الرئيسية > تقارير
"أربعون مفقود" .. البحر يبتلع سكان سقطرى في ظل احتلال مطار الجزيرة
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الأحد, 29 سبتمبر, 2019 - 02:02 صباحاً ]
أفاق اليمنيون على فاجعة جديدة بفقدان 40 يمني وعائلات تنتمي لجزيرة سقطرى اليمنية، بعد أن أكدت مصادر متطابقة داخل الجزيرة فقدان مركب صيد كان ينقل عشرات السكان، من محافظة المهرة عائدين إلى منازلهم في الجزيرة الواقعة في قلب المحيط الهندي.
وأكدت المعلومات الواردة أن قارب صيد كبير يحمل على متنه 40 راكبا، انطلق من ميناء "قشن" في محافظة المهرة مساء الأربعاء، لكن القارب الذي كان من المقرر أن يصل صباح الجمعة لم يصل حتى اليوم، رغم مرور أكثر من ثلاثة أيام، وسط مخاوف من تعطل القارب أو غرقه في مياه البحر جراء عاصفة هيكا التي ضربت السواحل اليمنية والعمانية منذ يومين.
وما صاعد غضب ومأساة سكان جزيرة سقطرى هو عجز الحكومة الشرعية، التي لم تعلق على الحادث حتى اللحظة، كما لم تقم قوات خفر السواحل اليمنية بواجبها تجاه الضحايا، وخذلان السعودية والإمارات التي تمتلك معدات بحرية وجوية لا تستخدمها لإنقاذ أبناء الجزيرة.
حوادث متعددة
ولم يكن هؤلاء الضحايا الذين لا يعرف مصيرهم بعد أول الفواجع التي يعيشها سكان الجزيرة اليمني، فمنذ اندلاع الحرب وسيطرة السعودية والإمارات على معظم السواحل والجزر اليمنية شهدت سقطرى حوادث كثيرة من هذا النوع، في ظل سيطرة القوات الإماراتية على مطار سقطرى وتعطيله عن القيام بدوره في نقل سكان الجزيرة والزائرين إليها.
وفي نوفمبر من العام 2015م فقدت سفينة هندية و30 قارب صيد لسكان سقطرى جراء إعصار شابالا، ناهيك عن إعصار ميج الذي فقدت خلاله الكثير من قوارب وسكان سقطرى، وفي أكتوبر 2017م، تمكن الصيادون من أبناء الجزيرة من العثور على عدد من الصيادين بعد يومين من فقدانهم.
ويعد حادث فقدان 40 مدني حتى الآن أكبر مآسي الجزيرة وآخرها، لكن أبناء الجزيرة باتوا يعانون الكثير من المشكلات منذ توسع الانتشار العسكري للسعودية والإمارات داخل الجزيرة، وسعي أبوظبي لاحتلال الجزيرة عبر ميليشيات تتبع المجلس الانتقالي، ويقودها المندوب الإماراتي العميد خلفان المزروعي.
احتلال المطار
ومنذ أسابيع أوقفت القوات الاماراتية الحركة داخل مطار الجزيرة، وأنهت بناء لسان بحري خاص قرب الميناء الرئيسي للجزيرة، لتتمكن من استقبال السفن الإماراتية المحملة بالسلاح والعتاد أو تلك التي يتم شحنها بحيوانات ونباتات نادرة يتم نهبها من الجزيرة بعيداً عن سلطة الحكومة الشرعية.
وكشفت "مصادر عسكرية" عن سعي الإمارات نشر مرتزقة إضافيين من أرتيريا، بالإضافة لمئات المقاتلين القادمين من محافظات الضالع ولحج وعدن، والمجندين مع الامارات من أبناء الجزيرة؛ وأكدت صحيفة ميدل إيست مونيتور وصول دفعة جديدة من المرتزقة، من الهند وبنجلاديش على متن طائرة إماراتية إلى جزيرة سقطرى.
وعادت تحركات الإمارات بقوة بعد أسابيع من سيطرتها على عدن وأبين الجنوبية عبر قوات المجلس الانتقالي، ومقتل مئات الجنود اليمنيين بغارات جوية إماراتية وسط تواطئ السعودية ودعوتها لحوار في جدة لم ينطلق حتى اليوم. وخلال السنوات الماضية قامت الإمارات ببناء قاعدة عسكرية ومركز اتصالات استخباراتي، وأجرت تعدادا للسكان وعرضت عليهم الجنسية الإماراتية وأغرتهم بتوفير إمكانية السفر جوا مجانا لهم إلى أبوظبي للحصول على الرعاية الصحية وفرص العمل.
مشاركة الخبر: