الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى
منافذ يمنية في مرمى الجشع السعودي.. هل تخرق الرياض اتفاقات يمنية عمانية في الحدود الشرقية؟
المهرة بوست - تحليل خاص
[ الثلاثاء, 04 يونيو, 2019 - 12:58 صباحاً ]
تواصل السعودية ممارساتها الرامية إلى إحكام السيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية في اليمن، وخنق الشعب اليمني مستغلة بذلك وجود الحكومة الشرعية في أراضيها والحرب التي تقودها ضد الحوثيين.
ومنذُ أواخر عام 2017م أسقط الوجود السعودي في المهرة القناع الذي ارتدته الرياض حين أعلنت أهدافها الظاهرية التدخل العسكري في اليمن لتحريره من الحوثيين واعادة الحكومة الشرعية ، إذ تفند الممارسات العملية على أرض الواقع خلاف ما أُعلنته ، خاصة وأن المهرة ظلت بعيدة عن مناطق الصراع بين القوات الشرعية والحوثيين امتدادا لإرثها التاريخي في النأي عن اية صراعات داخلية في اليمن بفضل إدارة السلطات المحلية التابعة للحكومة اليمنية.
والمهرة تكتسب أهمية إستراتيجية بالغة لليمنيين ، إذ تعد ثاني أكبر محافظة يمنية مساحة بعد حضرموت ، ولها منفذان حدوديان مع عمان هما صرفيت وشحن ، ويعد شريطها الساحلي الاطول باليمن يقدر بـ560 كم ، وبها عدة مواني اكبرها ميناء "نشطون" البحري ، وتتمتع بثروات طبيعية كبيرة وحيوانية ومناخية متعددة .
وبات يتضح جليا ان الوجود السعودية في المهرة لم يكن منعًا للتهريب فقط كما اعتقد البعض بداية الأمر، بسبب ما كشفته بعض الممارسات الميدانية للرياض عن نوايا غير طيبة في محاولة السيطرة بمفاصل القرار والتعدي على السيادة الوطنية اليمنية ومحاولة استغلال موقعها الإستراتيجي لتمرير مشاريعها النفطية الخاصة ، فضلا عن قيامها بارسال مجموعات دينية لترويج الافكار المذهبية المتطرفة واخرى لها علاقة بالارهاب ، مما تسبب في تأجيج مشاعر الاحتقان والغضب الشعبي من ابناء المحافظة ، والسعي لخلق الفتنة وشق وحدة النسيج المهري المتسامح ، فقامت الاعتصامات الشعبية العارمة والاحتجاجات من أبناء المهرة ضد كل تلك الممارسات الاحتلالية .
وما يزيد من التوتر المتزايد في المهرة، المخاوف من أن المملكة العربية السعودية تعمل بسرعة متواترة نحو القيام باجراءات لغلق المعابر الحدودية الوحيدة مع عمان ، وهي بمثابة الرئة الوحيدة التي بات يتنفس منها اليمنيين وابناء المهرة بشكل خاص مثل عبور اليمنيين من وإلى العالم الخارجي سواء لتلقي العلاج كمرضى وجرحى أو الدراسة أو التجارة وغيرها ، كما أن هذه المنافذ تعبر من خلالها الى اليمن نسبة كبيرة من احتياجات الشعب اليمني من المؤن والمواد الغذائية والصحية وغيرها ، فضلا عن ذلك توفر هذه المنافذ بشكل خاص لأبناء المهرة خاصة تلقي العلاج بمستشفيات سلطنة عمان الزيارات المتبادلة مع ارحامهم واقربائهم في الطرف العماني والتزود باحتياجاتهم الاستهلالية الضرورية .
و منذُ ما قبل توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين سلطنة عُمان والجمهورية اليمنية أثناء زيارة السلطان قابوس إلى صنعاء في الثاني عشر من نوفمبر عام 1992 م ، حافظت سلطنة عمان على الاتفاق ومدت يد الخير والمساعدة للمحافظات المجاورة لها وعاملت أبناء المهرة وسقطرى معاملة مواطنيها.
لكن السعودية منذُ إرسال قواتها إلى المهرة تتعمد إثارة التوتر في المنطقة وبالأخص في منفذ "شحن وصرفيت" الحدوديتان مع عمان من خلال استحداثات عسكرية ومحاصرة المحافظة البعيدة عن الحرب.
وتنص الاتفاقيات الموقعة بين الجمهورية وسلطنة عمان والموثقة دوليا، على عدم القبول بالاستحداثات العسكرية بين البلدين الشقيقين الا كما جاءت في بنود الاتفاقيات بينهما ، ويرى مراقبون أن استغلال السعودية لحالة الحرب التي تقودها في اليمن لا يجيز لها انتهاك تلك الاتفاقيات.
وقبل يومين اندلعت اشتباكات في منفذ "صرفيت" بمنطقة "حوف" في محافظة المهرة اليمنية، بعد أن أقدم جنود سعوديون على تشييد مبانٍ جديدة في المنفذ الحدودي مع سلطنة عُمان.
وذكرت مصادر محلية في تصريح لـ "المهرة بوست" أن مواطنين من "حوف" تبادلوا إطلاق النار قبل يومين مع الجنود السعوديين، في محاولة لمنعهم من البناء.
وقال قيادي في لجنة اعتصام أبناء "حوف" إنهم سيعاودون الاعتصام أمام منفذ "صرفيت" بعد العيد، نظراً لعدم التزام القوات السعودية ومليشياتها بما تم الاتفاق عليه بشأن الانسحاب من منفذ "صرفيت" و"محمية حوف" الطبيعية.
يذكر ان اللجنة المنظمة للاعتصامات بالمهرة دعت الشهر الماضي إلى اعتصام مفتوح أمام بوابة منفذ صرفيت البري، "احتجاجاً على استمرار انتهاك السيادة الوطنية وحفاظاً على المكتسبات والإرث الطبيعي لمحميتهم الطبيعية" ، وأكدت لجنة الاعتصام رفضها لوجود أي مسلحين من مليشيات أو قوات أجنبية في صرفيت وعسكرة الحياة في المديرية.
بحسب خبراء ومراقبون وفي تصريحات منفصلة لـ "المهرة بوست" من حق ابناء المهرة رفض كافة أشكال الممارسات غير المسئولة التي تقوم بها السعودية، وتتضح اهدافها بصورة جلية سعيها المحموم لخنق ابناء اليمن وجعلهم تحت رحمتها من خلال السيطرة على المنافذ البرية والبحرية والمطارات.
وتقول القيادة العُمانية إنها تعي خطورة الوضع في المحيط الإقليمي وهو ما عبر عنه السلطان قابوس في الأيام الأولى للحرب في اليمن ويتضح الآن من خلال الأجندات الدولية والإقليمية التي بدأت بالظهور إلى العلن، مثل قضيتي سقطرى والمهرة والوضع العسكري والأمني بالغ التعقيد في عدن والحديدة والكوارث الإنسانية التي تُغطي كامل التراب اليمني.
مشاركة الخبر: