حزب الله: هجوم إسرائيل على اليمن إيذان بمرحلة ‏مواجهة خطيرة     السعودية: "ليس لنا علاقة" باستهداف الحديدة في اليمن     رئيس ميناء إيلات الإسرائيلي: مضطرون لتسريح 50 بالمئة من العمال     الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية عسكرية "نوعية" في إيلات ردا على الغارات الإسرائيلية     ارتفاع ضحايا غارات الاحتلال الإسرائيلي على الحديدة إلى 6 شهداء و3 مفقودين و83 جريحا     لجنة مؤتمر سقطرى الوطني تدين اختطاف الشيخ "القحطاني" وتتهم المحافظ والانتقالي بتفجير الأوضاع في الأرخبيل     اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا ونسبة المشاركة قياسية     مليشيا الانتقالي تختطف رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني     السلطة المحلية بالمهرة تؤكد حرصها على تسهيل سفر أبناء سقطرى عبر الطيران     شرطة مأرب تعلن ضبط متهمين في قضية مواد مخدرة     غزة.. استشهاد الصحفي "أبو شريعة" بقصف إسرائيلي وارتفاع الحصيلة إلى 153 منذ بدء الحرب     جماعة الحوثي تشكر الكويت على دعمها الخطوط الجوية اليمنية بثلاث طائرات     الفاو: ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحكومة المعترف بها     تحذير أمريكي من استخدام "الحوثي" لنفوذه الجديد حتى بعد انتهاء حرب غزة     الهجرة الدولية تعلن نزوح نحو 260 يمني خلال الأسبوع الفائت    

عادل الشجاع

هل انتهى عقد مجلس القيادة الرئاسي مع السعودية والإمارات؟

[ الاربعاء, 10 مايو, 2023 ]
في شهر أبريل من عام ٢٠٢٢، أقدمت المملكة العربية السعودية والإمارات على تشكيل مجلس المماتعة والمقاولة ، أسمته مجلس القيادة الرئاسي وزعمت أن مهمته تحقيق السلام في اليمن سلما أو حربا ، قلنا حينها إن هذا المجلس غير شرعي ، وأن السعودية تتخذ من الشرعية كدكان تجاري تستثمر فيها مصالحها الهدامة المدمرة لليمن ، ولعلي أذكركم اليوم بالتسمية التي أطلقتها على التحالف الذي قادته في ٢٠١٥، لمواجهة إيران في اليمن وإنهاء إنقلاب الحوثي ، فقد أطلقت عليه ، تحالف " دعم الشرعية "، فأين هي هذه الشرعية اليوم وأين هو الدعم  ؟

أردت أن أذكر بأن السعودية والإمارات صنعتا شرعية ، الانتماء إليها أشبه ما يكون بعقد عمل معهما ، ينتهي العمل به بمجرد انتهاء المنفعة أو الوظيفة ، لذلك أنهت عقود الميسري والجبواني وجباري ومن بعدهم بن عديو والمقدشي ومن بعدهم علي محسن وهادي ، وصعدت ثمان موميات أسمتها مجلس القيادة الرئاسي لتمارس بهم ما يجري اليوم في عدن من تمزيق للنسيج الاجتماعي والإصرار على زرع مزيد من الأحقاد والكراهية بين أفراد المجتمع الواحد .

كل الحيثيات المتوفرة الآن صارت ظاهرة للعيان تؤكد أن السعودية تعمل على تدمير اليمن وتخريبها جغرافيا وسياسيا بطريقة نجسة ، على الأقل الإمارات واضحة في سلوكها العدائي لليمن واليمنيين ، لكن السعودية مازالت تصر بأن مشروعها التخريبي هو من أجل اليمن ومصلحة اليمنيين ، فلست أدري ماذا نسمي ظهور بعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في قيادة المجلس الانتقالي الذي يدعو إلى الانفصال ، ولا ماذا نسمي سكوت بقية أعضاء المجلس على ما يمارسه الانتقالي ؟

فليس هدفي هنا إحصاء ما يثبت بهتان السعودية في زعمها دعمها للشرعية ، فالأمر صار واضحا كالشمس ، فهي تدعم المليشيات التي تدمر وطنها وتمزق نسيج مجتمعها ، فهي تدرك أن الانفصال غير ممكن ، لذلك لجأت إلى استخدام الشرعية في خدمة المشروع الانفصالي ، مستفيدة من نظام الكفيل في السعودية الذي لا يسمح للأجنبي بالتملك أو مزاولة نشاط إلا من خلال سعودي ، فلجأت إلى تسهيل مزاولة الانفصاليين لمشروعهم من خلال الشرعية ، وهذا ما لمسناه من عيدروس الزبيدي وانضمام البحسني والمحرمي وآخرون إليه .

وللإنصاف ، لا السعودية ولا الإمارات تتحمل ذلك ، من يتحمله هو الرخاص من اليمنيين الذين أباحوا أنفسهم ووطنهم للسعودية والإمارات ، فهل هناك سعودي أو إماراتي يقبل على وطنه ما قبلته هذه الحثالة ممن يطلقون على أنفسهم يمنيين ، وكيف ستتصرف السعودية أو الإمارات في حالة ما إذا ظهرت جماعة تنادي بانفصال جزء من السعودية أو الإمارات ، هل ستتعامل معهم مثلما تتعامل مع هذه الحثالة التي تستكثر على شعبها وحدته الاجتماعية والسياسية ؟

والأدهى من ذلك ، أن النخب السياسية اليمنية أظهرت أنها نخب مريضة مهوسة بزينة الحياة الدنيا " المال والبنون " ، سايرت الوضع وتملكت مواقع السلطة والغنيمة ، مارست هذه النخب الجبن بأرفع درجاته ، تتحدث عن الوطن والوطنية وتزعم أنها رافضة لسلوك الإمامة والاستعمار ، لكنها إما مبررة لهذا التدمير ، أو أنها ترفض التكتل لمواجهة ذلك ، فهي تتعامل مع الوضع مثل تاجر أوشك على فقدان موقعه التجاري ، تمارس الصمت لعلها تحظى بالعودة إلى السلطة مرة أخرى ، أو خوفا على ممتلكاتها التي جنتها بطرق غير مشروعة ، أو أنها مورطة بأخذ أموال من جهات أخرى ، باسم الوطن والمشروع الوطني .

الجميع يتساءل ، أين أراجوزات الأحزاب المستهلكة وما هو رأيها في كل ما يجري ؟ إن الصمت على ما يجري في عدن من انقلاب على الشرعية ، باسم الشرعية هو ازدراء للدم وتعبئة للحقد والكراهية وتجسيد للخيانة في مقابل الوطنية ، وهو استدراج لإطالة أمد الحرب وفاتورة تسدد لحساب أطراف إقليمية تتلهى بالدم اليمني ، ومالم تتحرك النخب السياسية التي تزعم أنها مع الشعب الآن ، فلا حاجة للشعب بها بعد اليوم ، فالشعب اليمني يدرك أن يوم الحساب قادم ، وهو لن يتنازل عن وطنه ، ولن يقبل بعودة الإمامة أو الاستعمار .


مشاركة:


تعليقات

المزيد.. لـ عادل الشجاع