عبدالله عوبل
لا ترهن أحلامك
[ الاربعاء, 22 يونيو, 2022 ]
لا ترهن أحلامك عند بائعي الاوهام، اسواقهم جانحة عند الشواطئ تموج بالعروض، ثمة رعونة طافحة، تمتص هلام الروح للعابرين الى ضفاف العشق. واسمع يا صاحبي؛ ان لم تتسع الارض وصدور المسافرين إلى فضاء المدينة، ان لم ابصر الأضواء الملونة في الأفق القريب، فإنني سأحلق في فضاءات رسمتها منذ الصغر، في كراسة صغيرة، وهي ترافق أمنياتي في كل فصل من فصول العمر، لا احد ينافس هنا غير النجوم وهي تمضي في مساراتها، احيل راسي مركبة فضائية، وأبحر في السماء الصافية، لا خوف ولا جوع، سأخذ معي مئات الصور للنازحين ذوي الأسمال المتهدجة والوجوه الناظرة الى السماء تناحي الله، تبحث عن ظل وماء، تتشابك أيديهم في يد الله، تلك رؤيا، ورؤيا المظلومين لا تخيب.
مئات الصور للأطفال الحفاة، المتحلقين حول قرص الخبز، تكويهم حرارة الجمر والشمس، وخيمة في العراء، وعواء الذئاب الجائعة تخترق جدار الليل.
سأحلق، وبرفقتي صورة أنتم شاركتم في كرنفال عرضها، واعترف ان الصورة تربطني بحبال قوية الى القعر الذي هاجت هواجسه، فأصبح فيضا من مهرجان الكلام، في سوق عكاظ، وهنا فقط، في سوق عكاظ لكل حرف ثمن، هذا ما قيل لنا. لكن لم يقل لنا أحد ان الحروف المرصعة بالصدق والجمال تهيج وترعد وتزبد ثم تتهيأ للتحليق في فضاءات ليست آسنة، لكنها تتزود برؤية الزمن والحياة، انها ترفعك بحبال الىٌ الأعلى، تصنع ربيعا وأزهارا وسنابل.
لا يمزح الحرف الغاضب من سجوف الليل، وشتاء يمزق الأقدام الحافية، ليس البكاء على خارطة الورق ترفا، الكلمة يا صاحبي عندما تصبح قصيدة تتحول إلى مليون قصيدة، والآلاف السكاكين.
سأسافر متأبطا أحلامي، ستأخذني فوق جناحيها، وسط النجوم، وليست النجوم بمنآي عن ارض الأحلام، تذكر النجوم وحدها ترشد المواسم وتحمل للأرض بشارات المطر..
1/5/2017عدن، اعاد نشره 22 يونيو 2022
مشاركة: