الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
ما وراء التصعيد الإماراتي في جزيرة سقطرى؟
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 18 يونيو, 2019 - 10:46 مساءً ]
صعّدت دولة الإمارات، الدولة الثانية المشاركة في اليمن بما يُسمى بـ"التحالف العربي" بعد السعودية، عبر مليشياتها المسلحة الموالية لها في جزيرة سقطرى، الواقعة على المحيط الهندي، والتي تسعى أبو ظبي للسيطرة عليها، بمختلف الوسائل.
ورغم الرفض الحكومي المستمر لممارساتها، وان لا يزال بشكل محدود، والذي بلغ ذروته، حين قدمت شكوى الى مجلس الإمن الدولي، تدين الممارسات الإماراتية في الجزيرة، وتحديدا في مايو/ آذار 2018، وذلك عقب استقدام أبو ظبي لأسلحة ودبابات، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة السابق أحمد بن دغر، وعدد من الوزراء والمسؤولين في الجزيرة.
والشهر الماضي، اتهمت الحكومة اليمنية، لأبو ظبي، باستقدام نحو 3000 من العناصر الانفصالية إلى الجزيرة، وفقا لما نشرته وكالة رويترز، نقلا عن مسؤول يمني، لم يذكر اسمه، حيث جاءت تلك وذلك في اطار القيام بتدريب مليشيات موالية للسيطرة على الجزيرة.
اعتداء على موكب المحافظ
أمس الاثنين، اعتدى مسلحون انفصاليون على موكب وزير الثروة السمكية، فهد كفاين، وهو أحد أبناء الجزيرة، ومحافظ الأرخبيل رمزي محروس، أثناء خروجهما من إحدى المنشآت الحكومية.
وقالت مصادر محلية، إن المسلحين اعترضوا موكب الوزير ومحافظ سقطرى رمزي محروس أثناء خروجهما من مقر السلطة المحلية بمديرية قلنسية غربي الجزيرة.
ووفق المصادر، أن المسلحين الموالين للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال اعتدوا بالحجارة على الموكب، دون إصابة أحد بأذى. مشيرا إلى تضرر عدد من المركبات ضمن الموكب الذي ضم قيادات مدنية وعسكرية أخرى.
ولفت المصدر إلى أن الحادثة سبقها تحريض من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي ضد محافظ سقطرى المعين من قبل الرئيس والحكومة الشرعية. مضيفا أنه تم تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في الحادثة ومعرفة ملابساته.
السيطرة على الميناء
واليوم الثلاثاء، واصلت المليشيات الموالية للإمارات تصعيدها ضد السلطة المحلية، ومؤسسات الدولة بالجزيرة، حيث دعمت أبو ظبي لمليشياتها عبر ما يُسمى بالحزام المني، باقتحام ميناء سقطرى والسيطرة علية بقوة السلاح، بتواطؤ مباشر من مدير أمن المحافظة "علي أحمد الرجدهي".
وقالت مصادر محلية في تصريح لـ "المهرة بوست" فأن قوات الأمن تصدت للمحاولات الميليشاوية، واندلعت اشتباكات داخل حرم ميناء الجزيرة عقب محاولة قوات من الحزام اقتحامه لانزال سيارات تابعة للحزام وصلت على متن سفينة من الإمارات.
وبحسب المصادر خلفت المواجهات قتلى وجرحى من الطرفين، بينهم عصام الشزابي قائد ميليشيات قوات الحزام الامني في سقطرى.
وردا على هذا التصعيد الإماراتي، وجه محافظ سقطرى، رمزي محروس، اليوم الثلاثاء، الأجهزة الأمنية والعسكرية، بالتصدي الحازم للعناصر الخارجة عن القانون، في اشارة للمليشيات الموالية للإمارات، وذلك بعد محاولات الأخيرة بالسيطرة على ميناء الجزيرة، واغلاقه.
وأكدت مصادر خاصة لـ"المهرة بوست"، أن المحافظ رمزي محروس، "وجه الجيش، والأمن بالتعامل مع العناصر الخارجه عن القانون، التى حاولت السيطرة على ميناء سقطرى". حيث جاءت هذه التوجيهات بالتزامن مع وصول حملة عسكرية الى الميناء، وفرار المليشيات الموالية للإمارات، التي كانت قد سيطرت على الميناء في وقت سابق من مساء اليوم الثلاثاء.
سفينة اماراتية
وجاء التصعيد الإماراتي في الجزيرة، بعد منع السلطات المحلية في الجزيرة، تفريغ سفينة في الميناء قادمة من الإمارات تحمل أسلحة ومعدات عسكرية للقوات التابعة لها في الجزيرة.
حيث كانت قد رفضت أبو ظبي إخضاع السفينة للتفتيش والاجراءات القانونية المتبعة، ولاحقا تم تهريب السفينة باستغلال حالة الرياح والأمطار التي ضربت الجزيرة الاسبوع الماضي. وفقا لما قالته مصادر محلية بهذا الصدد.
كما جاء التصعيد الإماراتي، عقب تحركات قام بها محافظ المحافظة “رمزي محروس”، والذي من أهمها إحكام سيطرته على مطار وميناء أرخبيل سقطرى وتسليمه لقوات تابعة للحكومة اليمنية.
زيارة الحكومة للإمارات
وبحسب مراقبين، فإن التصعيد الإماراتي في جزيرة سقطرى، وكذا في شبوه، والمهرة، يأتي بعد أيام قليلة من عودة رئيس الوزراء معين عبد الملك الى عدن، بعد زيارته الرسمية التي قام بها إلى أبو ظبي لأول مرة منذ تعيينه الاسبوع المنصرم.
وفي هذا الصدد، قال الصحفي اليمني، عامر الدميني، رئيس تحرير "الموقع بوست"، "بعد أيام من زيارة رئيس الحكومة معين عبدالملك للإمارات، ولقائه محمد بن زايد، صعدت الإمارات عبرالمليشيا التي تمولها في شبوة وسقطرى ضد الحكومة، وأغلقت ميناء سقطرى، وانتشرت بالمدرعات في شبوة".
وأوضح الدميني أن "التصعيد في سقطرى، سبقه الإعتداء على موكب محافظ المحافظة، ووزير الثروة السمكية، وسقط الميناء بعد رفض قائد الأمن الموالي للإمارات، وقياده اللواء الاول مشاه بحري تعزيز الحراسة بقوة عسكرية؛ لمنع اقتحام الميناء".
ولفت إلى "أن القوات السعودية المتواجدة في الميناء لم تحرك ساكنا، وتلك هي مهمتها في إلجام الحكومة الشرعية، وتبادل الأدوار مع الجانب الإماراتي".
وأشار عامر الدميني، إلى أن "الإمارات تفتح بتواطئ السعودية جبهات جديدة ضد الحكومة الشرعية، التي تزعم الدولتين أنها تعمل لنصرتها ودعمها، بينما تعملان على تقويضها وتمارسان الوصاية الكاملة كما يتضح في المهرة و سقطرى وشبوة وعدن، وهي المحافظات التي لاتتواجد فيها جماعة الحوثي".
وأكد أن "التصعيد السابق للإمارات في سقطرى قوبل بموقف واضح للحكومة اليمنية، ورئيسها السابق بن دغر، أما اليوم فلا حكومة لديها صوت أو إحساس، ورئيس الحكومة ذاته أصبح دمية بيد أبوظبي، ومشرعن لتواجدها، ووحده من يحظى بالحماية والرعاية في فنادق عدن".
وتساءل عامر الدميني في صفحته على الفيس بوك، قائلا: "هل قبض معين ثمن التواطؤ؟ وما موقفه تجاه ما يجري بالمحافظتين؟وأين هي الشرعية ذاتها ممايجري؟
مشاركة الخبر: