الرئيسية > أخبار اليمن
مجلس الإنقاذ.. قبول شعبي واسع بمولود السلام وحامل راية الهوية الجنوبية المتصالحة
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الإثنين, 28 أكتوبر, 2019 - 11:56 مساءً ]
يشكل مجلس الإنقاذ الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي من محافظة "المهرة" حاضنة وطنية لغالبية المكونات الجنوبية التي سارعت إلى تأييده والترحيب بمضامين أهدافه التي تبنت مشروع الدفاع عن الوطن والقضية الجنوبية.
الحراك الذي خرج من أقصى شرق اليمن، قلب الطاولة على تكتل صغير تغذية دراهم أبو ظبي من أجل خدمة اجندتها الاستعمارية وتسهيل هيمنتها ونفوذ على موانئ اليمن وثرواتها.
وكان لانطلاق المجلس ودخوله معترك الحياة الكثير من الأسباب التي دفعت شخصيات وطنية من القبائل والعسكريين والسياسيين للانطواء تحت تكتل يوحد الجهود نحو وقف الحرب ورفع الحصار المفروض من قبل التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وإنقاذ اليمن من حالة الانقسام والتشظي.
واختار المجلس، الذي أعلن عنه في الـ 19 من شهر أكتوبر الجاري، هيئة رئاسية تمثله تنتمي لعدة محافظات جنوبية، كان من ضمنها اللواء أحمد قحطان، عضو مجلس الشورى اليمني ومدير أمن المهرة سابقاً، والذي اختير لرئاسة المجلس.
وسارعت عدد من التكتلات إلى تأييد المجلس وأشادت بمضامينه التي تهدف إلى لملمة صوت الجنوب الممزق ولفظ مشاريع الخراب والفوضى التي جلبها تحالف السعودية والإمارات لمحافظات اليمن الجنوبية.
تأييد شعبي
واليوم الاثنين أعلن مجلس الحراك الجنوبي في محافظة أبين، دعمه لإعلان مجلس الانقاذ الجنوبي في محافظة المهرة الأسبوع الماضي.
وبعث رئيس مجلس الحراك الثوري في أبين، ناصر مقبل علي المارمي، رسالة تأييد ومباركة لإعلان مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، إضافة إلى تأييده إعلان المهرة التاريخي، وبيان اللقاء التشاوري التابع لمجلس الإنقاذ في أبين.
وقالت رسالة المارمي، "باسمي وباسم أعضاء مجلس الحراك الثوري محافظة ابين نؤيد ونبارك تأسيس وإعلان المهرة التاريخي، كما نؤيد ونبارك انعقاد اللقاء التشاوري الاول لمجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي الذي عقد في محافظة ابين مديرية الوضيع ".
وأوضح أن الموقف جاء "لقناعتنا وايماننا بالتعددية السياسية واحترام حرية الرأي وباعتبار الجنوب لكل ابناء الجنوب بمختلف توجهاتهم وليس حكرا لأي مكون وعليه نأمل لكم التوفيق والنجاح لخدمة قضايا شعبنا ووطننا الجنوبي".
من جانبه أعلن مجلس الحراك الثوري في محافظة أرخبيل سقطرى، دعمه لإعلان تأسيس مجلس الانقاذ الجنوبي.
وأعرب المجلس في بيان له عن مباركته لإعلان مجلس الانقاذ في 19 أكتوبر الحالي، وكذلك اللقاء التشاوري لمجلس الحراك الثوري الجنوبي والذي تم اليوم الأثنين في أرخبيل سقطرى.
وأكد بيان المجلس على ثقة أبناء سقطرى في مجلس الانقاذ كمكون يأتي لإنقاذ الجنوب من الهيمنة والوضع المآسي لشعبنا في كل المحافظات الجنوبيه عامه وخاصة في أرخبيل سقطرى، كما نتأمل لكل مايوصف الرأي السياسي وشمل الجنوب بأن لاتكون الهيمنه وتفرق نسيج الاجثماعي للشعب الجنوبي.
معالجة قضايا الجنوب بالطرق السلمية
وكان اللواء أحمد قحطان، رئيس مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي عن وجود ما أسماه بـ"مسارين للمجلس"، الأول يتمثل في استكمال البناء التنظيمي، والآخر يتمثل في المسار السياسي لتحقيق الأهداف المعلنة.
وجدد تأكيده أن المسار السياسي يتمثل في سعي المجلس إلى تحقيق أهدافه المتمثلة في "وقف الحرب وخروج كل القوات الأجنبية من البلاد"، مؤكداً أن هذه الخطوات تم إعداد خارطة طريق لتحقيقها.
وعما إذا كان هناك تواصل مع قيادة الشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، قال اللواء قحطان في تصريحات سابقة": "لدينا تواصل مستمر مع الشرعية، سواء قبل أو بعد إشهار مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، وهي لم تنقطع قط".
كما أوضح أن ذلك التواصل ليس فقط مع الشرعية، بل أيضاً مع "بقية المكونات الفاعلة على الساحة، مشيراً إلى أن المجلس ينوي خلال المرحلة المقبلة الجلوس مع جميع الأطراف اليمنية، "من أجل التوصل إلى حل في مواجهة الدول التي تحتل أجزاءً واسعة من بلدنا، وتفرض حصاراً على الشعب فاقم المأساة الإنسانية في الجنوب والشمال".
وأضاف: "كما نسعى إلى إنهاء الانقسام والاقتتال الداخلي، لأنه لا أحد مستفيد من هذا الاقتتال غير الدول التي لها مصلحة في إضعاف الجميع من أجل السيطرة على البلاد".
وأوضح أن هذه الخلافات لا يمكن حلها إلا من خلال طرحه على الشعب اليمني، "بحيث تطرح على الشعب وهو من يقرر، إما بالانتخابات أو بالاستفتاءات، باعتبار أنه صاحب السلطة في كل القضايا الوطنية السيادية المصيرية".
وأشار إلى أن أحد الحلول من أجل وقف الخلافات فيما يتعلق بالوحدة والدولة الاتحادية، يتمثل من خلال "الإجماع الوطني من جميع الأطراف السياسية"، مضيفاً: "لا يجوز لأي طرف فرض مشروعه بقوة السلاح أو بالاستعانة بالأجنبي، مهما حدث".
وعن المشاركين في تأسيس المكون الجديد، قال قحطان "، إنهم يمثلون كل المحافظات الجنوبية، مع إعطاء دور لأرخبيل سقطرى، موضحاً أنه خلال الفترة المقبلة سيدشن المجلس فروعه في تلك المحافظات.
انتاج هوية جنوبية متصالحة
ويرى الباحث السياسي اليمني ناصر الردفاني أن انعقاد المجلس في المهرة بحد ذاته "يعد انتصاراً يكسر الجمود الراهن، ويؤكد حيوية اليمنيين ويقظتهم، ورفضهم للخضوع والانكسار، ويمثل بادرة أمل في إنعاش الذات اليمنية، ودرساً بليغاً قادماً من الشرق، وتجربة تستحق أن تتكرر في مختلف ربوع اليمن".
ويقول الردفاني، في حديثه إن المجلس كشف في بيانه العديد من الحقائق التي جرى تغييبها خلال الفترة الماضية، ومن أهمها أن الشعب صاحب السلطة ومصدرها، مع تمسكه بالسيادة الوطنية ورفض المشاريع الخارجية، مشيراً إلى أن تلك المبادئ تمثل لافتة تطالب بها الكثير من مكونات الشعب اليمني في الوقت الراهن.
من جهته، يرى المحلل السياسي ياسين التميمي أن خطوة تشكيل مجلس إنقاذ جنوبي من محافظة المهرة "تعيد توجيه القوى الجنوبية نحو الأهداف الوطنية الحقيقية وترسم خارطة المشهد من جديد".
ويضيف التميمي "أكثر ما يميز فكرة المجلس أنه جمع طيفا واسعا من التمثيل السياسي وحرص على إنتاج هوية جنوبية متصالحة، وكما يبدو أنه سيكون حريصا على أن يكون منفتحا على هوية يمنية واسعة".
مشاركة الخبر: