الرئيسية > تقارير
سلطنة عمان في المهرة.. روابط مشتركة وحضور إنساني قديم
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الخميس, 04 يوليو, 2019 - 01:42 صباحاً ]
يتفق اليمنيون على الدور الرائد لسلطنة عمان في بلادهم وتفوقها على غيرها في خدمة الإنسان اليمني بشكل عام والمهري بشكل خاص.
وفتحت سلطنة عمان أبوابها أمام السكان اليمنيين في المهرة منذ وقت مبكر، وكان الحضور العماني بالنسبة للجانب الإنساني والإغاثي والتعاون وحسن الجوار مع المواطنين في قائمة أولوياتها بدون مقابل، الأمر الذي جعلها ع تتبوأ منزلة عالية في أوساط المجتمع اليمني في المهرة وسقطرى.
وتحد محافظة المهرة بريا سلطنة عمان من جهة الشرق بالنسبة لليمن، ومن جهة الجنوب بالنسبة للسلطنة، ويرتبط السكان في المناطق الحدودية بين البلدين بروابط مشتركة من حيث التاريخ والجغرافيا واللغة والعادات والتقاليد، لذلك مثلت محافظة المهرة اهتماما خاصا لدى السلطات العمانية تبعا لهذه الاعتبارات.
وتعمل سلطنة عمان في المهرة من خلال الهيئة العمانية للأعمال الخيرية التي تعد الواجهة الرسمية للمشاريع الإنسانية التي تقدمها السلطنة حول العالم، وهي هيئة حكومية أنشئت بموجب المرسوم السلطاني (6/96)، الصادر بتاريخ 18 شعبان 1416هـ الموافق 9 يناير 1996م، والذي نص على أنها هيئة أهلية للأعمال الخيرية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري وفق أهداف معينة، كما يظهر من تعريفها في موقعها الإلكتروني.
ومع تزايد الحصار الذي تفرضه السعودية على منافذ المحافظة وسواحلها منذُ أواخر العام 2017 بمزاعم مكافحة التهريب كثفت السلطنة أعمالها الإغاثية في المهرة لإنقاذها من الانزلاق في الأمراض والجوع رغم بعدها عن الحرب التي تقودها الرياض في عدد من المحافظات اليمنية لاستعادة الدولة من قبضة الحوثيين.
وكان آخر المساعدات الإنسانية التي قدمتها الهيئة العمانية، إرسال شحنة مساعدات من المستلزمات والأجهزة الطبية في الـ 30 من شهر يونيو الماضي.
وسلمت الهيئة حينها مدير مديرية شحن، محمد زعبنوت، شحنة من الاجهزة والمستلزمات الطبية لمركز السلطان قابوس الصحي في المديرية.
وتضم الأجهزة 32 مكيف مركزي، ومحاليل طبية للمختبر بمبلغ 800 ألف ريال، واعتماد 2000 لتر ديزل للمركز، وتوفير أدوية لقسم الطوارئ بــ 500 ألف وجهاز تحميض افلام وحافز شهري 50 الف لـ 22 متعاقد.
وثمن مدير المركز الصحي الدكتور خيران هادي، جهود ودعم الهيئة العمانية السخي للمركز.. مؤكداً ان المساعدات الطبية المقدمة ستساهم في تحسين خدمات المركز.
وفي مايو الماضي قدمت الهيئة العُمانية دفعة جديدة من المساعدات الطبية لإدارة مستشفى حوف الريفي في محافظة المهرة.
وقالت إن الدعم يأتي ضمن برامج الهيئة لتشغيل المستشفى والعمل على تزويده بكافة الإمكانيات الضرورية من الكادر الطبي المتخصص، والأجهزة والأدوية الطبية.
وشملت المساعدات سيارة إسعاف، ومولد كهربائي بقوة 500 كيلو وات، وكمية من الأدوية المتنوعة، وسلال بلاستيكية لرمي القمامة، والمخلفات الطبية.
وفي شهر رمضان المنصرم سيرت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية قافلتها السنوية لنقل المساعدات الغذائية الخاصة ببرنامج إفطار صائم السنوي إلى محافظة المهرة ، ومديريات رماه وثمود وقف والحرز من صحراء حضرموت ، والتي توزع على الأسر المحتاجة من أبناء تلك المحافظة والمديريات.
وبلغ عدد الطرود التي قدمتها خلال شهر رمضان من العام الجاري اثنان وعشرين ألف طرد غذائي محملة على (100) قاطرة كبيرة، ويخدم هذا العدد جميع مديريات محافظة المهرة التسع والمديريات الصحراوية لمحافظة حضرموت ، وتتكون المساعدات من المواد الأساسية وهي الأرز ، السكر ، الطحين الزيت ، الشاي ، القهوة، التمر وغيرها من المواد.
منافذ السلطنة متنفس اليمنيين الوحيد
وخلال سنوات الحرب والحصار الخانق الذي يفرضه التحالف العربي على كافة منافذ اليمن تشهد المنطقة الحدودية الرابطة بين سلطنة عمان والجمهورية اليمن من جهة الشرق حركة تجارية نشطة، كنتيجة للتسهيلات التي تقدمها السلطات العمانية في المنطقة الحرة بالمزيونة للتجار اليمنيين لإدخال مختلف البضائع التجارية إلى اليمن.
وبحسب تقارير تلفزيونية يقول المستثمرين اليمنيين إنهم وجدوا في المناطق الحرة العمانية بيئة خصبة للإستثمار، ويثنون على السلطات العمانية على التسهيلات التي تقدمها للمستثمرين اليمنيين.
ولم تقتصر المنافذ الحدودية على دخول البضائع التجارية وإنما طريقا مفتوحا لعبور الآلاف اليمنيين شهريا من المرضى والطلاب والمغتربون.
لا تطمع السلطنة في المهرة أو غيرها
وخلال اليومين الماضيين نفي وزير الدولة اليمني "محمد عبدالله كدة"، وجود أي أطماع أو أجندة جديدة لدى سلطنة عمان للتوسع في اليمن أو المهرة.
وأكد وهو محافظ المهرة السابق، أن السلطنة انتهت منذ وقت مبكر في قضاياها مع الجمهورية اليمنية كقضية الحدود، وليس لها أي أطماع أو أجندة جديدة للتوسع في اليمن أو المهرة.
وأضاف "كدة"، أن سلطنة عمان لديها الهاجس الأمني باعتبار أن المهرة منطقة حدودية ويهمها الاستقرار فيها وسيادة الأمن حتى لا تتأثر بأي اضطراب في المهرة التي تشترك معها بحدود برية وبحرية.
وبين "الوزير اليمني" أنه إذا حصلت مشاكل مثلا في المهرة فالوجهة المفضلة والأقرب لمن يريد النجاة والهروب هي سلطنة عمان، وهذا سيسبب لها مشاكل فوق ما تعانيه حاليا من اليمنيين في المهرة الذين نزحوا إلى أراضيها، ومن الانقسامات الموجودة على مستوى كل اليمن.
وأوضح “كدة” أن اتهام سلطنة عمان بتهريب السلاح للحوثيين عبر المهرة تهمة كاذبة، مستبعدا في الوقت ذاته أن تغامر بسمعتها وتمد الحوثيين بالسلاح وليس لها أطماع أو أجندة للتوسع في المهرة.
وأشار إلى أن هناك فرق كبير بين الحضور العماني والسعودي في المهرة فالسلطنة تدعم عدة خدمات عبر السلطة المحلية وبدون شروط مسبقة أو أجندة ولم تحضر جيشها إلى المهرة ولم تأتي بأحد من مواطنيها ليدير المحافظة أما السعودية فقد حولت مطار الغيضة إلى ثكنة عسكرية وقواتها تتدخل في المنافذ.
سلطنة عمان الحضن الدافئ للمهرة
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حراك شعبي من أبناء المهرة بشكل خاص واليمن بشكل عبروا في تغريدات لهم على الوسم #سلطنة_عُمان_الحضن_الدافي_للمهرة عن امتنانهم وشكرهم للأعمال والخدمات التنموية التي تقدمها السلطنة للشعب اليمني بدون مخططات هيمنة او غيرها من الأطماع والجشع الذي تبديه الإمارات وحليفتها السعودية.
يقول الناشط "سعيدي المهري"، إن سلطنة عمان هي الجارة الوفية والحضن الدافئ لأبناء اليمن عامة والمهرة خاصة.
وأشار "المهري" إلى أن السلطنة هي الدولة الوحيدة التي فتحت معابرها ومنافذها لليمنيين للعبور إلى دول العالم بعد الحصار الذي نفذه التحالف على اليمنيين.
وذهب الناشط المهري "سالم بن كده" إلى أن سلطنة عمان هي مثال رائع لحسن الجوار والأخوة في الدين والعروبة
وحسن الجوار.
مشاركة الخبر: