الرئيسية > تقارير
تمرد جديد في سقطرى .. هل تواصل الرياض التواطؤ مع مشاريع الإمارات في اليمن ؟
المهرة بوست - تقرير خاص
[ السبت, 05 أكتوبر, 2019 - 12:14 صباحاً ]
بعد أقل من 72 ساعة على عودة، محافظ محافظة سقطرى، رمزي محروس، إلى مطار الأرخبيل بعد رحلة علاجية خارج اليمن، حاولت أذرع الإمارات أن ترقص رقصة الديك المذبوح، بعد فشل كل مخططات أبوظبي للسيطرة على الجزيرة الغنية بالثروات، والفريدة بالموقع الجغرافي، حيث سعى مدير الأمن المُقال "على الرجدهي"، بضوء إماراتي إلى التمرد على الشرعية محاولاً الإعلان عن انقلاب جديد.
وكانت الجزيرة شهدت الثلاثاء الماضي، وصول المحافظ محروس، الذي حظي باستقبال جماهيري لافت في مطار سقطرى، وفي الناحية الأخرى، بدا وكأن الإمارات لم تكن راضية بعودة رجل المحافظة الأول، الذي وقف حجر عثرة أمام كل مشاريع أبوظبي لنشر الفوضى في سقطرى.
لعب المحافظ الشاب دوراً بارزاً في الاحتجاجات المناهضة لمحاولات إماراتية فاشلة بدأت منذ أكثر من عامين للسيطرة على الجزيرة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي.
أدوات الانقلاب
وشهد الرابع من أكتوبر، محاولة جديدة رموزها من جديد، الوجوه القديمة التي حرصت الإمارات على شراء ولائها، وسعى المندوب الإماراتي في الجزيرة لفترة طويلة على الاعتماد عليهم في مناوئة السلطة المحلية وتهييج الشارع العام، وصولاً إلى اقتحام المؤسسات، كما حدث لمؤسسة الكهرباء، بعد أشهر من محاولة فاشلة لاقتحام ميناء الجزيرة بهدف إدخال شحنة من الأسلحة الإماراتية لمليشيات أبوظبي، والتي كان المحافظ منع دخولها.
وفي الـ11 من سبتمبر الماضي، قاد المندوب الإماراتي، خلفان المزروعي، عملية نهب مؤسسة الكهرباء في محافظة سقطرى بمعية عدد من مليشيا "الانتقالي"، واعتبرها المحافظ محروس، سلوكاً مستهجناً ومرفوضاً ويجب التوقف عنه فوراً، مؤكداً أن من يراهن على خلط الأوراق ومعاقبة أبناء سقطرى والنيل من خدماتهم وإذكاء الفتنة فرهانه خاسر.
مدير أمن سقطرى المُقال على خلفية عمله لصالح الإمارات، علي أحمد الرجدهي، قاد التمرد الفاشل على السلطات الشرعية في سقطرى، حيث أمر قوة أمنية للتوجه إلى إدارة مركز الأمن في الجزيرة، و"رفع الجهازية القتالية"، بعد رفع أعلام تشطيرية على عدد من المؤسسات في محاولة لانقلاب جديد.
وتعيد محاولة التمرد هذه ذاكرة اليمنيين، إلى ما حدث في عدن، حيث قاد "عيدروس الزبيدي"، الفوضى، وسعى إلى تدمير مؤسسات الدولة، بعد قرار إقالته في أبريل عام2017 بمعية رجل الإمارات الآخر "هاني بن بريك"، الذي عيّنه الرئيس هادي وزيراً للدولة لفترة لم تمد أكثر من 15 شهراً.
وقفت اليوم، السلطات الشرعية في سقطرى، بقيادة المحافظ، رمزي محروس، ضد كل محاولات الانقلاب والتمرد التي تدعمها الإمارات، حيث استعادت القوات الأمنية الحكومية السيطرة على المؤسسات التي تم اقتحامها من قبل مليشيات الرجدهي، وشكّل المحافظ غرفة عمليات لمواجهة مخطط الانقلاب، ودعمت القيادات الأمنية والقبلية في الجزيرة مدير الأمن الجديد للجزيرة.
وكان المحافظ محروس، وجه رسالة تحذير لأدوات أبو ظبي، حيث عقد لقاءً موسعاً مع اللجنة الأمنية في "سقطرى"، بعد تحركات جديدة تنفذها الإمارات عبر ميليشياتها المسلحة، في محاولة لإشعال أزمة جديدة داخل الجزيرة التي تسعى الإمارات لاحتلالها.
فشل مبكر
لم تطل الرقصة الإماراتية طويلاً، حتى انتهت بعد أن تحركت الأجهزة الأمنية والعسكرية بكل عزم، وأفشلت تمرداً دأبت الإمارات على تطبيقه في أكثر من مكان عبر عملائها الذين ما إن يصدر بهم قرار إقالة حتى يرتموا في أحضان أبوظبي، ضد مصلحة الوطن ومصالح أبناءه.
ورغم اتساع المسافات إلا أن الشعب اليمني يلتقي سريعاً عندما يحسّ بخطر يتهدد مصيره، فسقطرى البعيدة جغرافياً، لم تكن بعيدة عن اليمنيين في مختلف أماكن تواجدهم، حيث أعلنوا جميعاً رفضهم تلك المحاولات التي تسعى من خلالها الإمارات إلى السيطرة على الجزيرة، في صورة تؤكد حجم العزلة التي تواجهها أدوات أبوظبي في اليمن.
وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب "بدر كلشات"، دعا، الجمعة، أدوات أبوظبي في سقطرى إلى الاستفادة من درس التمرد في شبوة، وأكد في تغريدة له بصفحته الرسمية على موقع التدوين المصغر "تويتر"، قال فيها إن محافظة سقطرى محمية برجالها وقيادتها الوطنية ولا مكان فيها للمتمردين، وقال إن المهرة تعلن تأييدها الكامل لقرار رئيس الجمهورية الأخير في سقطرى وتدعم خطوات المحافظ رمزي محروس الشجاعة في ترسيخ الأمن بالجزيرة.
وتؤكد المصادر سيطرة القوات الحكومية على الوضع في الجزيرة، ومحاصرة المتمردين في بعض المواقع وأقسام الشرطة التي اقتحموها، لكن الشوكة الإماراتية لن تدع المحافظة تمضي في طريق البناء والتنمية دون عوائق.
ومع كل محاولة تمرد تدعمها الإمارات في سقطرى، تتجه البوصلة نحو قائدة التحالف في اليمن، "السعودية"، التي تتماهى كثيراً مع مواقف أبوظبي، حدث ذلك في انقلاب مليشيات "الانتقالي"، عندما استخدموا المدرعات الإماراتية لاقتحام المؤسسات الحكومية في العاصمة المؤقتة عدن، فيما لم تكن السعودية واضحة في تسمية الانقلاب، بل سعت إلى محوه عبر الدعوة لحوار "جدة".
المحاولة الأولى
وفي أبريل عام 2018، أشعلت الإمارات أزمة حادة مع الحكومة اليمنية، بعد أن سيطرت على مطار وميناء الجزيرة، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة حينها، أحمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء، وواجهت الحكومة تمرد الإمارات، وبعثت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي جعل الرياض تتدخل "لتهدئة" الوضع وليس لإيقاف الإمارات.
وبعد أقل من 6 أشهر، أُبعد بن دغر عن منصبه، وعلّق حينها المحلل السياسي، ياسين التميمي على الأمر، بأنه إجراء عقابي مؤجل أملته الإمارات والسعودية على الرئيس هادي، رداً على موقف بن دغر من أزمة سقطرى من قبل الإمارات.
وأضاف التميمي، في تصريحات صحافية، أن ربط الإقالة بإخفاق الحكومة في مواجهة إعصار لبان في المهرة، الهدف منه غسل سمعة السعودية وتقديم رئيس الوزراء كبش فداء لأخطائها الكارثية في المحافظة، وتابع التميمي أن من المؤسف أن تستمر الرياض في سياسة توظيف موقع الرئيس هادي في فرض السياسات الكارثية على سلطة شرعية، لا تستطيع أن تمارس مهامها من داخل اليمن بسبب الفيتو الإماراتي السعودي، على حد تعبيره.
ويخشى اليمنيون اليوم أن تكرر السعودية سيناريو "التغطية" على محاولات الإمارات لدعم انقلاب جديد في سقطرى، في ظل استمرار أبوظبي في التحشيد والتجييش، وشراء الذمم والولاءات في الجزيرة ومناطق أخرى، حيث لم تجدِ سياسة دفن الرماد عام 2018، ليعود للاشتعال بين حين وآخر.
مشاركة الخبر: