حضرموت.. اعتقال مندوب لجنة المعلمين المطالبين بحقوقهم     منظمة دولية تعلن تدمير الآلاف من المتفجرات ومخلفات الحرب في تعز وعدن     إنقاذ مواطن كان عالقا وسط السيل وفتح طريق سيحوت في المهرة     مجموعة السبع تحذر من تردي الأوضاع باليمن وتدعو الأطراف للانخراط في عملية سياسية شاملة     وفاة وإصابة 6 مواطنين في حادث مروري بعدن     وساطة محلية تنجح بتوقف اشتباكات قبلية في أبين     استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة     حضرموت.. العثور على جثة داخل دولاب في أحد المنازل       القوات الحكومية تعلن إحباط محاولة تسلل للحوثيين شمال تعز     "سام" تحمل سلطة عدن مسؤولية سلامة الصحفي "عبدالرحمن أنيس" وتدعو للتحقيق ومساءلة المشاركين في الحملة ضده     الأمم المتحدة تؤكد ضرورة حماية الملاحة في البحر الأحمر ووقف الهجمات الحوثية     الهجوم المنسوب لإسرائيل في إيران هل ينهي المواجهة المباشرة؟     مفوضية اللاجئين: الأمطار الغزيرة أثّرت في العائلات النازحة وجرفت مساكنها في مأرب     الأرصاد يتوقع هطول أمطار على المهرة وسقطرى واضطراب البحر     آخر مستجدات المنخفض الجوي المداري في محافظتي المهرة وحضرموت    
الرئيسية > أخبار اليمن

"سلطنة عمان".. موقف ثابت يدعم السلام في اليمن رغم الاستفزاز السعودي الإماراتي على حدودها


تلتزم السلطنة الحياد تجاه الحرب الدائرة في اليمن

المهرة بوست - تقرير خاص
[ الجمعة, 24 مايو, 2019 - 02:35 صباحاً ]

تستمر سلطنة عمان في موقفها الثابت تجاه الأحداث الجارية في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص على الرغم من الممارسات الاستفزازية التي ترتكبها أبو ظبي والرياض في مناطق اليمن الشرقية القريبة من سواحلها البحرية ومنافذها البرية.

ومنذُ تدخل التحالف في مارس 2015 بقيادة السعودية لمساندة الشرعية في اليمن، فرض التحالف على اليمن حصارا من البحر والبر والجو وظلت المنافذ الحدودية مع سلطنة عمان مفتوحة طوال الأعوام الماضية لكل اليمنيين المغادرين لتلقي العلاج او الدراسة في الخارج أو العائدون إلى البلاد.

وخلال الحرب الدائرة في البلاد بقيت محافظتي المهرة وسقطرى، بمنأى عن الصراع المسلح وملجأ للألاف من الأسر النازحة والهاربة من نيران الموت، كونها مناطق تنفرد بثقافة وتراث عريق جعلها بعيد عن الطائفية والعنصرية التي غزت معظم أرجاء البلاد.

والمهرة تكتسب أهمية إستراتيجية بالغة لليمنيين والسعوديين والعمانيين على حد سواء، إذ تعد ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة بعد حضرموت، ويوجد بها منفذان حدوديان مع عمان هما صرفيت وشحن، وأطول شريط ساحلي باليمن يقدر بـ560 كيلومترًا، وميناء "نشطون" البحري، فضلًا عن أنها كانت بعيدة نسبيًا عن مناطق الصراع بين القوات الشرعية والحوثيين، ما جعلها في مأمن طيلة الفترة الماضية.

غير أن الأطماع القديمة وحلم السيطرة على بحر العرب وسواحل سقطرى المطلة على المحيط الهندي، فتحت شهية السعودية والإمارات وانحرفت عن مساندة الشرعية إلى تقويضها وبسط النفوذ والهيمنة على المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

ومنذ نهاية العام 2017 ومطلع العام 2018، دفعت السعودية بقوات وتعزيزات عسكرية إلى المهرة تحت شعار محاربة التهريب، إذ منعت حركة الملاحة والصيد في ميناء نشطون على مضيق هرمز، كما حولت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.

وعلى الرغم من الاستفزازات التي انتهجها التحالف بالقرب من السلطنة إلا أن الأخيرة لازالت محتفظة بسياستها الحيادية والغير متهورة مع الجميع بالإضافة إلى تدخلها في عدد من القضايا الإنسانية ومحاولة تقريب وجهات النظر.

اتفاق تحت ضغط

يقول الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي ""سيغرد نيبور" مقال تحليلي نشره بمجلة "ناشيونال إنترست"، قائلاً إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حضر قبل فترة اجتماعا برلمانيا في مناطق الحكومة عقد في سيئون واطلع على تقرير سري حصل الكاتب على نسخة منه يتعلق بالوضع الأمني في محافظة المهرة.

وحصل الكاتب بحسب التقرير على اتفاقين توصل إليهما قادة العشائر (القبائل) في المهرة مع قائد قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

ويقول الكاتب إن السعودية قامت بنشر قوات لها لا سيما بعد التوتر الذي حصل بين الإمارات وعمان على خلفية خلية التجسس التي اكتشفتها مسقط، حيث قررت السعودية نشر 5.000 جندي على الحدود اليمنية-العمانية بالإضافة لإرسال ألاف المقاتلين من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والسلفيين المتشددين.

وأقدمت تلك القوات منذ وصولها إلى المهرة على احتلال المعسكرات والمؤسسات الحكومية والمطارات والموانئ، وعملت على خلق فوضى وأثار تواجها غضب واسع لدى السكان المحليين الذين يخشون من محاولات السعودية للضغط على عمان كي تدعم الأجندة السعودية- الإماراتية في المنطقة.

ويرى الكاتب أن سلطنة عمان الحيادي في الحرب اليمنية نابع من سياستها الخارجية ولأسباب جغرافية، حيث تمتد الحدود العمانية مع اليمن على طول 288 كيلومترا بالإضافة للعلاقات القبلية بين العمانيين وسكان المهرة الذين يحمل بعضهم جنسيات خليجية بما فيها العمانية.  

وحسب تحليل الكاتب، فإن الصراع الحالي ضد عمان يظهر أن الإمارات ترغب بالضغط على عمان أو تحويلها لدولة تابعة في لعبتها للسيطرة في محاولتها للهيمنة على شبه الجزيرة العربية ومنطقة شرق أفريقيا.

استقطاب قبائل المهرة وسقطرى

وتثير محاولات كسب قبائل المهرة وسقطرى من قبل الإمارات والسعودية، مخاوف الشارع اليمني والعماني، لا سيما وأن أبوظبي تدعم انفصال جنوب اليمن عن شماله، بعكس هذه القبائل التي تتمسك بالوحدة اليمنية ولا تعترف بالمجلس الانتقال الجنوبي المدعوم منها، كما أن الجارة الكبرى لهذه القبائل لا تؤيد توجهات ونوايا أبوظبي في اليمن. 

وكان موقع "المهرة بوست" قد قال في تقرير سابق، إ
ن قبائل المهرة وسقطرى وكذلك حضرموت وشبوة وأبين، تتعرض لمحاولة استقطاب واستغلال حاد، من قِبل أقطاب الصراع المحليين والإقليميين، بعد أن حسمت هذه القوى تقاسم القوى السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية، وحتى العسكرية والأمنية.

وحسب التقرير فإن الإمارات ضخت ملايين الدراهم، في محاولة فاشلة لاستقطابهم، وتفكيك النسيج المجتمعي في هذه المناق والرافض لتواجد قواتهم على أراضيهم، كما يأتي هذا الاستقطاب بعد قيام السعودية بصرف مبالغ مالية على عدد كبير من هذه القبائل.

ويرى مراقبون أن هذا التركيز على قبائل جنوب شرق اليمن في هذا التوقيت، نظراً للأدوار التي تراهن قوى الصراع، تحديداً الإمارات، على أن تؤديها هذه القبائل في المرحلة المقبلة.

وأضاف المراقبون أن هذه المحاولات المستمرة، تأتي في إطار الصراع بين السعودية والإمارات، بحيث يريد كل طرف استخدامهم لتنفيذ أجنداتهم في المنطقة، لكن كل تلك الجهود وفق مراقبين فشلت بسبب ترابط وتماسك القبائل المعارضة والمناوئة للتواجد السعودي الإماراتي على أرضيها.

وفشلت أبو ظبي في اختراق قبائل في شبوة وسقطرى وتحويلها لأدوات لمواجهة الشرعية وقوى محلية وإقليمية أخرى، لذلك لجأت إلى استخدام لغة الترغيب من خلال الوعود والإغراءات المادية والمناصب والجنسية.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" قول الشيخ أبو سالم المهري، إن المهرة لم تشهد انقساماً كما هو اليوم بسبب الوجود السعودي في المحافظة الذي تحاول السعودية استخدامها لتحقيق مشاريعها، وفي مقدمتها مشروع مرور أنبوب النفط.

وحسب الصحيفة اللندنية فإن هذه التحركات تتزامن مع مساعٍ إماراتية لاختراق الوضع في سقطرى، عبر إغراءات عدة، في مسعى لاستقطاب هذه القبائل ضد الشرعية وأي قوى وأحزاب سياسية يمنية معارضة لها.

وتضيف الصحيفة أن محاولات استقطاب القبائل في صف المشاريع الإماراتية والسعودية والإيرانية والعُمانية، وأيضاً الفرنسية والبريطانية والأميركية، وحتى الصينية، لها أهداف عديدة، منها عسكرية، عبر جرّ القبائل للدخول في الصراع العسكري القائم، ومنها سياسية نظراً لما تمثّله القبيلة في حياة الناس وثقلها الاجتماعي، الذي قد يبدّل موازين القوى.

 



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات