حزب الله: هجوم إسرائيل على اليمن إيذان بمرحلة ‏مواجهة خطيرة     السعودية: "ليس لنا علاقة" باستهداف الحديدة في اليمن     رئيس ميناء إيلات الإسرائيلي: مضطرون لتسريح 50 بالمئة من العمال     الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية عسكرية "نوعية" في إيلات ردا على الغارات الإسرائيلية     ارتفاع ضحايا غارات الاحتلال الإسرائيلي على الحديدة إلى 6 شهداء و3 مفقودين و83 جريحا     لجنة مؤتمر سقطرى الوطني تدين اختطاف الشيخ "القحطاني" وتتهم المحافظ والانتقالي بتفجير الأوضاع في الأرخبيل     اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا ونسبة المشاركة قياسية     مليشيا الانتقالي تختطف رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني     السلطة المحلية بالمهرة تؤكد حرصها على تسهيل سفر أبناء سقطرى عبر الطيران     شرطة مأرب تعلن ضبط متهمين في قضية مواد مخدرة     غزة.. استشهاد الصحفي "أبو شريعة" بقصف إسرائيلي وارتفاع الحصيلة إلى 153 منذ بدء الحرب     جماعة الحوثي تشكر الكويت على دعمها الخطوط الجوية اليمنية بثلاث طائرات     الفاو: ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحكومة المعترف بها     تحذير أمريكي من استخدام "الحوثي" لنفوذه الجديد حتى بعد انتهاء حرب غزة     الهجرة الدولية تعلن نزوح نحو 260 يمني خلال الأسبوع الفائت    

مصطفى ناجي الجبزي

الوطن المنكوب بالخفة

[ الخميس, 24 مايو, 2018 ]
(40) عربة هو عدد عربات الإنقاذ التابعة للدفاع المدني اليمني لبلد فيها قرابة (30) مليون مواطن.

قبل أعوام كثيرة اندلع انفجار في مخازن الأسلحة في المناطق المجاورة لنقم في العاصمة صنعاء واستمرت الانفجارات حتى صبيحة الْيَوْم التالي. كان ذلك قبل الانقلاب وقبل الحرب وقبل ثورة (2011).

كان الجبل يغص بالاسلحة بينما كانت عربات الإنقاذ فارغة حتى من الماء لإطفاء الحرائق التي تشب في الاسواق التجارية او مساكن الفقراء والمهمشين.

غادر علي عبد الله صالح جزئيا الحكم والبلد الذي حكمه كان قد اشتري في عشر سنوات سلاح ب (12) مليار دولار الا انه لا يملك طائرة إنقاذ واحدة. 

في قلب العاصمة شب حريق هائل في حي الحصبة والتهم برج مبنى اليمنية الأنيق حتى توقف الحريق بعد ان تعب من تلقاء نفسه اذ لا وجود لطائرة إطفاء.

وبعدها بأعوام انفجر بركان جبل الطير في البحر الأحمر واحترق الجنود بسبب الحمم ودخان البركان ونجا جندي غامر وقفز الى البحر وواصل العوم ليوم كامل حتى أنقذته سفينة كندية ووجدته وقد نهشت منه الأسماك لحما حيّا. 

يومها تفقد صالح البركان عبر طائرة مروحية لا تقلع ليلاً ونقل التلفاز صورا له مبتسما مشدوها كطفل يدخل السيرك لأول مرة.

منذ كارثة زلزال ذمار وحتى كارثة إعصار سقطرى وهذا البلد منكوب بسوء إدارة وخفة مسؤولية لا يمكن قياسها. 

قبل سنوات ايضا تعرضت حضرموت لكارثة سيول جارفة واحتشدت الحكومة تتسول العون وانتهى الامر بفضيحة فساد على اكبر مستويات السلطة في عهد صالح بسبب التلاعب بالمساعدات. 

بالمناسبة التعويضات المقررة منذ ذلك الحين لم تصل بعد الى المستحقين.

كنت أعيش قبل سنة العاشرة في قريتي القريبة من عدن وكان يصل إلينا بث تلفزيون عدن. اتذكر قبل الوحدة ان كارثة سيول اجتاحت محافظات عدة في جنوب اليمن وكانت المياة الجارفة تجري على شاشة التلفاز تحمل الخفيف والثقيل بينما يقف المسؤولون في زياراتهم البلهاء يتفقدون الارض المنكوبة بملابس ونظارات أنيقة. 

لا شيء غير التفقد والتوجيهات ثم تأتي كارثة بعد اخرى تجرف معها خير الناس وتراب ارضهم وحياتهم. وحده البحر يتسع لكل شيء. ومثله جيوب مسؤولينا واحيانا صناديق المنظمات.

لم يمهل الإعصار المزايدات السياسة حول سقطرى وافتضح الجميع. المنقذ والأخ الحنون والغيور السيادي. وظهرت ضحالة السجالات السياسية التي لا تفرق بين الشأن السيادي وبين مواجهة الكوارث. وكأن الاعصار مناسبة لتسليم الارض او لموت سكانها تحت الحاجة. في الكوارث وفِي الحروب هناك سقف للتدخل لا يمس سلامة الاوطان ولا كرامة الناس.

من صفحة الكاتب على "فيس بوك"


مشاركة:


تعليقات