الرئيسية > تقارير
قبائل "المهرة وسقطرى": سد منيع يتصدى لأطماع السعودية والإمارات شرقي اليمن
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الإثنين, 07 أكتوبر, 2019 - 12:53 صباحاً ]
قدمت قبائل "المهرة وسقطرى" منذُ خروج مشاريع السعودية والإمارات في اليمن إلى العلن، نماذج شجاعة في الحفاظ على الوطن وسيادته رغم الإغراءات الوعود والتهديدات التي واجهتها.
تعتبر القبيلة في المهرة وسقطرى أبرز كيان اجتماعي، ولا تزال محافظة على قوتها وتماسكها وأعرافها، ولها سلطة قوية على أفرادها الملزمين بالتبعية للقبيلة، والالتفاف معها، والتقيد بتوجهاتها.
وفي المهرة تتواجد العديد من القبائل العريقة الممتدة جذورها في التاريخ، ويصل عددها إلى 37 قبيلة، وتتوزع على مختلف جغرافيا المحافظة، وتختلف في قوتها وحضورها، وفقا لعدد الأفراد، والدور الذي تضطلع به، والمساحة التي تقيم فيها.
وسكان سقطري يتميزون في عمومهم بعدم التنافر العرقي إذ تشير الدراسات إلى أنهم ينحدرون من سكان الحميريين واليمنيين وتتوزع بين قبيلة المهرة وقبيلة جهينة وقبيلة الجهضمي وقبائل السادة وقبيلة مذحج وقبيلة كنده وقبائل الممالك اليمنيه القديمه وعلى رأسهم قبيلة حِميَر هم سكان سقطرى الأوائل.
وتوجد روابط كثيرة تجمع المهرة وسقطرى، والذي من أهمها المجلس العام لأبناء المهرة
تأسس المجلس في العام 2012م، ويجمع مختلف الأطياف القبلية والاجتماعية والسياسية والعسكرية في المهرة، ولديه العديد من الدوائر ضمن تشكيلته الداخلية، ولديه فروع في مديريات المهرة وسقطرى.
يستمد تأثيره من اعتباره وعاء يضم في عضويته أبرز الشخصيات المؤثرة، ويعمل كمرجعية لقضايا المحافظة، ويعتبر أول كيان من نوعه في المهرة، وفي بقية المحافظات، ويرأسه الشيخ عبد الله بن عيسى آل عفرار.
ونفذ العديد من المشاريع التنموية في المهرة وسقطرى، ولديه إسهامات اجتماعية في أوساط السكان، وتعرض لمحاولات تفريخه، بعد استقطاب كثير من قياداته لدى الطرف الآخر في المهرة.
المهرة وسقطرى في مواجهة الأطماع
شكلت الأعاصير والكوارث البيئية فرصة نادر لأبوظبي للوصول إلى الجزيرة التي تصنف بين أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي، وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور، منها 13 نوعاً لا يوجد في أي مكان آخر في العالم، كما تشير دراسة لمنظمة حماية الطيور الدولية.
وسارعت الإمارات في مطلع العام 2016 تدخلت الدولة الطامعة في الجنة الواقعه في المحيط الهندي بحجة إعادة إعمار سقطرى.
وشهدت سقطرى، في مايو 2018، توتراً غير مسبوق إثر إرسال الإمارات قوة عسكرية إليها بالتزامن مع وجود رئيس الحكومة اليمني حينها، أحمد عبيد بن دغر، وعدد من الوزراء.
وفي العام 2019 أرسلت الإمارات المندوب العام لمؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، خلفان المزروعي، إلى أرخبيل سقطرى ليلتقي عدداً من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه أبو ظبي؛ تمهيداً للسيطرة على الجزيرة وتحويلها إلى قاعدة إماراتية، وفق مسؤولين يمنيين.
وفشلت أدواتها في كل الخطوات التي قامت بها ومحاولات الإنقلاب على السلطة المحلية، التي تتخذ من القبيلة سد منيع ضد الأطماع والهوس الإماراتي.
وفي "المهرة" وقفت القبائل حجرة عثرة امام محاولة السيطرة الخارجية من قبل دول الخليج تحديدا الامارات والسعودية.
وظهرت القبيلة في المهرة كخط دفاع اول عن الدولة وسيادتها، حيث غابت المؤسسة العسكرية التي من مهامها حماية ارض وتراب اليمن من اي تدخل واطماع خارجية، فظهرت القبيلة هناك مع الدولة وسيادتها وضد النفوذ والسيطرة الخارجية – السعودية.
وأرسلت السعودية في أواخر العام 2017 قوات عسكرية إلى المحافظة البعيدة عن الصراع بحجة مكافحة التهريب، لكن سرعان ما تحولت كذبة التهريب إلى مطامع رخيصة الهدف منها السيطرة على المحافظة الاستراتيجية المطلة على بحر العرب.
قبائل المهرة في مواجهة التمدد السعودي
حتى نهاية عام 2017، تاريخ دخول القوات السعودية إليها، ظلت محافظة المهرة في أقصى الشرق اليمني بعيدةً عن الصراع الذي اندلع قبل ذلك بأكثر من 3 سنوات، فالمحافظة المتاخمة لسلطنة عُمان لم يدخلها الحوثيون، ولم تخرج قيادتها عن الشرعية أو تتمرد عليها.
لهذا السبب، أعرب أهالي المهرة علنًا عن استغرابهم من قدوم القوات السعودية إلى محافظتهم البعيدة عن جبهات المواجهة مع الحوثيين الذين يُفترض أن تحالف الرياض أبو ظبي لم يدخل اليمن إلا لقتالهم واستئصال شأفتهم.
ومع مرور الوقت، تحوَّل استغراب أهل المهرة إلى مظاهرات ضد الوجود السعودي، توشك أن تتحول إلى ما هو أبعد من مجرد الاحتجاج ضد سياسات الرياض، بحسب بعض القيادات القبلية التي لوَّحت بخيارات أخرى تصعيدية لإجبار القوات السعودية على الرحيل عنهم، فما الأساليب الأخرى التي قد يستخدمونها؟
وكان للسلطان "عبدالله بن عيسى آل عفرار" موقف واضح يدين الوجود السعودي والإماراتي في محافظتي المهرة وسقطرى.
يقول آل عفرار في أحد تصريحاته إن سقطرى والمهرة منذ أن وجدتا ومنذ أن سمعنا وعرفنا من آبائنا من قبل كانتا في منأى ومعزل عن كل الصراعات، ولم نكن يوما من الأيام طرفا في صراع ضد الآخر، وكانتا واحة أمن واستقرار لكل أبناء الوطن بشكل عام طيلة المراحل السابقة، بل كانتا ملاذا آمنا لكل اليمنيين، سواء كانت الصراعات في عدن سابقا، أو بعدها في صنعاء.
وأضاف: حن دائما عندما نتكلم مع الإخوة في التحالف نقول لهم نحن محتاجين إلى الصحة والكهرباء والتعليم والبنية التحتية التي تساعد الناس، ولسنا بحاجة إلى عسكرة المحافظتين لأنهما آمنتان، وإذا تتذرعون بالتهريب فنحن بحاجة إلى حرس حدود، لكن ليس بهذا الكم الكبير كما يجري حاليا، أو يتم تأهيل أبناء المحافظة لإدارة أمن المحافظة بأنفسهم.
أما الشيخ القبلي والقائد العسكري الشيخ على الحريزي، فكان أول من أطلق على الوجود السعودي والإمارتي بالإحتلال.
وهذه المذكرة سببها كشفنا الحقائق للعالم، وهي أنّ السعودية والإمارات أصبحتا دولتين محتلتين؛ لافتا إلى أن الإمارات تحتل الجنوب ولا تسمح للرئيس (عبد ربه منصور هادي) بالإقامة فيها كما لا تسمح باستخدام الميناء والمطار، وأيضاً في حضرموت هناك ضباط إماراتيون، هم الذين يديرون حضرموت الساحل، بالإضافة إلى محاولاتها الفاشلة بالسيطرة على جزيرة سقطرى.
وأضاف: أما في المهرة؛ فلدينا الاحتلال السعودي، وللأسف الشديد أقولها إنّ التحالف يتعامل معنا كـ"حيوانات وليس بشر"، وبالتالي نحن رفعنا الصوت ورفضنا هذه الإجراءات وسنستمر بذلك لأنّنا بشر وهذه أرضنا، وعلى السعوديين أن يتوقفوا عن هذه المشاريع الاستعمارية.
قبائل سقطرى تلفظ الاستعمار الإماراتي
وفي جزيرة "سقطرى" كان للقبيلة دورا بارزا في التصدي لمخططات الهيمنة الإماراتية رغم الإغراءات وضخ الأموال الطائلة من اجل اسكات وجاهاتها الاجتماعية وعلى رأسهم الشيخ "عيسى سالم بن ياقوت".
ومنذُ دخول الإمارات إلى الجزيرة كان "بن ياقوت" أو المبادرين لتأييد الشرعية وأخرج حشود جماهيرية تؤيد الدولة والرئيس الشرعي وترفض انتهاك السيادة الوطنية.
ولفت في أحد المظاهرات الاحتجاجية إلى أن الجموع الغفيرة التي تخرج تقول للجميع إن سقطرى ليست للبيع ولن تكون الا مع الدولة الاتحادية، ولن تقبل أن تكون لعبة بيد الإمارات التي دعمت ثلة من أبناء سقطرى لبث الفرقة ونشر الفوضى من خلال تشكيل مليشيات مسلحة خارجة عن إطار الدولة وهذا ما نرفضه ونقف ضده.
وفي محاولة الإنقلاب الأخير التي شهدتها "سقطرى" الجمعة الماضية جدد "بن ياقوت" إدانته للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية ودفع أبناء سقطرى الى الاقتتال والتصادم والخروج عن الدولة والشرعية.
وقاد التمرد المسلح مدير أمن سقطرى السابق التابع للإمارات علي الرجدهي عقب صدور قرار جمهوري باقالته بعد تورطه في خيانة الوطن واستغلال منصبه في خدمه وتسهيل مشاريع الإمارات .
وأعلن السقطري تأييده لقرار رئيس الجمهورية بتعيين مدير أمن جديد وإجراءات السلطة المحلية بقيادة المحافظ رمزي محروس من أجل تنفيذ القرار وبسط سلطة الدولة.
ودعا أبناء سقطرى إلى وحدة الصف والتماسك وتفويت الفرصة على من يريد تقسيم أبناء سقطرى والنيل من سلمها وأمنها واستقرارها. وأشار البيان إلى أن التدخل الخارجي في سقطرى ودفع أبنائها للتصادم والخروج عن الشرعية أمر مرفوض، مشددا على جميع السقطريين الاصطفاف في وجهه مهما كانت مبرراته ومغرياته.
مشاركة الخبر: