الحريزي يعلن بدء مرحلة جديدة من التصعيد بالمهرة ويحمل السعودية المسؤولية     اجتماع استثنائي للجنة الاعتصام بالمهرة يؤكد التصدي لمحاولات الملشنة والتدخل الخارجي     أدوات الإمارات تحاول تمرير أجندة أبو ظبي في سقطرى.. من يتزعم إعلان الحكم الذاتي؟     صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44 ألفا و930 شهيدا     الحكومة تطلب دعما أمريكيا لانتزاع ميناء الحديدة من الحوثيين بالتزامن مع تحركات بالسعودية     الحوثيون يحذرون من إشعال أي معركة الآن باليمن ويقولون: الوضع باليمن يختلف كلياً عن سوريا     حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"    

عامر الدميني

تحالف مع القاعدة

[ الثلاثاء, 07 أغسطس, 2018 ]
التحقيق الذي نشرته وكالة الأسوشيتدبرس عن إبرام السعودية والإمارات صفقات مع تنظيم القاعدة في اليمن يكشف العديد من الحقائق عن الحرب التي يشنها التحالف العربي على الإرهاب في اليمن.

ظل التحالف العربي طوال العامين الماضيين يسوق المزاعم أنه استطاع تحقيق انتصار عسكري حاسم على تنظيم القاعدة في اليمن، ونالت هذه الحرب المزعومة على الإرهاب في اليمن نصيبا كبيرا في الدعاية الاعلامية التي روجها التحالف في وسائل إعلامه، وأصبحت تلك الحرب تساوي في الدعاية لها حجم الدعاية التي يروجها التحالف عن حربه لإعادة الشرعية في اليمن.

اللافت في الأمر أن تلك الحرب سعى التحالف العربي لجعلها شأنا خالصا له، ولم تشارك فيها قوات الجيش الوطني التابعة للحكومة اليمنية إلا في نطاق محدود، وأنشأت الإمارات قوات خاصة بها كالحزام الأمني في عدن والنخبة الحضرمية في حضرموت لغرض المساهمة في المعارك ضد عناصر القاعدة.

هذه المزاعم الإماراتية للأسف انطلت حتى على تقرير فريق الخبراء الأممي الذي أكد في تقريره للعام الماضي أن تلك القوات التي وصفها بالمرتزقة كان لها مشاركة في الحرب على الإرهاب، لكن الحقائق التي كشفتها الأسوشيتدبرس في تحقيقها المستند إلى شهود عيان وشخصيات ميدانية نسفت تلك المزاعم الإماراتية بشكل تام.

التحقيق كشف أن السعودية والإمارات سمحت للقاعدة بالخروج بجميع الأموال التي حصلت عليها طوال فترة حكمها لمحافظة حضرموت، بموجب اتفاق بين الطرفين، وبعلم الإدارة الأمريكية نفسها، بل إن السعودية والإمارات دفعتا الأموال للتنظيم مقابل الخروج، وللمفارقة هنا فقد ظلت واشنطن تعلن طوال الفترة الماضية أن حربها على الإرهاب داخل اليمن يتم بالتنسيق مع القوات الإماراتية والسعودية.

لم يتوقف الأمر عند حدود التهويل الإعلامي لهذه الحرب من قبل التحالف العربي، بل إن الإمارات أعلنت عن تنفيذها عدة حملات عسكرية لمطاردة القاعدة حسب زعمها في أبين وحضرموت، وأطلقت عليها توصيفات براقة، وسارعت وسائل إعلامها لبث الدعاية المكثفة عن انتصارات تحققت في الميدان، واتضح لاحقا أنها لم تكن سوى مغالطات، واستعراض بطولات.

ومن ضمن ما كشفه التحقيق ضم الإمارات والسعودية لعدد 250 من أعضاء القاعدة إلى قوات الحزام الأمني التي تشكلت في عدن، وهذا الأمر يفسر حدة التعامل التي تتصرف بها تلك القوات، والإرهاب الذي تمارسه في عدن، وممانعتها القوية في استعادة الدولة، وارتكابها لمختلف الجرائم من الاغتيالات والتفجيرات والاختطافات، وهي أساليب لا تتقنها إلا مجاميع إرهابية، وعصابات موت متمرسة، ولاتزال تمارس داخل عدن تحديدا.

ومن الملفت هنا أن الإمارات تحديدا ظلت تطلق صفة الإرهاب والتعاون مع تنظيم القاعدة على أطراف يمنية، وتتهمها بالتحالف مع القاعدة، ولم يقف الأمر عند حدود الأطراف المحلية بل امتد ليشمل دول في المنطقة اتهمتها الإمارات والسعودية بالتعاون مع القاعدة، بينما يتضح اليوم أن كلا الدولتين هما من عمل مع هذا التنظيم، وقدما له كل التسهيلات، وجعلوا منه ذراعا عسكرية خدمة لأجندتهم في اليمن.

التحقيق الصحفي لـ أسوشيتد برس يسلط الضوء أيضا عن تصنيف كلا من أمريكا والسعودية والإمارات لشخصيات يمنية في قوائم الإرهاب، باعتبارها تابعة لتنظيم القاعدة، وتعاونت مع التنظيم، وتأتي هذه التفاصيل لتكشف كيف يجري التعامل مع ورقة الإرهاب، وتسخيرها لخدمة هذه الدول، وتحويل هذه الورقة إلى أداة يتم بها إرهاب الخصوم والنيل منهم.

في مجمل الأمر يثبت التحقيق حجم العبث الذي ترتكبه كلا من السعودية والإمارات في اليمن، وهي ألغام مستقبلية مدمرة لليمن كدولة، ولليمنيين كشعب، وهذا السلوك في مجمله يخالف وينافي تلك المبررات التي أعلنها التحالف عندما أعلن عن تدخله في اليمن مطلع العام 2015م، وبات اليوم جلياً أن التحالف تحول إلى جان على اليمنيين أكثر من كونه منقذا.


مشاركة:


تعليقات