الرئيسية > عربي و دولي
«الإمارات ليكس».. دبلوماسي كويتي: «بن زايد» يفكك السعودية
المهرة بوست - متابعات
[ الإثنين, 16 أبريل, 2018 - 08:57 مساءً ]
أظهرت سلسلة تسريبات نشرتها صحيفة لبنانية مقربة من «حزب الله» لبرقيات سرية صادرة عن السفارتين الأردنية والإماراتية في بيروت، أن السفير الكويتي لدى لبنان يرى أن «الشيخ محمد بن زايد يقوم بالعمل على تفكيك المملكة العربية السعودية».
وذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، في ملف تحت عنوان «الإمارات ليكس»، أنه «رغم أن عدد البرقيات الأردنية قليل مقارنة بتلك الإماراتية، لكن ما يظهر منها هو أن السفير الأردني نبيل مصاروة هو أكثر معرفة بالواقع اللبناني من نظيره الإماراتي حمد بن سعيد الشامسي، فيما الأخير، يبدو دبلوماسيا غير عميق، رغم أن الشائع عنه هو خلاف ذلك».
ونشرت الصحيفة برقية للسفير الأردني جاء فيها إنه التقى ظهر االأربعاء الموافق 20/9/2017 سفير دولة الكويت «السيد عبدالعال القناعي » (عميد السلك العربي)، وهو من المقربين من الشيخ «صباح الأحمد» أمير البلاد.
وأدرج السفير الأردني أهم المعلومات التي حصل عليها خلال اللقاء، وأرسلها ملخصة لمسؤوليه في عَمان كما يلي: «إن تصريح الشيخ صباح الأحمد بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أزعج كلاً من السعودية والإمارات وقطر والأمريكان، حيث تأكد الشيخ صباح بعد لقائه الرئيس ترامب من عدم جدية الأمريكان في إيجاد حل للأزمة بين الدول الأربعة وقطر، بالإضافة إلى عدم رغبة السعودية والإمارات في حل الأزمة أيضا».
وأكد سفير الكويت أن «السعودية خسرت في كل مكان، خاصة في لبنان، وزيارة السبهان واجتماعه مع قوى 14 آذار يعكسان تخبط السياسة السعودية، والزيارة لن ينتج منها إلا توتر إعلامي فقط، وهي ليست سوى محاولة من السعودية لإثبات وجودها في لبنان».
وذكر سفير الكويت، أن إمام الحرم المكي «عبدالرحمن السديس» في تصريحه الأخير الذي «أشاد فيه بالملك سلمان والرئيس ترامب غير مسبوق في تاريخ إمامة الحرم الشريف، ذلك لتدخله في الشؤون السياسية، وهذا ما سيفقده الصدقية الدينية لدى المسلمين في الداخل والخارج».
وأشار إلى أن «قيام السعودية باستقبال أحد شيوخ آل ثاني المقيم في السعودية منذ فترة طويلة، حيث اكتُشف وجوده بمحض الصدفة من قبل السلطات السعودية نتيجة تقدمه ببلاغ بفقدانه بعض الإبل من مزرعته المقيم بها، حيث تم استدعاؤه للقاء الملك سلمان واكتشفوا أنه ليس بالمستوى الذي يمكن الاعتماد عليه، لذلك اتجهوا إلى ابن أحد الشيوخ الآخرين الذي يمت بصلة إلى الشيخ سحيم (وزير الخارجية السابق الذي جرى اغتياله) للقيام بدعمه والترويج له لأحقيته بقيادة البلاد».
ونشرت الصحيفة في البرقية الثانية، المؤرخة يوم 28/09/2017، ما وصفته بأنه محضر ما سمعه السفير الأردني في بيروت من السفير الإماراتي هناك، وجاء فيه أن الأخير أبلغه أن «السعودية تتخبّط في الداخل والخارج خاصة في لبنان، ورغم عدم رضاهم عن الحريري إلا أنه لا غنى عنه، حيث نصحت الإمارات بعدم الاعتماد على أشرف ريفي وزير العدل السابق في طرابلس، وذلك لالتفاف الحركات الإسلامية حوله، علماً بأن المساعدات التي يتلقّاها ريفي هي من رجل الأعمال في دبي خلف حبتور وليست من الحكومة الإماراتية».
وأوضح أن «الشيخ محمد بن زايد غير راض عن سعد الحريري لأسباب خاصة، حيث تمّ دعم الحريري من قبل الشيخ محمد عندما رفعت السعودية الدعم عنه، إلا أن الحريري أدار ظهره للإمارات بعد ذلك، وقد حاول السفير الاماراتي ترتيب زيارة للحريري، إلا أن طلبه قوبل بالرفض. كما لم ينكر السفير قيام الشيخ محمد بن زايد بتقديم المشورة والنصح للسعودية، إلا أنهم في الامارات غير راضين عن طريقة عمل السعودية».
وتابع: «أعلن صباح اليوم عن توجّه كلّ من سامي الجميّل، سمير جعجع، وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري الى السعودية حيث نشرت الصحف في عناوينها سعي السعودية لتشكيل جبهة سياسية جديدة ولملمة قوى 14 آذار، في محاولة منها لإثبات وجودها في لبنان، والذي اعتراه الضعف لصالح حزب الله ومحالفيه. إلا أن السفير الاماراتي أبلغني أنها خطوة متأخرة وبدون جدوى».
وشدد على أن «ملف لبنان ليس في يد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بل في يد وزير شؤون الخليج العربي ثامر السبهان، حيث أعلن اليوم عن ترشيح سفير سعودي جديد هو وليد اليعقوبي، والذي يعمل كأحد مساعدي السبهان».
وباتت سياسات السعودية الدولة المحافظة الغنية بالنفط، تتوافق مع سياسات جارتها الإمارات الأصغر حجما والأكثر ليبرالية وتنوعا اقتصاديا.
كما تتبنى المملكة سياسة خارجية أكثر عدوانية، وكان آخرها الجهود غير المسبوقة إلى جانب الإمارات لفرض حصار على قطر، وهي جارة صغيرة أخرى في الخليج، وقد دعمت قطر جماعات إسلامية مثل «الإخوان المسلمون» في مصر، و«حماس» في قطاع غزة، ما أغضب الإمارات.
وترى القيادة الإماراتية أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» هو أفضل رهان لمنع زعزعة الاستقرار في المملكة، على حد قول الأشخاص المقربين من القيادة الإماراتية.
وقد صعد «محمد بن سلمان»، البالغ من العمر 31 عاما، بسرعة في سلم القيادة السعودية، بعد أن أصبح والده ملكا أوائل عام 2015، حين تولي المحافظ الدفاعية والاقتصادية، قبل أن يتم تعيينه في يونيو/حزيران هذا العام وليا للعهد.
وساعد «بن زايد»، الذي يبلغ من العمر 56 عاما، والحاكم الفعلي للإمارات، في تنظيم زيارة الرئيس «دونالد ترامب» للمملكة في مايو/آيار الماضي.
كما قدم «بن زايد» لـ«بن سلمان» دعما واسعا عبر جهود اللوبي الإماراتي في الولايات المتحدة للترويج له باعتباره الحليف الأنسب لواشنطن في مواجهة التطرف والإرهاب.
مشاركة الخبر: