واشنطن تعلن تقديم 220 مليون دولار من المساعدات الإضافية لليمنيين     الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بفتح تحقيق فوري بحادثة استهداف أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين     حادثة مؤلمة.. وفاة 3 أطفال اختناقا داخل سيارة في حضرموت     مانحون يقدمون نحو 791 مليون دولار لمعالجة حالات الطوارئ الأكثر إلحاحا في اليمن     اليونيسف: أكثر من 4.5 مليون طفل يمني بلا تعليم     قطر تدعو لتحرك دولي لمنع وقوع إبادة جماعية في رفح     وفاة شاب غرقًا بسيول الأمطار في إب     مباحثات روسية إماراتية بشأن سبُل دفع خارطة الطريق لتسوية الصراع في اليمن     اليمن تشارك في مؤتمر دول الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد في القاهرة     القوات الأمريكية: جماعة الحوثي أطلقت 3 مُسيّرات وصاروخ باليستي باتجاه خليج عدن     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية ويحذّر من تدفّق السيول     بلا قيود تدين بشدة محاولة اغتيال "شبيطة" بصنعاء     السلطة المحلية بالمهرة تدشن مشروع تشغيل 6 آبار ارتوازية في المسيلة     وكالة: الحكومة اليمنية رفضت منح تصريح لإصلاح كابل إنترنت بحري     مسؤول أمني يخطف رجل أعمال في عدن    

عباس الضالعي

اعتصام المهرة كشف الوصاية السعودية على القرار اليمني..

[ الأحد, 15 يوليو, 2018 ]

استبشر أبناء المهرة بالاتفاق بين السلطة المحلية والتحالف ممثلا بالجانب السعودي المتعلق بتنفيذ مطالب أبناء المهرة بتسليم المطار والمنافذ للسلطة المحلية ومغادرة قوات التحالف للمواقع التي تواجدت فيها ، لم يمضي على الاتفاق 24 ساعة واصدر الرئيس هادي قرارات وصفت بالعقابية لابناء المهرة الذين طالبوا بالحفاظ على السيادة ومغادرة القوات السعودية التي سيطرة على المنافذ البرية والجوية والبحرية.
ليست المشكلة في قرار تغيير القيادات التي كان لها دور بضبط الوضع وحماية المعتصمين والحفاظ على السلم لكن المشكلة والكارثة هو توقيت صدور القرارات ومضمونها حيث تم استبعاد قيادات تعتبر من اهم رموز المهرة تلبية لرغبة سعودية..
قرارات الرئيس هادي بتغيير وكيل محافظة المهرة الشيخ علي سالم الحريزي وقائد شرطة المهرة اللواء احمد قحطان جاءت نتيجة ضغوط سعودية عقابا لموقف الوكيل الحريزي الذي طالب بمغادرة القوات السعودية ووصف وجودها بقوات احتلال ، وكذلك دور مدير شرطة المهرة الذي رفض توجيهات من المحافظ وقائد القوات السعودية بفض الاعتصام بالقوة .
كان أبناء المهرة ينتظرون موقف إيجابي من الرئيس هادي لموقفهم الداعم للشرعية وحفاظهم على السيادة واعتصامهم السلمي الحضاري تحت راية علم الجمهورية اليمنية وشرعية الرئيس هادي .
هادي تنكر لموقف أبناء المهرة ووجه لهم طعنة في الظهر بقراراته التي استهدفت قيادات وطنية لها ثقلها ودورها الإيجابي الداعم للشرعية وحماية السيادة.
قرارات هادي كشفت ان الاتفاق الذي تم بين السلطة المحلية والجانب السعودي ممثلا للتحالف كان عبارة عن "فخ" لانهاء الاعتصام ، وهناك توقعات بعدم تنفيذ الاتفاق بعد تغيير القيادات التي كان لها دور في المطالبة بإنهاء السيطرة على المطار والمنافذ والميناء من قبل قوات سعودية .
القرار شكل صدمة في الشارع المهري وسيفتح الباب امام سيناريوهات مفتوحة أهمها تصاعد التوتر والاحتقان في الشارع المهري الرافض لتواجد قوات من التحالف في المحافظة وسيطرتها على المنشآت وتتصرف كقوات احتلال وهو مادفع بأنباء المهرة لرفض هذا التواجد.
هادي لم يعمل في حسابه احترام الإرادة الشعبية لابناء المهرة ودعم مطالبهم التي سبق ووعد بتنفيذها ، لكن القرارات الأخيرة وتوقيتها تعتبر التفاف على مطالبهم وفرضه وكلاء للمحافظة وقائد شرطة هم اكثر ولاء للرياض من المهرة واليمن .
القرارات تكشف النوايا السيئة للسعودية تجاه المهرة بعدم تسليمها للمطار ورفع قواتها التي تسيطر على المنافذ البرية صرفيت وشحن وميناء نشطون البحري والانسحاب وفقا للاتفاق الذي تم توقيعه مع السلطة المحلية.
قرارات هادي هي استجابة لضغوط سعودية لمعاقبة الأصوات الوطنية التي رفضت التواجد العسكري بدون مبرر وهذا يعني تشجيع السعودية والامارات (الاوصياء على القرار اليمني) لمعاقبة قيادات في محافظات أخرى ترفض انحراف اهداف التحالف وتفتح الباب لاستقطاب قيادات محلية ولائها ليس لليمن كما حدث في المهرة حين فرضت السعودية شخصيات موالية لها واستبعاد القيادات الرافضة للاستقطاب على حساب اليمن.
سبق للرئيس هادي الخضوع امام ضغوط إماراتية وسعودية واصداره قرارات تعيين لقيادات موالية للامارات ورافضة لشرعيته كليا (عيدروس الزبيدي وشلال شائع مثلا ، واستبعاد قيادات حكومية أعلنت موقفها الرافض للعبث الذي يمارسه تحالف السعودية الامارات (عبدالعزيز جباري نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية الذي قدم استقالته بعد تصريحه بأن التحالف سبب بتأخر الحسم نتيجة حسابات خاطئة ووزير الدولة صلاح الصيادي الذي قدم استقالته بعد انتقاده للتحالف وتحديدا الامارات) ، وقيام هادي بإخراج قيادات في الجبهات تلبية لرغبات السعودية والامارات .
انتقاد التحالف ليس جريمة واخطاءه ليست خط احمر ممنوع انتقادها ، الخط الأحمر هو استقلال القرار اليمني الذي يعتبر جزء من السيادة ، التحالف تجاوز الخطوط الحمراء وخرج عن الأهداف التي اعلنها ويعبث بالسيادة والوحدة الوطنية والسيطرة على القرار بعد السيطرة على المنافذ والجزر والموارد.
وجود التحالف لدعم الشرعية ليس فضلا او منحة ، بل مصير مشترك وتكفير عن خطأهم بدعم الحوثي قبل سبتمبر 2014 ، السعودية هي الهدف الأول من وجود مليشيا الحوثي المدعومة من ايران والتهديدات تستهدف كل دول الخليج ، وهذا يعني ان على دول التحالف وخاصة السعودية والامارات التخلي عن الخطاب الانتهازي بأن الدعم الذي يقدم لليمن لاستعادة الشرعية عبارة عن هدية مجانية ، هذا الكلام مرفوض لان المصير مشترك لكافة دول المنطقة التي تهددها ايران.
التوتر الذي حدث في المهرة خلال الفترة الما    ضية سببه الرئيسي هو خضوع الرئيس هادي للضغوط السعودية الإماراتية لاقالة المحافظ السابق محمد عبدالله كدة الذي يحظى بإحترام أبناء المهرة وتعيين راجح كريت الموالي للسعودية والمرفوض شعبيا في المهرة ، وكان لهذا القرار تبعات سلبية أهمها هو قيام باكريت بتمكين قوات التحالف بالسيطرة على المنشآت والمرافق والمنشآت واغلاق المنافذ ما أدى الى الحاق الضرر بأبناء المحافظة.
اقالة وكيل المحافظة الشيخ علي سالم الحريزي وهو الشخصية الأكثر تأثيرا واحتراما عند أبناء المهرة لن يكون حلا لتحقيق التحالف اهدافه الغامضة والمثيرة ومساعيهم لتحويل المهرة ساحة للصراع واستهداف الشقيقة سلطنة عمان ، استبعاد الشيخ الحريزي لن يؤثر على مكانته ولن يثنيه عن مواقفه الرافضة للتواجد العسكري غير المبرر في المهرة .
تكرار خذلان هادي للقيادات الداعمة لشرعيته والتفريط بها نزولا عند رغبة السعودية الامارات اثر سلبا على الأوضاع ، وبسبب هذا الخذلان تم تسليم المتمردين في الجنوب زمام الأمور وبسببهم تحول الجنوب الى بؤرة للصراع نتيجة تنفيذ تلك القيادات توجيهات الامارات تحديدا ، وكان على الرئيس هادي استيعاب الدرس.
محافظة المهرة هي المحافظة الجنوبية الوحيدة الذي لم تنتقل لها الفوضى التي يقف ورائها تحالف السعودية والامارات وكانت محصنة من العبث نتيجة وجود قيادات وطنية تؤمن بالشرعية اليمنية وليس شرعية اللجنة الخاصة والمندوب الاماراتي ، الا ان المفاجأة قيام هادي بإستبعاد تلك القيادات وتعيين قيادات موالية للسعودية وبعضهم يحمل الجنسية السعودية وهذا سيعرض السلم الأهلي في المهرة للخطر ، وهذا ليس كلام انشائي وانما بناء على المؤشرات الأولية والتجارب السابقة للتحالف في المحافظات الجنوبية المحررة والتي تعيش انفلات وفوضى وتفكك وصراعات متعددة.
قرارات هادي المتعلقة بالمهرة وضعت المحافظة على صفيح ساخن وستكون للقرارات ردة فعل بسبب تجاهل هادي للإرادة الشعبية لابناء المحافظة ، تحدي ارادتهم ورفض مطالبهم والالتواء على الاعتصام ونصب الفخ امامهم لن يحقق لتحالف السعودية الامارات الأهداف التي يعملون على تحقيقها ، كانت المهرة بحاجة لنزع فتيل الازمة وليس اشعال النيران فيها .
النتائج الأولية لقرارات هادي هو التنصل من تنفيذ الاتفاق الذي تم بين السلطة المحلية والجانب السعودي ، وهذا يعني بقاء القوات السعودية في المطار والميناء ومنفذ شحن وصرفيت تحت طائلة الاغلاق ، أبناء المهرة لن يقبلوا بوجود عسكري من خارج المحافظة ولن يقبلوا بتحويل المحافظة لمنصة اطلاق لاستهداف الشقيقة سلطنة عمان ، لابد من مراعاة خصوصية محافظة المهرة والروابط التي تربطها بسلطنة عمان الذي تعتبر بالنسبة لهم السند الأول ولايمكن لابناء المهرة ان يتنكروا مواقف السلطنة وتقديم الدعم لهم ، علاقة أبناء المهرة بالسلطنة علاقة ارتباط تاريخي واجتماعي وجغرافي ولايمكن تفكيك هذه الروابط من اجل اشخاص تم فرضهم من الشقيقة الشقية السعودية او الامارات لدوافع سيئة تستهدف استقرار المحافظة والسلطنة معا.
كان الواجب على الرئيس هادي الانتصار للمهرة وابنائها ورفض تعرض السلم الأهلي للمحافظة لاي اخطار تدفع بزيادة التوتر والاحتقان من اجل مخططات مشبوهة تشكل خطر على الامن والاستقرار .
المواقف البطولية الوطنية للشيخ علي سالم الحريزي يجب ان تكون محل تقدير من قبل الرئيس هادي كأقل واجب ورفض أي ضغوط تستهدف مكانته ، مع ان قرار استبعاده لن يؤثر على مكانته ومواقفه وانما يعكس صورة سلبية لباقي القيادات الوطنية الشجاعة التي ترفض انحراف اهداف التحالف ، مثل هذه الشخصيات يجب ان يحفظ مقامها في المجتمع ، واستبعاد الشيخ الحريزي من منصبه لحفظ ماء وجه السعودية بعد مطالبة الحريزي مغادرة القوات السعودية للمهرة ووصفه لها بقوات احتلال لن يؤثر على مواقفه الوطنية ولن يكون سببا بالتوقف عن المطالبة بمغادرة القوات السعودية ، وانه الان حرا من أي التزامات رسمية وستكون مواقفه اكثر جرأة ووضوح .
لماذا يصر الرئيس هادي ان يكون صاحب حقوق حصرية للتفريط بالسلطة والأرض والقرار ، عليه ان يعيد الاعتبار لسلطته ورفض المساومة على انتهاك القرار السيادي .
النتيجة من قرارات هادي الخاصة بمحافظة المهرة انها كشفت الوصاية السعودية على القرار اليمني وهذا ماتسعى له السعودية من زمان ان تكون قيادة اليمن تابع للديوان الملكي بدون أي عوائق..


مشاركة:


تعليقات