأوضح هاشم في تصريح ل "المهرة بوست" أن المملكة تبحث عن طريق بديل للنفط عبر المهرة جنوب اليمن، طريق لا يمر عبر مضيق هرمز وزادت الحاجة إليه مع استمرار التوتر في المنطقة. 





مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات