الرئيسية > تقارير
مأزق جديد للشرعية في حضرموت.. هل يتكرر سيناريو عدن وما دور البحسني؟ "تقرير خاص"
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 26 سبتمبر, 2019 - 12:06 صباحاً ]
بدأت التحركات الأخيرة لمليشيات "الانتقالي" المدعوم من الإمارات عقب إسقاط عدن و أبين بأيديهم في تحركاتهم الأخيرة التي اندلعت مطلع أغسطس الماضي.
العمليات الممهدة لإنهاء وجود الشرعية في مناطق وادي حضرموت تمثلت في تنفيذ اغتيالات واستهداف مراكب عسكرية للحكومة الشرعية في مناطق الوادي كان آخرها مقتل عدد من الجنود على رأسهم قائد القوات السعودية في حضرموت، وانتهت -أو لم تنتهي بعد- بمنع تصدير النفط بأمر من محافظ حضرموت فرج سالم البحسني الذي اتجه سرا اليوم الأربعاء إلى أبوظبي.
أحداث متسارعة أعادت إلى الأذهان مقدمات سقوط عدن والمبررات الأخيرة التي صنعتها الإمارات ومليشياتها قبل تحرك عسكري أسقط مؤسسات الدولة في يد المليشيات الإماراتية في العاشر من أغسطس الماضي، وتم من خلاله إنهاء الوجود الهش للحكومة الشرعية خلال السنوات الأربع الماضية في عاصمتها المؤقتة عدن.
بالتزامن مع التحركات العسكرية، عمد محافظ المحافظة فرج سالم البحسني، -القائم بدور مشبوه وفقا لمراقبين-، إلى إخراج حشود من أبناء حضرموت في المكلا دعما لقرار وقف تصدير النفط من المحافظة مما هدد بتوقف 90 في المائة من إنتاج وتصدير النفط اليمني، الأمر الذي ينذر بفقدان البلد لأحد مصادر النقد الأجنبي، بالتالي انخفاض جديد في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية وزيادة أسعار السلع والخدمات.
دور مشبوه للبحسني..
في اجتماع استثنائي موسع للمكتب التنفيذي للمحافظة السبت الماضي، قال البحسني إنه أمر بمنع تصدير النفط من ميناء ضبة لحين التوصل لحلول مع الحكومة بشأن دفع مرتبات منتسبي المنطقة العسكرية الثانية المتوقفة لأكثر من ثلاثة أشهر واستمرارها بانتظام، ودفع حصة حضرموت من مبيعات النفط المتوقفة لأشهر، وكذلك مبالغ محروقات الكهرباء.
وزارة المالية في الحكومة الشرعية ردت على البحسني بالقول إنها ملتزمة بدفع مخصصات حضرموت، موضحة أنها أودعت لحساب السلطة المحلية بحضرموت من مبيعات نفط المحافظة منذ استئناف التصدير 194 مليون دولار أمريكي.
مصادر قالت لـ "المهرة بوست" أنه من الطبيعي والبديهي أن يقسم المبلغ نصفين، نصفه لساحل حضرموت والآخر لسلطة الوادي والصحراء، رغم أن الأخيرة الأكثر من حيث السكان وعدد المديريات، لكن شيء من ذلك لم يحدث.
وأكدت المصادرأنه وقبل هذا تصريح الحكومة لم تكون سلطة وادي حضرموت تعلم بحجم المبالغ المودوعة في حساب المحافظة، وكل ما في الأمر أن المحافظ يصرف المبلغ الذي يريده لمشاريع الوادي.
أحداث مترابطة..
المصادر ذاتها رأت في التطورات الأخيرة سواء في ساحل حضرموت من تصعيد شعبي مسنود بالسلطة المحلية، وقرار المحافظ فرج سالمين البحسني بإيقاف تصدير النفط من ميناء الضبة، ممرورا بالتطورات في وادي حضرموت وعودة موجة الاغتيالات وفي مقدمتها مقتل قائد القوات السعودية وخمسة جنود آخرين وأخير الزيارة المفاجئة للبحسني إلى الإمارات كل هذه الأحداث تثير الشكوك حول تسلسلها وتوقيتها وعلاقتها بما يحدث في محافظات جنوبية أخرى.
واتهمت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها "دولة الإمارات التي تسيطر فعليا على ساحل حضرموت بالوقوف خلف مجمل هذه الأحداث".
وقالت المصادر في حديثها لـ "المهرة بوست" إن هذا التصعيد في مدينة المكلا تحت غطاء مطالب حقوقية، خصوصا وأن هذا التصعيد وقرار المحافظ بإيقاف تصدير النفط جاء للرد فيما يبدو على سيطرة قوات الشرعية على منشأة بلحاف لتصدير الغاز في محافظة شبوة واتهام المحافظ بن عديو لأبو ظبي بتعطيل تصدير الغاز خلال السنوات الماضية.
وأوضحت أنه "في الوقت ذاته لا يمكن فصل ما يحدث في وادي حضرموت عن مايدور في الساحل، فمقتل قائد القوات السعودية في وادي حضرموت "العتيبي" يحمل رسالة للرياض أن هذه الرقعة الجغرافية لن تهدأ إلا بسيطرة قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيا".
وتحدثت عن "أن السعودية لا تزال على موقفها بأن تبقى هذه المساحة بعيدا عن نفوذ أبوظبي، وهو ما أكده القائد السابق لقوات التحالف بالوادي الذي قال إنه لا يؤيد دخول قوات النخبة الحضرمية إلى الوادي، وإشارته إلى أن المنطقة العسكرية الأولى لاتزال متماسكة وتقوم بعملها بشكل جيد".
إستغلال ضربة أرامكو وتقاسما للنفوذ..
ربطت المصادر في تصريحاتها بين الضربة التي تبنتها جماعة الحوثي على منشأة أرامكو السعودية وتطورات الأحداث في محافظة حضرموت.
وقالت إن "الإمارات تستغل في الوقت الراهن انشغال الرياض بالهجمات على شركة أرامكو، لتصعيد الوضع في حضرموت، وهو مايفسر الزيارة المفاجئة لمحافظ حضرموت إلى أبوظبي".
واستدركت حديثها بالقول إنه "لا يمكن فصل ما يحدث في حضرموت عن سباق النفوذ بين أبوظبي والرياض، فشبوة التي يبدو أن السعودية قد وضعت ثقلها فيها، دفع الإمارات بتحقيق مكاسب جديدة في حضرموت التي تشترك بحدود واسعة مع السعودية فضلا عن أهميتها الجغرافية ومكانتها الاقتصادية".
وضع مرشح لتصعيد مؤخر..
في ضوء قراءتها لمجمل ما شهدته وتشهده حضرموت، رأت المصادر أن الوضع مرشح لتصعيد أكثر بين حلفاء وأدوات أبوظبي من جهة والحكومة الشرعية من جهة أخرى.
وأشارت إلى أن "مؤشرات التوجه للمواجهة العسكرية أو معركة كسر العظم غير وارد على الأقل الوقت الراهن خصوصا وأن ماحدث في عدن أحرج الرياض بشكل غير مسبوق دوليا منذ اندلاع عاصفة الحزم، وهو ماسيدفع الرياض للحيلولة دون أن تصعيد يضاف إلى الملفات الثقيلة التي تؤرقها حاليا".
مشاركة الخبر: