الرئيسية > تقارير
سلطنة عمان: حضن المهرة الدافئ وذراعها المتين
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الجمعة, 05 يوليو, 2019 - 01:28 صباحاً ]
تهاجم حسابات مستعارة من حين لآخر، سلطنة عمان ودورها الوسطي في اليمن، منذ بدء التدخل العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015.
وخلال اليومين الماضيين عمدت الحملات المأجورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التشكيك في الدور الرائد للسلطنة في محافظة المهرة للتغطية على فضيحة الوجود العسكري السعودي في المحافظة ذاتها وفشل مخططات الأطماع التي كان يسعى إليها في سواحل اليمن الشرقية.
وتحظى السياسة الوسطية التي انتهجتها السلطنة بقبول واسع في أوساط الأطراف اليمنية المتحاربة، حيث نجحت من خلالها في التفاوض على إطلاق سراح العديد من المعتقلين المحتجزين في سجون الحوثيين، ودعمت جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في الحديدة من خلال استضافة جلسات حوار موازية داخل اليمن، وساعدت الولايات المتحدة في إخلاء سفارتها في صنعاء بعد الحوثي انقلاب.
شائعات الذباب تفشل
لكن مطابخ الرياض وأبو ظبي لم تروق لها سياسة "مسقط" فعمدت إلى تجنيد حسابات مستعارة وتمويل حملات رخيصة للنيل من السلطنة ودورها الإنساني في المهرة.
ولم يترك أبناء المهرة الشائعات والدعوات المغرضة التي يقوم بها الذباب الإلكتروني ضد السلطنة، فكان ردهم على الوسم #سلطنة_عُمان_الحضن_الدافي_للمهرة خير دليل على دورها المشرق في المجال التنموية والإنسانية في محافظات اليمن الشرقية.
وسخر مراقبون في تصريحات منفصلة لـ "المهرة بوست"، اتهام السلطنة من قبل حسابات مستعارة بأنها تطمع في المهرة، ومن يطوق المحافظة بالمعسكرات والجيوش والميليشيات هي السعودية.
وخلال سنوات الحرب والحصار الخانق الذي يفرضه التحالف العربي على كافة منافذ اليمن تشهد المنطقة الحدودية الرابطة بين سلطنة عمان والجمهورية اليمن من جهة الشرق حركة تجارية نشطة، نتيجة للتسهيلات التي تقدمها السلطات العمانية.
الدور العماني ليس وليد اللحظة
يقول الإعلامي اليمني " سمير النمري"، إن الدور الإنساني الذي تقدمه السلطنة في محافظة المهرة ليس وليد اللحظة، بل هو ممتد منذ سنوات.
وأفاد "النمري" في تصريح لـ "المهرة بوست"، أنه في الوقت الذي كانت فيه المهرة منسية من قبل النظام السابق ودول الجوار الأخرى كانت عمان تحتضن أبناء المهرة وتوفر لهم الخدمات الأساسية الضرورية بما فيها تعبيد وسفلتة الطرقات الواصلة مع السلطنة.
وأضاف: كما قامت ببناء المستشفيات والمدارس، وكانت حدودها مفتوحة على الدوام لأبناء المهرة لعلاج أبناءهم وزيارة أقاربهم نظرا للروابط الاجتماعية التي تجمع سكان محافظة ظفار العمانية والمهرة اليمنية.
ولفت النمري إلى أنه مع بدء الحرب التي شنتها السعودية والامارات على اليمن لم تقف السلطنة مكتوفة الأيدي، بل زادت بشكل ملحوظ مساعداتها للمهرة واليمن بشكل عام، فاستقبلت الجرحى من جميع الأطراف للعلاج، وفتحت حدودها لمرور مئات الالاف من اليمنيين للعبور الى الخارج، أو العودة الى اليمن.
تواجد عمان في المهرة تنموي
ويسخر الكاتب والناشط اليمني "عباس الضالعي" من شائعات تواجد قطر وسلطنة عمان في محافظة المهرة.
وأضاف "الضالعي" ليس لقطر اي تواجد بمحافظة المهرة وتواجد سلطنة عمان تواجد تنموي منذ سنوات بحكم الجوار.
وأشار إلى التواجد العماني تنموي وقديم، عكس التواجد السعودي الاماراتي الذي أنشأ معسكرات ونقاط تفتيش وسيطر على المنافذ البرية والجوية والبحرية.
وأكد أن الادعاء بتواجد قطري عماني هي اشاعة من مرتزقة المخابرات السعودية.
عمان تدعم خدمات المهرة
وخلال اليومين الماضيين نفي وزير الدولة اليمني "محمد عبدالله كدة"، وجود أي أطماع أو أجندة جديدة لدى سلطنة عمان للتوسع في اليمن أو المهرة. وأكد وهو محافظ المهرة السابق، أن السلطنة انتهت منذ وقت مبكر في قضاياها مع الجمهورية اليمنية كقضية الحدود، وليس لها أي أطماع أو أجندة جديدة للتوسع في اليمن أو المهرة.
وأضاف "كدة"، أن سلطنة عمان لديها الهاجس الأمني باعتبار أن المهرة منطقة حدودية ويهمها الاستقرار فيها وسيادة الأمن حتى لا تتأثر بأي اضطراب في المهرة التي تشترك معها بحدود برية وبحرية.
وبين "الوزير اليمني" أنه إذا حصلت مشاكل مثلا في المهرة فالوجهة المفضلة والأقرب لمن يريد النجاة والهروب هي سلطنة عمان، وهذا سيسبب لها مشاكل فوق ما تعانيه حاليا من اليمنيين في المهرة الذين نزحوا إلى أراضيها، ومن الانقسامات الموجودة على مستوى كل اليمن.
وأوضح “كدة” أن اتهام سلطنة عمان بتهريب السلاح للحوثيين عبر المهرة تهمة كاذبة، مستبعدا في الوقت ذاته أن تغامر بسمعتها وتمد الحوثيين بالسلاح وليس لها أطماع أو أجندة للتوسع في المهرة.
وأشار إلى أن هناك فرق كبير بين الحضور العماني والسعودي في المهرة فالسلطنة تدعم عدة خدمات عبر السلطة المحلية وبدون شروط مسبقة أو أجندة ولم تحضر جيشها إلى المهرة ولم تأتي بأحد من مواطنيها ليدير المحافظة أما السعودية فقد حولت مطار الغيضة إلى ثكنة عسكرية وقواتها تتدخل في المنافذ.
حضور مبكر
وفتحت سلطنة عمان أبوابها أمام السكان اليمنيين في المهرة منذ وقت مبكر، وكان الحضور العماني بالنسبة للجانب الإنساني والإغاثي والتعاون وحسن الجوار مع المواطنين في قائمة أولوياتها بدون مقابل، الأمر الذي جعلها تتبوأ منزلة عالية في أوساط المجتمع اليمني في المهرة وسقطرى.
وتحد محافظة المهرة بريا سلطنة عمان من جهة الشرق بالنسبة لليمن، ومن جهة الجنوب بالنسبة للسلطنة، ويرتبط السكان في المناطق الحدودية بين البلدين بروابط مشتركة من حيث التاريخ والجغرافيا واللغة والعادات والتقاليد، لذلك مثلت محافظة المهرة اهتماما خاصا لدى السلطات العمانية تبعا لهذه الاعتبارات.
وتعمل سلطنة عمان في المهرة من خلال الهيئة العمانية للأعمال الخيرية التي تعد الواجهة الرسمية للمشاريع الإنسانية التي تقدمها السلطنة حول العالم، وهي هيئة حكومية أنشئت بموجب المرسوم السلطاني (6/96)، الصادر بتاريخ 18 شعبان 1416هـ الموافق 9 يناير 1996م، والذي نص على أنها هيئة أهلية للأعمال الخيرية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري وفق أهداف معينة، كما يظهر من تعريفها في موقعها الإلكتروني.
مشاركة الخبر: