أحمد الزرقه
تعز تلفظ القتله
[ الاربعاء, 26 أغسطس, 2015 ]
تقتل المليشيا تعز وتدمرها وتوغل في جرائمها بحق المدنيين يسقط المدنيين بالعشرات والمئات والآلاف تستخدم الدبابات والمدافع وصواريخ الكاتيوشيا لقصف الأحياء السكنية ومنازل المواطني
منذ أكثر من ستة أشهر والمدينة تتعرض لمجازر وحشية ولايلتفت أحد لاوجاع سكانها وعذاباتهم. منذ قرر القاتل الانتقام من تعز لم تسكت فيها لحظة واحدة آلة القتل والتدمير عن اغتيال كل مظاهر الحياة فيها.
في كل حارة وشارع وربما بيت سقط شهيد وجريح وسالت دماء الأطفال والنساء على الطرقات.
لن تركع مدينة عرفت الثورة وطرقت باب الحرية حتى لو جاؤوا بجميع قتلة العالم ليحاولوا اركاعها من جديد.
تعز ليست مجرد مدينة بل هي كل اليمن فقد نبتت في كل مدن البلاد وكانت دوما مدينة للتعايش بين كل اليمنيين ودوما كانت تشعل فتيل الحرية حين ينطفئ فتيلها بفعل القهر والاستبداد.
يعاقب القتلة اليوم تعز لانها كانت بداية لحلم الخلاص من ديكتاتور المركز المقدس ولأنها هي من خلعته عن عرشه المزيف. سيذهب القتلة وتبقى تعز التي انتصرت لوحدها ونالت حريتها بدماء شهداءها لن تعود تعز واليمن خلفها لحظيرة المخلوع ولوصاية أصحاب الكهوف.
لم يكن العنف خيار تعز في يوم ما ابدا فهي كانت ومازالت تلفظ العنف وتتمنطق بالسلمية وتقاوم وتدافع عن نفسها إزاء همجية العصر.
ستظل دماء الأبرياء في تعز لعنة تلاحق كل القتلة والصامتين ومن لم يرفضوا قتل سكانها بدون ذنب اقترفوه.
كل تعز تلفظ القتلة ولامكان لهم فيها طال الوقت أم قصر ويدرك القاتل أن خروجه من تعز يعني بداية النهاية وأول مسمار يدق في نعشه المحمول إلى مزبلة التاريخ
مشاركة: