الرئيسية > أخبار اليمن
تحقيق استقصائي يكشف عن محرقة لأطفال اليمن على الحدود السعودية
المهرة بوست - متابعات
[ الثلاثاء, 02 أبريل, 2019 - 10:51 مساءً ]
كشف تحقيق استقصائي لقناة "الجزيرة" عن محرقة لأطفال اليمن على الحدود السعودية، حيث لجأت الرياض الى تجنيد المدنيين والأطفال بطرق ملتوية من داخل وخارج اليمن، وتوظيفهم للدفاع عنها في البقع وكتاف وعلب وباقي المنافذ الحدودية، والزج بهم في معارك طاحنة بين جماعة الحوثي والتحالف السعودي الإماراتي وجيش "الشرعية.
وكشف التحقيق الاستقصائي،عن نشاط سماسرة لتجنيد الاطفال مقابل المال،وكل يوم يقتنص السماسرة فرصة للتغرير بأطفال، دفعهم شظف العيش لترك ذويهم وحمل السلاح دفاعا عن حدود السعودية من التقدم الحوثي يقتاد السماسرة أطفال اليمن إلى منطقة البقع، من أجل حماية حدود المملكة مقابل حفنة من المال تتراوح بين 1500 و3000 ريال سعودي، بعد أن يصبح جنديا وهميا في صفوف التحالف السعودي الإماراتي وجيش الشرعية.
ووفقا لصحيفة "الشرق" القطرية، فقد أكد أهالي القرية أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمن بسبب الحرب؛ دفعت الجميع للبحث عن مصدر دخل مهما كان الثمن، وتحت ضغط الحاجة يتسابق الأطفال والشباب إلى اتخاذ قرار المخاطرة.
يقول والد محمد عن ابنه ذي الـ15 ربيعا، الذي اختفى فجأة، ليعلم في نهاية المطاف أنه غُرر به للقتال ضد جماعة الحوثي من أجل المال، بتصميمه على الذهاب إلى البقع على الحدود اليمنية السعودية حيث تدور فيها معارك طاحنة بين جماعة الحوثي والتحالف السعودي الإماراتي وجيش "الشرعية".
أما والد أحمد النقيب - طفل آخر خاطر بحياته من أجل المال - فيقول: "تبدأ السمسرة من السواق، أو بعض الناس الذين يستقطبون عددا من الأشخاص، ثم يرتبون الاتصال مع أحد الباصات، ويتولى الإنفاق عليهم إما السمسار أو سائقو الباصات، ثم يوصلونهم إلى منطقة المعارك بعد أن يجمعوا الأوراق الثبوتية، ويسلموها لأحد الأشخاص، ويستلمون عن كل طفل خمسمائة ريال سعودي (نحو 133 دولارا)، ثم يستلم الطرف الثاني ألف ريال سعودي (نحو 266 دولارا) ويسلمهم لطرف ثالث، مع احتجاز الأوراق الثبوتية التابعة للمجموعة، وهو بدوره يستلم عن كل شخص 1500 ريال سعودي (أربعمائة دولار)، ثم يزج بهم في المعارك بعد ذلك".
محمد علي محمد الحميد واحد من عشرات الأطفال، الذين غامروا بحياتهم مقابل لقمة العيش، فقريته الصغيرة عرفت خروج عدد من أقرانه خلال فترة زمنية وجيزة، لم يهرب محمد وحده، بل هرب أحمد النقيب أيضا، في رحلتين منفصلتين، وكلاهما لم يتجاوز 16 عاما، وذلك من خلال مسارات وطرق بعيدة عن سيطرة الحوثيين، متجهيْن إلى منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.
غير أن أحمد النقيب اكتشف الخديعة، واختار الفرار قبل أن يقتل في إحدى المعارك، وحاول العودة إلى تعز، لكن الموت هذه المرة كان في انتظاره، إذ أصيب برصاصة في الرأس، من سلاح منفلت أنهى نضاله من أجل الحياة في يمن حوله تجار الحرب إلى مقبرة.
وتمكنت الجزيرة في هذا التحقيق من الحصول على فيديوهات حصرية، تثبت وجود الأطفال في تلك الأماكن، وتحديدا جبهتي البقع وكتاف الحدوديتين مع السعودية.
ويقول توفيق الحميدي من منظمة سام لحقوق الإنسان إنه "لا توجد إحصائية دقيقة لأعداد المدنيين والأطفال في تلك المعارك بسبب عدم قدرة المنظمات الدولية على الوصول إلى تلك الجبهات، لكنهم يقدرون بالآلاف".
من مدينة تعز في رحلة برية تستغرق أياما عبر حافلات السماسرة، الجدير بالذكر أن السعودية صادقت على البروتوكول الخاص بعدم إشراك الأطفال في الحروب عام 2011، لكنها اتهمت مؤخرا بتجنيد أطفال من دارفور، واستغلال حاجة الفقراء في حربها على اليمن، واليوم تجند السعودية الأطفال اليمنيين بطرق خفية للدفاع عنها.
مشاركة الخبر: