الرئيسية > أخبار اليمن
في يومه العالمي.. المعلم اليمني بين الجنون والتخلي عن مهنته "تقرير خاص"
المهرة بوست - خاص
[ السبت, 05 أكتوبر, 2019 - 06:27 مساءً ]
يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمعلم اعترافا وتكريما لجهوده في بناء المجتمعات الإنسانية حيث هو الصانع الأول لكل المبتكرين والمبدعين والساسة والمفكرين في مختلف المجالات.
وكمعلمي العالم يحتفل المعلم اليمني بالمناسبة مع فارق أحال حياته إلى جحيم وحوله قسرا إلى عامل بالأجر اليومي، أو عاطل عن العمل ينتظر معجزة تعيده إلى الوراء أربعة أعوام ليتمكن من أداء المهمة الملقاة على عاتقه بكفاءة واقتدار.
خلال هذه الأربعة أعوام وتحديدا من اكتوبر 2016، يعيش المعلم اليمني حياة مريرة لا يستوعبها عقل، فقد أصبح العشرات من المعلمين يجوبون الشوارع لفقدانهم عقولهم ودخولهم دائرة الجنون بسبب الاوضاع الاقتصادية والانسانية المتردية.
حالات نفسية..
تتذكر زوجة أحد المعلمين في صنعاء يوما كان فيها زوجها مستور الحال براتب متواضع ليتحول إلى تائه متجول بعد عجزه عن الحصول على عمل يكفيه لسد رمق زوجته وأطفاله.
تتحدث أم عمرو لـ "المهرة بوست" بحرقة وأسى، "زوجي معلم ، وأب لخمسة أولاد ونظرا لانقطاع الراتب والوضع الذي نعيشه أصيب زوجي بحالة نفسية شديدة"، تأخذ نهدة عميقة لتكمل، "هو الآن تائه في الشوارع منذ أكثر من سنة ونصف" .
أم يجيى تتحدث عن زوجها بذات الروح المكسورة، قائلة "دخل زوجي معلم الرياضيات في مرض نفسي صعب، اضطررنا الى بيع كل ما نملك حتى تعبنا ولم نجد أحدا يساعدنا على مواصلة الانفاق على علاجه".
تواصل حديثها، "الان نحن نعيش على المساعدات من فاعلي الخير والمنظمات الإنسانية".
التخلي عن الرسالة المقدسة..
يتجه المحظوظون من المعلمين اليمنيين والناجون من الجنون إلى إتخاذ مهن أخرى، تاركين ساحة تربية وصناعة الأجيال لمتطوعين.
تناول بعض المدرسين حكاياتهم على صفحات التواصل الاجتماعي بمناسبة يومهم العالمي الذي لا يشبه في شيء يوم معلم في دولة أخرى.
منصور شائف قال إنه وبعض رفاقه من المعلمين اضطروا الى ترك التدريس والتوجه صوب أعمال أخرى، في المطاعم والمخابز ومحلات تجارية ، وذلك لإعالة أسرهم.
يضيف أنه حاول البقاء في المدرسة وأداء مهمته لبضعة أشهر بدون مرتب، إلا أن الحال ضاقت عليه وأضطرته الظروف إلى العمل كطباخ في أحد مطاعم صنعاء.
تأثيرات كارثية..
في تقرير حديث لها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إن مليوني طفل لا يزالون خارج المدارس بما في ذلك ما يقرب من نصف مليون تسربوا من الدراسة منذ تصاعد النزاع في مارس/آذار 2015، وبات تعليم 3.7 ملايين طفل على المحك، حيث لم يتم دفع رواتب المعلمين.
المنظمة تحدثت عن منحة قدمها التحالف السعودي الإماراتي نهاية العام الماضي للمعلمين، غير أن تلك المنحة لم يتم التوقيع عليها إلا في مايو/أيار الماضي، وجرى صرف المنحة على دورات، كان آخرها في يوليو/تموز الماضي.
ونقل موقع "الجزيرة نت" عن المتحدث باسم المنظمة كمال الوزير قوله إن المنظمة وزعت المنحة المالية على 127 ألف معلم وموظف، بواقع 50 دولارا على كل معلم ومعلمة.
وتكاد تكون المنحة المالية المقدمة من الدولتين اللتين تشنان حربا في اليمن هي الوحيدة للمعلمين، لكن من المؤكد أنها لا تمثل للمعلمين أي قيمة تذكر، فخمسون دولارا مبلغ زهيد جدا في مقابل ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى 400%.
مشاركة الخبر: