الرئيسية > أخبار اليمن
يمني نجا من الموت يروي كيف تم استدراجهم وتركهم في محارق الحدود السعودية (ترجمة خاصة)
المهرة بوست - ترحمة خاصة
[ الاربعاء, 04 سبتمبر, 2019 - 08:59 مساءً ]
مع مرور سنوات من الحرب في اليمن، وإغلاق مصنع البلاستيك حيث كان يعمل، وترك زوجته للمنزل، شعر أنيس أنه ليس لديه خيار سوى أن ينضم إلى لواء يحارب المتمردين الحوثيين.
يروي انيس الذي تحدث لـ " ميدل إيست آي " باسم مستعار خوفا على سلامته: " لقد خيرت من قبل زوجتي بتزويد بيتنا بالاحتياجات الأساسية أو أن أطلقها.
وبالفعل انضم أنيس في أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى جانب عشرات الرجال الآخرين من قريته، إلى لواء الفتح، وهو قوة قتالية مدعومة من السعودية أنشئت في عام 2016، وتتألف بالكامل من مقاتلين يمنيين ومتمركزة في مدينة نجران الحدودية السعودية.
وقد تمكن أنيس من إرسال حوالي 1200 دولار إلى أسرته كل شهر، واستمر في القتال حتى نيسان/أبريل من هذا العام، ثم عاد إلى منزله في زيارة، وفي مايو/أيار، عاد إلى الحدود السعودية اليمنية مرة أخرى، على الرغم من أنه شعر بأنها قد تكون آخر رحلة له إلى بلاده.
وقال أنيس:" كنت أشعر أن هذه ربما تكون زيارتي الأخيرة إلى قريتي، حيث كانت المعارك تزداد ضراوة وكان السعوديون يرسلوننا إلى الخطوط الأمامية وهم يبتعدون عن المعارك.
وبعد أربعة أشهر من انضمامه يتحدث أنيس كيف وضعت السعودية أكثر من 1000 مقاتل مثله في موقف ضعيف على حدود المملكة، ما أدى إلى حصارهم من قبل الحوثيون لمدة أربعة أيام، حيث قتل منهم من قتل وجرح من جرح وهو ما دفعه لإطلاق دعوه إلى جانب أقارب القتلى لمطالبة المقاتلين بالتخلي عن رواتبهم.
يضيف أنيس:" ألعن نفسي كل يوم لانضمامي إلى المعارك مع السعودية للدفاع عن حدودها من الحوثيين، إلا أن ذلك لم يكن خطأي فحسب، فقد وقعنا جميعا ضحايا للاقتصاد السيئ الذي دفعنا للقيام بذلك.
وقال أنيس إن قادة لواءه دعوا المقاتلين إلى السير في وادي جبارة، وهي منطقة في كتاف في محافظة صعدة، مضيفا:" كنا على علم أن هذا الوادي تحت سيطرة الحوثيين وأن الحوثيين كانوا متمركزين خلفنا في نجران إلا أن القادة أصروا أن نتقدم إلى الأمام ووعدونا بأن المقاتلين السلفيين سيتبعوننا من الخلف ويقوما بحماتنا.
وذكر إن أكثر من ألف مقاتل يمني تقدموا إلى الوادي الذي كان خاليا ً عند وصولهم، ثم قاموا بالسير على بعد حوالي 1.5 كم حول الوادي، ومع ذلك، قال إنه لم يكن هناك أي من الحوثيين في الأفق، لكنه كان فخاً بحسب أنيس.
يواصل أنيس سرده للإحداث:" فجأة، بدأ الحوثيون بمهاجمتنا من الجبال، وحاولنا الانسحاب ولكن لم يكن هناك مقاتلون سلفيون يدعموننا، ولم نجد سوى الحوثيون يحاصروننا من جميع الاتجاهات.
بدأ الحصار يوم الاثنين واستمر حتى يوم الخميس، دون أي تدخل من السعودية أو السلفيين – وفق أنيس- وكان المقاتلين على وشك الموت من الجوع بسبب نفاذ الطعام، وواصلوا القتال و تمكن أقل من 100 مقاتل منهم من الفرار، بينما قتل أو أسر منهم أكثر من ألف شخص.
وقد قدمت حسابات ومواقع على الفيسبوك موالية للهادي روايات مماثلة عن المعركة، قائلة إن الحوثيين حاصروا المقاتلين لمدة ثلاثة أيام، وأسروا معظم المقاتلين بينما قتلوا آخرين.
وفقاً لهذه التقارير، فإن نحو 800 مقاتل من تعز، و600 مقاتل من إب، و300 من الجوف، و200 من محافظة ذمار، أُسروا في كتاف وتم نقل الأسرى إلى سجون مختلفة.
كما ذكرت الروايات أيضا أن إحدى المركبات التي كانت تنقل الجنود الأسرى، التي كانت بعيدة عن المنطقة التي وقع فيها الحصار والقتال، تعرضت لضربة جوية سعودية، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد كبير.
وذكر الموقع ان السعودية لم ترد على طلب قدم لها للتعليق حول الحادثة
وأضاف انيس "كنا على وشك الموت من الجوع لكن السعودية لم تتدخل لكسر الحصار بضربات جوية لان السعوديين لا يهتمون بنا.
وتابع قائلا :" أدعو جميع المقاتلين اليمنيين على الحدود السعودية إلى العودة إلى ديارهم والسماح للحوثيين بالتقدم على السعودية والانتقام لمقتل زملائنا المقاتلين".
الحزن في جميع المنازل
وقد هز حجم الخسائر الناجمة عن القتال والحصار في الجبال الأسر في جميع أنحاء اليمن، ولا سيما في محافظة تعز، التي قدم منها العديد من المقاتلين.
وأشار أنيس أنه فقد 27 صديقاً من قريته الكائنة في ضواحي مدينة تعز، وأن مقاتلان فقط من قريته تمكنا من الفرار.
وفي كل اسره بقرية انيس يوجد قتيل أو أسير على الحدود السعودية ، ويقول أفراد الأسرة الباقين على قيد الحياة إنهم ليس لديهم ما يفعلونه الآن ، لكنهم يصلون من أجل الانتقام من المملكة الخليجية.
وتقول عائشة شرف وهي والدة لأحد المقاتلين الذين قتلوا على الحدود السعودية :" شن السعوديون حربًا علينا وفقد رجالنا وظائفهم بسبب الحرب، ثم فتحت السعودية الباب أمام اليمنيين للدفاع عن حدودها "، مضيفة :" لم يكن أمام الرجال والشباب سوى القتال من أجل السعودية للحصول على أموال تمكنهم من الزواج ومساعدة أسرهم.
وأضافت ان رغبة ابنها في الزواج جعلته ينضم إلى المعارك على الحدود السعودية لكسب المال الذي يحتاجه.
وتابعت :" لم يسعدني ذهاب ولدي للقتال لأجل المملكة ، لكنني لم أستطع مساعدته على الزواج أو بناء مستقبله، لذلك صليت أن يهزم الله السعودية التي شنت الحرب على اليمنيين وجعلت القتال السبيل الوحيد لكسب المال.
و أثارت المعركة دعوة آخرين إلى دعوة المقاتلين على حدود المملكة للعودة إلى ديارهم، وبعد وقت قصير من القتال، قال الشيخ حمود المخلافي، رئيس المقاومة الشعبية في تعز والمقيم حاليا بتركيا في تركيا، على حسابه على الفيسبوك: "ندعو جميع مقاتلي منطقة ( الجند) إلى العودة بسرعة من الحدود الجنوبية للملكة..
وأضاف المخلافي إن القوات الموالية للهادي في تعز مستعدة لاستقبال المقاتلين، وألعمل معاً لتحرير بقية محافظة تعز من الحوثيين.
وقال توفيق الحميدي، وهو محام وناشط في مجال حقوق الإنسان يرأس منظمة سام للحقوق والحريات التي تتخذ من جنيف مقراً لها، على موقع تويتر: "إن ما يحدث على الحدود السعودية هو انتهاك للقوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي تحظر استخدام من المدنيين للقتال مع دولة، خارج أطر القوانين العسكرية المحلية، حتى لا تحمي حقوقهم في المستقبل كمقاتلين رسميين".
واستنادا إلى شهادات أدلى بها مراقبون محليون وضباط سابقون ومجندون سابقون، أفادت منظمة سام بأن المملكة العربية السعودية استغلت الوضع الاقتصادي في اليمن لتوظيف مقاتلين محليين.
وقال التقرير ان "الالاف من اليمنيين الذين اضطروا الى القتال للدفاع عن الحدود السعودية تحت ضغط الظروف الإنسانية السيئة وقتلوا او جرحوا، عوملوا من قبل السعودية كما لو أنهم لم يكونوا موجودين.
ويؤكد أنيس أن "العديد من المقاتلين اليمنيين على جبهات أخرى على الحدود السعودية يطالبون بالعودة إلى مدنهم بعد أن شهدوا خيانة السلفيين لكن السعوديين لم يسمحوا لهم بالفرار من المعارك".
مشاركة الخبر: