لجنة مؤتمر سقطرى الوطني تدين اختطاف الشيخ "القحطاني" وتتهم المحافظ والانتقالي بتفجير الأوضاع في الأرخبيل     اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا ونسبة المشاركة قياسية     مليشيا الانتقالي تختطف رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني     السلطة المحلية بالمهرة تؤكد حرصها على تسهيل سفر أبناء سقطرى عبر الطيران     شرطة مأرب تعلن ضبط متهمين في قضية مواد مخدرة     غزة.. استشهاد الصحفي "أبو شريعة" بقصف إسرائيلي وارتفاع الحصيلة إلى 153 منذ بدء الحرب     جماعة الحوثي تشكر الكويت على دعمها الخطوط الجوية اليمنية بثلاث طائرات     الفاو: ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحكومة المعترف بها     تحذير أمريكي من استخدام "الحوثي" لنفوذه الجديد حتى بعد انتهاء حرب غزة     الهجرة الدولية تعلن نزوح نحو 260 يمني خلال الأسبوع الفائت     سنتكوم تعلن تدمير ثلاثة زوارق مُسيّرة تابعة للحوثيين     شيخ مشايخ سقطرى يدعو للأصطفاف وتغليب مصلحة أبناء الجزيرة ورعاية تطلعاتهم     تشكيلات العمالقة تقول إنها صدت هجوم للحوثيين غربي البلاد     الاحتفال بزفاف 30 عريساً وعروسة في مهرجان الوصال الرابع بحضرموت     ارتفاع حصيلة شهداء العدوان على غزة إلى 37 ألفا و877 منذ 7 أكتوبر    
الرئيسية > أخبار اليمن

خرج ولم يعد .. 4 أعوام من الحزن تعيشها عائلة مختطف لدى الحوثيين في صنعاء


وحيد الصوفي ضمن مجموعة صحافيين اختطفتهم جماعة الحوثي فور دخولها صنعاء

المهرة بوست - يونس عبدالسلام
[ السبت, 04 مايو, 2019 - 07:33 مساءً ]

وحيد الصوفي، صحفيا يمنيا لا جرم له إلا أداء عمله ورفع قلمه وكاميرته لنقل واقع بلاد أضحت بين عشية وضحاها غابة لا حرية فيها.

سجنا كبيرا غدت العاصمة الجامعة لكل اليمنيين ومثلها البلاد، وداخل سجن هنا وهناك ثمة من لا يستطع رؤية قريبه الذي حظي بجرم قلمه مكانا مجهولا لا يمكن لأحد كشفه.

"أريد وحيد".. تردد زوجة الصحافي وحيد الصوفي (45 عاما لديه طفلتان) آخر ما يمكن لها قوله بعد 4 أعوام تشربت خلالها اليأس حتى لم تعد تملك مخزون بكاء كافٍ وليس بإمكان كل عبارات الأمل انفاد قليلا من الضوء نحو قلبها المثقل بمرارة الغياب.

وحيد ذو الـ 45 عاما، أبا لطفلتين، وكان يعمل كرئيس تحرير لصحيفة العربية وموقع العربية اون لاين الاخباري، لينال بهذه الجريمة إخفاء لأكثر من أربعة أعوام، قابلة للزيادة إلى ما لا نهاية على ما يبدو.

قصة الاختفاء..
أختطف وحيد من أمام بريد التحرير في صنعاء يتاريخ 6/4/2015، ووفقا لمعلومات لدى العائلة كان وحيد يقف في طابور بمركز بريد التحرير في العاصمة صنعاء لتسديد فاتورة هاتفه.

 باغته مسلحون بلباس مدني وأخذوه عنوة إلى سيارة بيضاء نوع لاند كروزر بدون لوحة معدنية لجهة مجهولة لا يعلم عنها أحد.

منذ ذلك الحين لم تجدي محاولات العائلة والأصدقاء معرفة مكانه، عوضا عن الافراج عنه، شأنه شأن عشرات المخفيين قسرا في سجون مليشيات الحوثي.

"عملنا جاهدين  كل ما يلزم كي نعرف مكان احتجازه ، ولكن للأسف الشديد كان هناك تكتم من جماعة  الحوثي عن الادلاء باي معلومات تفيدنا بمكان احتجازه ، نافيين تماما أن يكون وحيد بحوزتهم"، يقول أخ وحيد، فهمي الصوفي.

يتابع بحسرة: على رغم كل المناشدات من جميع الجهات ذات الاختصاص بما فيها النيابة العامة ونقابة الصحافيين اليمنين والاتحاد الدولي والعربي للصحافيين ووزارة حقوق الانسان والصليب الاحمر وغيرهم ، وأيضا توجيهات من قادة الجماعة  ، لكن للأسف بعد كل هذه الجهود مني ومن الزملاء الصحافيين لم نصل الى أي معلومة عنه وحتى الان".

يؤكد فهمي أنهم لا يعرفون ما التهمة الموجهة إلى وحيد ولا لماذا اختطف ولا يعرفون شيئا عنه حتى اللحظة. يتابع بذات حيرة العائلة: 'لا ادري ماذا اقول ..فقط الذي نريده هو معرفة مكان وظروف وحيد".

رمضان رابع بدون وحيد..

لا ذكرى أو مناسبة حزينة أو سعيدة تمر على البيت بإمكانها أن تغير شيئا من فقدان ركن مفقود، وجزء بتر ظلما من جسد العائلة.

ثقيلة هي الأيام كلها، يستعد الناس لإستقبال شهر رمضان، فتثير هذه الطقوس مزيد من اللوعة والحزن على قلب أم نوران زوجة وحيد.

"حالتي النفسية سيئة وستكون أسوأ في رمضان، خاصة وقت الإفطار، لا أسوأ منها عليّ وصغيراتي إلا وصول الأعياد ووحيد ليس معنا". تقول زوجة وحيد محاولة مسح غبار من يد ابنتها نوران ذات السبعة أعوام.

حاولت نقل الحديث إلى وعود منظمات الأمم المتحدة واتفاق السويد بشأن اطلاق سراح الأسرى، الا أن أم نوران رأت فيها هي الأخرى سبب وجع إضافي قائلة "ليس أصعب من الموت الا انتظاره"، مشيرة إلى نقطة أشد سوداوية في المشهد، حيث لا أحد يعرف هل وحيد على قيد الحياة أم لا؟.

قتل أم لا زال حيا ؟

على الرغم من توجيه الجهات النقابية المحلية والدولية خاطبت لجماعة الحوثي في أكثر من مناسبة للكشف عن مصير الصحفي الصوفي إلا أن الجماعة لم تكشف عن مصيره بعد ويبدو أنها لن تفعل.

لا تقر عين العائلة المكلومة بولدها ولا تنسى أرواحهم ما تردد سابقا في بعض وسائل الإعلام بأن الصحفي وحيد الصوفي بقي في منزل اللواء علي محسن الأحمر بصنعاء الذي أصبح مقراً وسجناً تابعاً للحوثيين. ذاهبة تلك الوسائل إلى أنه قضى نحبه فيه أثناء تعرضه لقصف الطيران.

فيما تذهب روايات أخرى إلى وفاة الصوفي تحت التعذيب، لكن لا شيء مؤكد للعائلة، والحقيقة يعرفها الحوثيون وحدهم حتى الآن.

من أبشع الجماعات انتهاكا لحقوق الصحافيين..

في شأن ما يتعرض له الصحافيون في سجون جماعة الحوثي، قال توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات إن جماعة الحوثي من أكثر الجماعات على مستوي العالم انتهاكا للحريات الصحفية والتضييق على الصحفيين.

وأضاف الحميدي لـ "المهرة بوست" إنه ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر ???? ، عمدت إلى إغلاق جميع القنوات والصحف الإذاعات والمواقع المعارضة لها ، وعمدت الى مطارة الصحفيين واعتقالهم بصورة تعسفية بل وتقديمهم المحاكمات، دون اعتبار لأي قيم أو معاهدات دولية.

وأوضح أن الحوثيين يمارسون سلوكهم هذا من منطلق كونهم كعصابة مصلحة ، تعاقب كل من تحس انه يهددها أو يكشف حقيقتها وممارساتها، ولذا هي تخفي كثير من المدنيين سواء وحيد أو غيرة ، وأن كانت المعلومات المتوفرة بشأن الصحفي وحيد بالنسبة لنا شحيحة رغم الجهود التي تبذل لمعرفة مكان احتجازه.

وأكد أن منظمة سام للحقوق والحريات تولي المعتقلين أهمية خاصة بشكل عام، والصحفيين بشكل خاص، واصدرت أكثر من بيان في ذالك، سواء بصورة فردية أو بالشراكة مع منظمات اخري في إطار التنسيق بيننا، وأطلقنا حملة ضد محاكمة التعسفية، ونعتمد في بياناتنا على ما وصلنا من بيانات ومعلومات.

وقال الحميدي إن دور المنظمات هو دور كاشف وضاغط، حيث تعمل المنظمات على كشف الانتهاكات وتسليط الضوء عليها وإظهارها للرأي العام الداخلي والخارجي، وتصلها إلى المؤسسات والمنظمات المختصة والنشطاء، لممارسة ضغط ضد الانتهاكات، كما كشفنا السجون السرية ، وبقدر توفر المعلومات والبيانات يكون الموقف أكثر وضوحا وقوة.

وحول قضية الصحافي وحيد الصوفي، إن اختفاؤه وباقي الصحافيين وعدم توفر معلومات عن مكان احتجازه أو وضعه، يجعلها قضية إنسانية حقوقية بامتياز تستوجب أن تحظي باهتمام خاص من الأمم المتحدة والمقررين بشأن الحريات الصحفية.




مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات