الرئيسية > عربي و دولي
الصومال تواجه تداعيات أزمة الخليج
المهرة بوست - أ ف ب
[ الجمعة, 13 أبريل, 2018 - 08:08 مساءً ]
تعكس مصادرة السلطات الصومالية في مقديشو لحوالى عشرة ملايين دولار تملكها حكومة الامارات العربية المتحدة والغاء اتفاق للتعاون العسكري، تدهورا سريعا في العلاقات بين هذين الحليفين.
وبرز التوتر الكامن منذ اشهر والمرتبط برفض مقديشو اتخاذ موقف في الازمة الدبلوماسية بين الامارات وقطر، عندما اكدت الحكومة الصومالية انها صادرت الاحد في مطار مقديشو 9,6 ملايين دولار من طائرة وصلت من الامارات.
وقالت وزارة الامن الصومالية ان "اكياسا تثير الشبهة" لوحظ وجودها خلال عملية تفتيش روتينية، وفتح تحقيق لتحديد مصدر هذا المال الذي وصل عن طريق التهريب.
لكن الامارات الدولة الخليجية النفطية الغنية، اعترضت بشدة على هذه الرواية للوقائع واكدت ان المال كان هدفه دعم الجيش الصومالي ماليا. وقالت ان اجهزة الامن الصومالية اعتدت على طاقم الطائرة.
ودانت وزارة الخارجية الاماراتية الثلاثاء الحادثة معتبرة انها عمل غير قانوني يخالف "الاعراف الدبلوماسية"، ومؤسف لان الامارات تساهم بفاعلية في "امن واستقرار" الصومال.
لكن الخلاف لم يتوقف عند هذا الحد. فقد اعلن وزير الدفاع الصومالي محمد مرسل الغاء اتفاق عسكري ينص على تأهيل الامارات للجنود الصوماليين في مقديشو.
وقال لوكالة الانباء الصومالية (صونا) "كحكومة من مسؤوليتنا الاهتمام بقواتنا ودفع رواتبها وعدم تحميل آخرين هذه المسؤولية".
والقوات التي يتحدث عنها مرسل هي في الواقع تلك التي تتلقى الاموال من الامارات مباشرة.
وتجازف الصومال بقرارها هذا بمزيد من الاضعاف لنواة الجيش الوطني الذي يعاني من نقص التجهيز وغير المنظم ويواجه صعوبات في التصدي للتهديد الذي تشكله حركة الشباب الاسلامية.
قال رشيد عبدي الخبير في معهد الازمات الدولية ان الامارات والصومال تقيمان علاقات وثيقة منذ سنوات. واضاف "لكن منذ ان بدأت المشاكل في الخليج قبل عام (...) ارتفعت حدة التوتر" بينهما.
وقطعت الامارات وثلاث دول عربية اخرى (السعودية والبحرين ومصر) علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في حزيران/يونيو 2017، متهمة الدوحة بدعم جماعات متطرفة -- وهو ما تنفيه قطر -- وبالتقرب من ايران.
واختار الرئيس محمد عبد الله محمد فرماجو البقاء على الحياد. وقال عبدي "لكن الحكومة الصومالية ينظر اليها على انها مؤيدة جدا لقطر وهذا التوتر تصاعد منذ اشهر".
وادى هذا الحياد الظاهري الى خلافات داخل الصومال نفسها، بين الدولة الفدرالية والولايات التي يرى معظمها ان الفوائد الاقتصادية لدعم السعودية والامارات اكبر من تلك الناجمة عن موقف حيادي.
تلعب الامارات التي تسعى الى اتخاذ مواقع لها في منطقة القرن الافريقي في اطار الحرب التي تشنها مع السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن، على هذه الانقسامات.
ففي الاول من آذار/مارس، وقعت المجموعة الاماراتية العملاقة للمرافىء "موانىء دبي العالمية" اتفاقا ثلاثيا مع جمهورية ارض الصومال (صومالي لاند) المعلنة من جانب واحد واثيوبيا حول مرفأ بربرة الاستراتيجي الواقع عند مدخل البحر الاحمر.
وهذا الاتفاق الذي ينص على امتلاك المجموعة الاماراتية 51 بالمئة من المرفأ وارض الصومال 30 بالمئة واثيوبيا 19 بالمئة منه، رفضته مقديشو التي ما زالت تعتبر المنطقة جزءا لا يتجزأ من الاراضي الصومالية.
ودانت "ارض الصومال" التي اعلنت استقلالها عن باقي الصومال في 1991 لكن لم يعترف بها رسميا اي بلد، تدخل مقديشو في شؤونها الداخلية.
وابرمت الامارات اتفاقا آخر مع ارض الصومال لبناء قاعدة عسكرية في بربرة. وقال عبدي "كل هذا ترى فيه مقديشو محاولة متعمدة لاضعاف السلطة المركزية".
ويدعو الخبير الامارات والصومال الى "مراجعة مواقفهما ومحاولة التحاور وايجاد حلول لكل المشاكل التي لم تتم تسويتها"، لكنه يرى ان مخرجا من هذا النوع غير مرجح "قبل تسوية ازمة الخليج نفسها".
وذكر بان "الصومال اوضاعها هشة جدا وضعيفة". واضاف "اذا طال امد هذه الازمات، فقد يكون لها تأثير جدي على الاستقرار في الصومال".
مشاركة الخبر: