الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
افتتاح مطار الغيضة.. أوهام سعودية ضائعة!
المهرة بوست - عدن تايمز
[ السبت, 29 يونيو, 2019 - 09:23 مساءً ]
مطار الغيظة المدني بمحافظة المهرة شرقي اليمن، يعد أكبر مطار يمني من حيث المساحة، أصبح اليوم ثكنة عسكرية للقوات السعودية منذ قدومها إلى المهرة وفرضت سيطرتها الكاملة عليه، كما أوقفت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
السعودية دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المهرة، تحت ذريعة محاربة التهريب، وإعادة الاعمار في محافظة لم يصلها دمار الحرب التي تشهدها البلاد منذ خمسة أعوام، إذ منعت حركة الملاحة والصيد في ميناء نشطون المطل على بحر العرب، كما حولت مطار الغيظة الدولي في المحافظة إلى ثكنة عسكرية.
ووصلت القوات السعودية إلى محافظة المهرة نهاية العام 2017 التي تشهد نوعاً من الاستقرار الأمني منذ اندلاع الأزمة اليمنية، وأسست مقرات لمليشيات عسكرية تمولها من داخل المطار.
وتشير المعلومات، إلى تواجد أكثر من "500" جندي وضابط سعودي داخل المطار، الذي بات مكدساً بالأسلحة والطائرات الحربية السعودية.
ووفق المعلومات، فإن القوات المتواجدة داخل مطار الغيظة، تنتمي للجيش السعودي والاستخبارات والجيش الملكي، وميليشيات يمنية موالية، إضافة إلى وجود قوات أمريكية.
السلطة المحلية في محافظة المهرة ممثلة بالمحافظ راجح سعيد باكريت، متماهية مع توجهات السعودية، من خلال حرصها على تبني أجندة «السعودية» التي تقود التحالف العسكري في اليمن، ومنحه كافة الصلاحيات لممارسة عمليات «الرقابة» في المنافذ الحدودية وميناء نشطون ومطار الغيظة المدني.
ويعاني سكان محافظة المهرة، من جرّاء استمرار إغلاق مطار الغيظة الدولي، أمام المسافرين المدنيين، لا سيما المرضى منهم، فيضطر المسافر والمريض لقطع ما يقارب 300 كيلومتر براً، من أجل الوصول إلى مطار صلالة في سلطنة عُمان، فيما الرحلات العسكرية للقوات السعودية مستمرة عبر مطار الغيظة بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى رحلات المسؤولين الموالين للسعودية على وجه الخصوص.
وعود لم ترَ النور
وزير النقل في الحكومة الشرعية، صالح أحمد الجبواني خلال زيارته إلى محافظة المهرة في يناير من العام الجاري، أعلن عن عودة نشاط مطار الغيظة المدني، موضحاً أن المهرة تحظى باهتمام خاص من قبل الحكومة بشكل عام ووزارة النقل بشكل خاص حيث تعزم الوزارة حالياً على التوسع في كل المشاريع الخاصة بالنقل في المحافظة.
لكن منذ الإعلان عن عودة المطار للخدمة من قبل وزير النقل بداية العام الجاري لازالت أبواب مطار الغيظة حتى منتصف العام مغلقة أمام المرضى والمسافرين وشركات الطيران اليمنية من قبل القوات السعودية التي أصبحت تسيطر على المحافظة عسكرياً واقتصادياً.
محافظ المهرة راجح باكريت، المعين من قبل السفير السعودي محمد آل جابر الحاكم الفعلي لليمن، جدد الإعلان عن قرب افتتاح مطار الغيظة الدولي الاسبوع الماضي. موضحاً أن العمل يجري حاليا لتوفير أجهزة ملاحية للمطار قبيل تدشين الرحلات وعودة نشاط المطار للخدمة.
لكن جميع المؤشرات تؤكد أن مطار الغيظة لن يرى النور بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية للقوات السعودية التي تدخلت في المهرة من أجل تحقيق أطماعها القديمة منذ تأسيس المملكة في ثلاثينات القرن الماضي المتمثلة في مد أنبوب النفط عبر محافظة المهرة والحصول على إطلالة على بحر العرب.
الانقلاب على الاتفاق
وفي وقت سابق، أخلت القوات السعودية بالاتفاق مع المعتصمين في محافظة المهرة والذي قضى بأخلاء مطار الغيظة المدني من القوات السعودية، وتسليمه للقوات الحكومية في المحافظة.
وكان الاتفاق بين اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي في المهرة وقائد القوات السعودية يقضي بتنفيذ الشروط الستة التي يطالب بها المعتصمين، وأهمها تسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون لقوات الأمن والجيش المحلية، ورفع القيود المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير في المنفذين والميناء، والعمل على إعادة مطار الغيظة الدولي إلى وضعه السابق كمطار مدني تحت إشراف السلطة المحلية بالمحافظة وتسليمه لقوات الأمن التابعة لها.
سجن سري
كشف وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب بدر كلشات، إن السعودية والقوات الموالية لها تتخذ من مطار الغيضة ثكنة عسكرية لها وسجن تعتقل فيه المواطنين وتمارس مختلف أساليب التعذيب.
وقال كلشات، أن القوات الموالية للسعودية أعتقلت المواطن يونس سيف صالح سعيد، أحد أبناء ردفان يعمل في حراج الاسماك، من منزله بقيادة احمد حسين سمنه، وهو نجل حسين سمنه، قائد المدرسة القتالية محور الغيضة، ونقلته إلى سجن مطار الغيظة وتعرض للتعذيب.
واتهم كلشات، بعض قيادات السلطة المحلية لم يسميها بالتواطؤ مع هذه الجرائم وجر المحافظة إلى مربع الاغتيالات والاختطافات.
وجدد الوكيل كلشات، تحذيره من تشكيل مليشيات خارجة عن إطار الدولة ومحاولة نقل نموذج عدن إلى المهرة، مؤكدا أن التهديدات التي تمارسها القوات التابعة للسعودية له لن تثنيه وأبناء المهرة عن مواصلة التصدي لها ولن يسمحوا بجر المهرة إلى مستنقع عدن. داعياً أبناء المهرة إلى التصدي لهذه الممارسات والحفاظ على محافظتهم.
تنديد
من جهتها، أدانت لجنة الاعتصام في محافظة المهرة إغلاق القوات السعودية مطار الغيظة الدولي، وتعليق الرحلات الجوية من وإلى المطار وتحويل المطار المدني إلى ثكنة عسكرية لقواتها.
وأستنكرت لجنة الاعتصام بما تمارسه القوات السعودية من حصار على محافظة المهرة، ما دفع بأبناء المهرة للخروج في تظاهرات وتنظيم اعتصامات سلمية رافضة للوجود السعودي، ومطالبين برحيل قواتها من مطار الغيظة الدولي، وميناء نشطون، وتسليم منفذي صرفيت، وشحن، إلى السلطة المحلية في المحافظة.
ودعت لجنة الاعتصام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية بـ«الضغط على القوات السعودية وإلزامهم بالرحيل من الأراضي والموانئ والمنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية باعتبار ذلك من الحقوق السيادية لليمن.
مشاركة الخبر: