الرئيسية > أخبار اليمن
"في ذكرى سبتمبر" .. إجماع يمني على مقاومة الأطماع ومشاريع التقسيم التي أفرزتها الحرب
المهرة بوست - رصد خاص
[ الخميس, 26 سبتمبر, 2019 - 02:03 صباحاً ]
للعام الخامس على التوالي يحيي اليمنيون ذكرى ثورة 26 سبتمبر، ونصف بلادهم تعيش تحت وطأة انقلاب جماعة الحوثي، فيما يخضع النصف الآخر لهيمنة السعودية والإمارات، وبين سلطة الإمامين الجدد وتسلط الأشقاء الغزاة فقدت اليمن بريق ثورتها واستقلالها وبات اليمنيون بلا مأوى ولاغذاء ولا دواء، والملايين منهم في مخيمات النزوح وبلاد المنفى.
لكن اليمن الكبير الذي لا يموت أوقد شعلة ثورة سبتمبر في ذكراها الـ 57، من مأرب عاصمة الجيش والمقاومة اليمنية أوقد وزير الدفاع اليمني شعلة الثورة، إلى الجوف وصعدة أقصى شمال الحدود اليمنية وحيث معقل الإمامة الجديدة، إلى تعز قلب البلد النابض وحتى شرق صنعاء، مهد الثورة والعاصمة التي يتوق كل اليمنيين للعودة إليها، كان لقادة المحاور العسكرية في الجيش الوطني نصيب في إحياء هذه الذكرى الخالدة.
وفي جنوب اليمن حيث تسعى الإمارات للسيطرة على مقدرات البلاد وتقسيمها، أوقدت المحاور العسكرية في شبوة وأبين وغيرها شعلة ثورة سبتمبر في مشهد يجسد حجم التماسك اليمني، ووحدة المصير التي تدفعهم لرفض التقسيم والتبعية.
رفض التقسيم
ووجه الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" خطابا من منفاه في العاصمة السعودية الرياض، طالب فيه اليمنيين بالتمسك بمشروع الدولة الاتحادية ورفض مشاريع التقسيم التي تتصاعد في الاونة الأخيرة جنوب اليمن، في إشارة من الرئيس هادي لتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات، والذي أسقط العاصمة المؤقتة عدن وعددا من المحافظات الجنوبية، وسط تواطئ السعودية مع حليفتها أبوظبي.
وأكد رئيس الحكومة "معين عبدالملك"، في تغريدة على تويتر، أن ثورة سبتمبر أنجزت مهمة قرون عديدة وأعادت اليمن الى العصر، بعد أن سجنتها الإمامة في عصور الظلام والاستعباد، وأوضح أنها كانت ثورة ثورة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية في آن واحد.
و أرسل رئيس الحكومة اليمنية السابق "أحمد عبيد بن دغر"؛ تحية لمن رفضو الامامة في الشمال بكل أشكالها، وقاوموا الاستعمار البريطاني في الجنوب، وأضاف في تغريدة على تويتر "تحية للقابضين على جمر الوحدة لم تغيرهم صروف الدهر، ينافخون عن مستقبل الدولة الاتحادية وعن اليمن الكبير". حد قوله.
وقال مستشار الرئاسة اليمنية "نصر طه مصطفى" أن ثورة سبتمبر، أعادت لليمنيين معنى الحياة وجوهرها الإنساني وصححت مساره التاريخي، ودفعته إلى قلب العصر الحديث، مشددا أن الإمامة كانت وستظل نكبة اليمن الكبرى وسبب مآسيه.
احتفاء شعبي
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بكتابات وصور توثق مراحل ثورة سبتمبر، وتتحدث عن هذه الذكرى في ظل الحقبة التي تعيشها اليمن في الوقت الراهن، وتصدر شعار الثورة واجهات الحسابات الشخصية للنخبة اليمنية والمتابعين على فيسبوك وتويتر وبقية مواقع التواصل.
وأطلق نشطاء يمنيون من أبناء المحافظات الجنوبية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد الفخر بالانتماء لليمن ردا على أتباع الامارات في المجلس الانتقالي الذين يسعون لتقسيم اليمن.
وبث ناشطون مشاهد مصورة لاحتفال الطلاب داخل مدارسهم بالأناشيد الوطنية، وآخرين يحتفلون داخل منازلهم والمغتربين وهم يحيون طقوس العيد الوطني في بلدان عديدة.
أعداء سبتمبر
الصحفي اليمني "عامر الدميني" انتقد في منشور على فيسبوك، المسؤولين الذين يحتفلون بثورة 26 سبتمبر من داخل السعودية، وطالبهم باستعراض تفاصيل الثورة ومن حاربها وسعى لدفنها، ودعم الإماميين حينها للإطاحة بالثورة والثوار لثمان سنوات؟، وأضاف لن تجرؤوا على القول، إنها السعودية وهي الخصم الأكبر للجمهورية واليمن، ولا يوازيها بهذا اليوم سوى الحوثيين.
فيما اعتبر الناشط اليمني "حمزة المقالح" أن ثورة سبتمبر هي يوم كيوم فتح مكة حين أسقط النبي أصنام قريش، فيما أسقط اليمنيون أصنام الامامة.
وأشار الناشط السياسي "علي البخيتي" إلى أن عظمة ثورة سبتمبر تجبر الحوثيين على التظاهر بالاحتفال بها، على الرغم من أن الجماعة تعتبرها انقلابا لكنهم لا يجرؤون على إعلان موقفهم منها، لذلك سيعملون بالتقية ويحتفلون بها.
وكان لافتا هذا الإجماع اليمني على ثورة سبتمبر ويشير لحاجة اليمنيين إلى التوحد، لمواجهة كل الأخطار التي باتت تحدق بهم وسط تعدد الولاءات والانقسامات الحزبية والمناطقية، جراء الانقلاب والحرب المستمرة منذ خمس سنوات.
مشاركة الخبر: