الرئيسية > تقارير
"حوف" مسقط رأس "باكريت" ورهانه الأخير تنتفض ضده وتطالب بإقالته
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الجمعة, 03 مايو, 2019 - 08:16 مساءً ]
دفعت ممارسات المحافظ "راجح باكريت"، مديرية "حوف" التي كان يراهن عليها، إلى الانتفاضة ضده والمطالبة بإقالته.
وينتمي "راجح باكريت" إلى أسرة "باكريت" التي تتخذ من مديرية حوف (شرق محافظة المهرة) مكانا لها، وهي المديرية التي تنحدر إليها أشهر الشخصيات القبلية والسياسية والأمنية التي تبوأت مناصب مختلفة في إدارة محافظة المهرة، وفي مجلس الشورى والنواب بالعاصمة صنعاء.
لكن "حوف" بشكل عام وأسرة باكريت بشكل خاص، ضاقت من تصرفات أبنها الذي تبوء منصب قيادة المحافظة لكنه لم يحسن القيادة وتسبب في إحداث خروقات كبيرة بدئها بتسهيل دخول قوات اجنبية إلى المحافظة والتواطؤ معها في انتهاك سيادة الوطن وارتكاب مئات التجاوزات وصلت إلى حد القتل ومصادرة الحقوق والإساءة إلى الأصول والعادات المتعارف بها بين أوساط القبائل.
التفريط في تراب الوطن
ومنذُ تعيين الرجل محافظا للمهرة في 27 نوفمبر 2017 بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي، حول المحافظة البعيدة عن الحرب الدائرة في البلاد إلى منطقة احتقان سياسي بالتواطؤ مع القوات السعودية وتأييد الحصار الذي تقوم به في منافذ المهرة البرية وسواحلها البحرية.
جاء تعيين راجح خلفا للمحافظ السابق محمد عبد الله كدة الذي عمل محافظا للمهرة خلال الفترة (من 2015 إلى 2018)، وهو شخصية تنتمي لإحدى قبائل المهرة الكبرى (بيت كدة)، وكان أحد أبرز قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، قبل تحقيق الوحدة اليمنية، وكان ضمن المطلوبين لنظام علي عبد الله صالح بعد حرب 1994م، بسبب اشتراكه مع الحزب الاشتراكي اليمني في إعلان الانفصال.
ولم تمضي فترة قصيرة على تعيين "باكريت" حتى عرف الجميع أن الرجل معين من قبل السعودية لأجل تمرير مشاريع الهيمنة الرامية إليها وأن مكافحة التهريب حجة للوصول إلى بحر العرب وتحقيق أحلام مد انبوبها النفطي إلى هناك.
وشهدت محافظة المهرة بعدها حراكا شعبيا، بدء في تموز/ يوليو من العام 2018 رفضا لتلك السياسات والهيمنة على منفذي شحن وصرفيت على الحدود مع سلطنة عُمان، وميناء نشطون، ومطار الغيضة الدولي، وإغلاقها.
وتقع المهرة التي توصف بأنها "بوابة اليمن الشرقية" على امتداد الأرض الموازية للبحر العربي الممتدة شرقا حتى الحدود الدولية مع سلطنة عمان، وشمالا حتى صحراء الربع الخالي وغربا حتى وادي المسيلة بمحافظة حضرموت.
فيما تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ 560 كلم على بحر العرب، إلى جانب الميناء البحري المعروف "نشطون".
وظلت الاحتجاجات والفعاليات في محافظة المهرة مستمرة على مدى العام 2018، وكان المحافظ "باكريت" يقابل تلك التحركات السلمية والمطالبات القانونية باستفزاز وجر المحافظة إلى مربع الإقتتال الداخلي عبر نشر الشائعات بين القبائل .
وارتكب عدد من الجرائم والانتهاكات كان أبرزها جريمة الأنفاق الدامية التي شهدتها محافظة المهرة في الـ 13 من نوفمبر 2018م كأول جريمة دموية يتعرض لها أبناء المهرة في محافظتهم منذ عقود، وجاءت بعد مرور عام كامل على وصول القوات السعودية إلى المهرة، ومثلت فصلا جديدا من فصول الأحداث التي شهدتها محافظة المهرة، كما اعتبرت بمثابة جرس انتباه أيقظ الوعي العام لدى أبناء المهرة للاستهداف الذي تتعرض له محافظتهم، كما يقولون.
ومنذُ ذلك الحين أصبحت إقالة باكريت ومحاسبته على التجاوزات التي ارتكبها بحق أبناء أحد أهم المطالب الرئيسية التي ينادي بها أبناء المحافظة في فعالياتهم واحتجاجاتهم السلمية التي لازالت مستمرة حتى اللحظة.
وخلال اليومين الماضيين انتفضت مديرية حوف آخر مناطق المهرة ضد ممارسات راجح باكريت وطالبت الرئيس هادي بإقالته.
شخصية قريبة من المحافظ "باكريت" أكدت في تصريح لـ "المهرة بوست" أن الرجل كان يراهن على "حوف" التي ينتمي إليها بأن توقف إلى جانبه لكن الاحتجاجات التي شهدتها مؤخرا أفشلت رهانه وأصبح المهرة بكاملها مجمعه على أمر إقالته وخروج القوات السعودية وترك المحافظة تعيش بسلام.
وفي أواخر شهر أبريل الماضي أدخلت السعودية قوات عسكرية إلى منفذ صرفيت التابع لمديرية "حوف"بينهم ضباط، بهدف احتلال المنفذ والبقاء فيه.
ولم يصدر أي موقف من "باكريت" المحافظ وأبن المنطقة بل سهل دخول تلك القوات لحصار المديرية وبسط هيمنتها على منفذ "صرفيت".
انتفاضة حوف
وأمس الخميس خرج العشرات من أبناء المديرية بجميع اطيافهم وقبائلهم بما في ذلك شخصيات تنتمي لقبيلة راجح باكريت طالبوا الشرعية خلالها بإقالته بعد أن فرط في سيادة البلد وأهدر أموالها وايراداتها من أجل زرع الميليشيات وكسر وحدة النسيج الاجتماعي الذي يميز المحافظة على غيرها من المحافظات.
ورفع المحتجون الذين تقدمهم شيوخ وأعيان مديرية حوف ومندوبي فروع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشباب، لافتات منددة بالانتهاكات السعودية في المديرية.
وطالب المحتجون الحكومة الشرعية على رأسها الرئيس هادي، بإيقاف تجاوزات القوات السعودية في مديرية حوف ومحاولاتها اقتحام المديرية وكذلك إخراجها من منفذ صرفيت.
ويقول أبناء المديرية أن راجح باكريت خسر مسقط رأسته بتصرفاته التي أساء من خلالها إلى المحافظة بشكل عام والمديرية بشكل خاص.
اعتصام المهرة تدين
من جانبها أكدت اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء مديرية حوف، في محافظة المهرة، على ضرورة رفع اي استحداثات، وخروج أي قوات أو مليشيات من منفذ صرفيت الحدودي.
وهددت اللجنة في بيان لها الخميس، حصل "المهرة بوست"، على نسخة منه، بالإعلان عن الاعتصام المفتوح، أمام منفذ صرفيت، في حال لم يتم إخراج القوات السعودية منه، والتي وصلت إليه نهاية شهر ابريل الماضي.
وجددت اللجنة تأكيدها، على مشروعية مطالبها، وأنها ستعمل على تنفيذها من خلال النضال السلمي، الذي انتهجه أبناء المهرة كافة، وفي مقدمتها اللجنة التنظيمية لاعتصام أبناء المهرة السلمي. وأشارت إلى أن وتيرة فعالياتها مستمرة، وأن الاحتجاجات سوف تتصاعد.
وقالت: "لن نترك أرضنا وبلادنا ليعبث بها الطامعون والفاسدون". وفقا للبيان. كما أكد بيان اللجنة، على مطالبة السابقة المتمثلة بالحفاظ على مديرية حوف، ومنع اي استحداثات عسكرية، قد يعمل على تخريب ما تمتلكه المديرية من ثروة طبيعية لا تقدر بثمن.
وقالت اللجنة، ان المظاهرة الحاشدة التي نفذها أبناء المديرية عصر اليوم الخميس، تأتي ردا على وصول القوات السعودية الى منفذ صيرفيت البري، والذي يعد البوابة الشرقية للجمهورية اليمنية، حفاظا على السيادة اليمنية.
وأكدت اللجنة تمسكها بالقيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، مجددة مطالبتها لدول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية للعودة إلى الأهداف المعلنة".
مشاركة الخبر: