عبدالكريم بن قبلان
سقوط الطائرة في المهرة - كيف وما الحكاية؟!
[ الأحد, 16 سبتمبر, 2018 ]
لم يحدث في التاريخ ، منذ أن عرفت البشرية الحداثة و العولمة " صناعة الطيران " من أن المهرة بجبالها ووديانها أسقطت طائرة مدنية أو عسكرية عمودية ، حتى وجدت "المهرة - الأرض و الإنسان" على غير سابق عهدها المشهود لها بالسلم والمحبة و الوئام ، لتجد نفسها أمام "طعم - سقوط الطائرة" ، و ربما الخلل الفني المزعوم خطط له لتقع المهرة في فخ " الإرهاب الممنهج "، ذلك الفخ الذي راحت ضحيته دول و مجتمعات و شعوب "الأطماع الجيو سياسية"، فهذا يعني من إن المسألة مكيدة ، و هي أكثر بكثير من سقوط الطائرة التي لم تكترث " السعودية " إلى حياة طاقمها ، و التي تحاول بعض و سائل الإعلام إلصاق التهم بالمهرة بأسلوب أو بآخر ، و قد تابع الجميع تصريح كهذا "... من إن الطائره في مهمة البحث عن الإرهاب و مطاردة الإرهابيين ..." و فقا لما تناولته المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن تصريح الناطق الرسمي لقوات التحالف، يا ترى ماذا يفسر من هذا التصريح ، وعن ماذا يبحث التحالف ، و تحديدا المملكة " السعودية " ، و من متى و المهرة التي لم تكن يوما وكرا للإرهاب ، من أنها ملاذ للإرهاب وفقا معطيات الأزمة اليمنية التي تقودها المملكة، و ماذا يعني" من إن الطائرة كانت في مهمة البحث عن الإرهاب " ، وياترى من هم هؤلاء الإرهابيين و من أين أتوا ياترى وكيف ، و لماذا لم تسمع به المهرة و اليمنيين قاطبة "جنوبه بشماله" و بل العالم أجمع لعقود طويلة ، إلا بعد تواجد القوات السعودية على الأراضي المهرية؟؟!
ملفات كانت جاهزة و أخرى لا تزال مبطنة ، و مؤلمة في نفس الوقت ، و المؤلم أن تأتيك تلك الإتهامات من جار ذات العمق المشترك ، الشقيقة الكبرى "المملكة السعودية"، و إتهامات كهذا مع سبق الإصرار و الترصد يؤكد حقائق مختلفة ، و أهمها من أن الطائرة التي سقطت و طاقمها الذين استشهدوا كانت ربما بالفعل طعم لتدفع ضريبتها محافظة المهرة ثمن كرامتها و صمودها الرافض لواقع حال المحافظة بعد مجيء القوات السعودية ، وجاء على اثر تواجدها إلى إعتصامات بالعاصمة المهرية "الغيضة" رفضا لتواجد قواتها ، و رغم الإتفاق الذي جرى و المقيد بالنقاط الست ، إلا إن المملكة قامت بالاتفاف بعد ذلك على بنود الاتفاقية، لتؤكد المملكة من أنها أمام منعطف جديد ، و الذي لم يكن يوما من أهدافها المعلن عنها منذ انطلقت عاصفة الحزم ، و معطيات المشهد المهري اليوم يثبت مستجدات جديدة و أهمها حرف مسار المملكة مع العاصفة ، و بدلا من إعادة الشرعية اليمنية ، اتجهت إلى السعي نحو السيطرة الكاملة على البوابة الشرقية " محافظة المهرة " لتنفيذ ما كانت تطمح لتحقيقه منذ عقود.
لأجل ذلك كانت لابد من إلصاق بالمهرة تهمة تجعلهم أمام الواقع ، كيف لا و "الطائرة" في مهمة للبحث عن الإرهاب وفقا لتصريح الناطق الرسمي لقوات التحالف ، غريبة " مهمة - إرهاب " وإين في آمن محافظات الجمهورية ، أنها " المهرة "..
الجذير بالذكر كيف السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظة باكريت ، سمح لها ضميرها القبول بهكذا تهمة ظلما و جزافا ، دونما الرد عليها و بكل ثقة من أن موطن اسلاف المهريين لم يكن يوما وكرا أو ملاذا للإرهابيين، لم يرى المجتمع المهري سلطته المحلية اقحمت نفسها بالرد الصريح ولو بأدنى إستنكار ؟!، كيف لا و نغمة " الإرهاب " الجديدة تعزف على وثرها " المملكة " وفقا لما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي المهرية "الفيس بوك - الوتس آب"، و السلطة تغض طرفها أمام هكذا واقع تفرضها معطيات و مستجدات الأزمة ، وهذا يعني ، من أن في حال لم تكلف السلطة المحلية بالمحافظة نفسها بالرد الصريح على هذه التهمة الموجهة " للمهرة أرضا و انسانا" مع مطالبتها لرد الاعتبار لشعبها المسالم ، فهذا بحد ذاته خنوع و إنبطاح في حق كرامة الشعب المهري ، ومن هنا نأمل من السلطة المحلية بالرد الصريح بما يملي عليها الواجب الوطني المهري ، ولو كلف المحافظ ذلك الرد فقدان منصبه في سبيل شعبه، سيكون شرفا له ، و أفضل له بكثير من القبول بهكذا إهانة لعهده و لتاريخه ، ناهيكم عن إهانة عظمة للمهرة ككل و هو أحدهم.
"محاربة الإرهاب" و في المهرة ، حكاية لا يصدقها عقل عاقل ، ولا يقبلها المنطق بكل تداعيات الأزمة و بكل أبعادها ، لو قالوا إن الطائرة كانت في تمشيط المنطقة من خلايا التهريب " تهريب السلاح " ونحو ذلك ، ممكن يبتلعها الإعلام و المجتمع المهري بنوعا من المرونة ، و هي أكذوبة.
* تساؤلات لابد منها:
من يتفحص الصورة جيدا أثناء سقوط الطائرة العمودية و هي تحترق يجد من أن الحكاية فيها " إن "، أهمها ، كيف علم من التقط الصورة من أن الطائرة في تلك اللحظة "الثانية" آئلة للسقوط ، و كيف عرف من أنها ستكون في تلك اللحظة بالمهرة ، و في ذلك الموقع ، حتى و إن كان ملتقط للصورة قمرا صناعيا ..إلخ
الحكاية من وجهة نظري فعلا فيها " إن " ووراءها الف عله ومصيبة ، وهذا ما لا يدع مجالا للشك من إنه تم إعداد مسبقا و خطة محكمة بكل أبعادها، ليجعلون " المهرة الأرض و الإنسان " أمام واقع جريمة العصر الحديث " الإرهاب " غريبة يازمن ، فيبدو من أن المملكة بدأت تتململ و تطوي مسافات الزمن ( الحرب ) ، وهذا ما جعلها تتجه شرقا بعد أن تركت من يخوض عنها الحرب بالوكالة في شمال الشمال ، لتجعل من نفسها أمام فرض الواقع و جلد المهرة في الشرق الشرق من خلال إلصاق التهم الجاهزة للمهريين ، عل و عسى المهرة يستسلمون من هكذا مهاترات سياسية ، لأنها تتجاهل ، من المهرة عصية ، شامخة بأهلها و رجالها و شيوخها و بسواعد شبابها وبهم حصنا حصين تقف بعزة وكرامة و شموخ ، لأنها المهرة ، والمهرة دائما حرة ابية.
#كلنا_المهرة
#لا_يوجد_إرهاب_في_المهرة
مشاركة: