ابتسام آل سعد
جار اليمن هو خصمه والحكم!
[ الأحد, 21 يونيو, 2020 ]
أنا لا أعلم لم يقف الجميع وأعني عربا وغربا ومجتمعا دوليا موقف المتفرج والمشاهد الأبله أمام ما يجري في اليمن ، وأمام التداعيات الخطيرة التي تحدث فيه رغم أن الضحية فيه هو الشعب اليمني وحده للأسف ، فرغم الأحداث المؤلمة التي وصل لها هذا البلد العربي الذي لم يهنأ يوما باستقرار أو أمان ، إلا أن العالم بأسره يرى تلك الأوضاع بتبلد غريب وتواطؤ أغرب ، وكأن ما يحدث في اليمن هو أمر يجب أن يحدث فيه لتحقيق مصالح مرتبطة بأكثر من جبهة وأكثر من جهة ! ، فقد استجدت مآسي هذه الدولة التي تعد البوابة الجنوبية للجزيرة العربية والتي من المصلحة أن تظل آمنة ، وتطورت فيها المشاكل منذ أن نزل الحوثيون من برجهم العاجي في جبال صعدة التي ظلوا فيها سنين يناوشون من بعيد ، فبدأوا في افتعال المشاكل مع أهالي صعدة وما حولها من القرى ، حتى قويت شوكتهم وزادت قوتهم فتسللوا إلى صنعاء العاصمة الرئيسية لحكم الخائن هادي ، وليبدأوا سيطرتهم الكاملة عليها حتى وصلوا عدن العاصمة الاقتصادية في الجنوب ، ليتراجعوا لاحقا ويكتفوا بالجانب الشمالي من اليمن ويفرضوا سيطرتهم الكاملة عليه وتتعالى أصوات اليمن بعدها في نحيب متواصل ، لا سيما بعد تحالف السعودية والإمارات بمشاركة من قوات عربية وإسلامية في حملة سميت بعاصفة الحزم والعزم في 15 مارس 2015 ، كان المقصد منها كما قيل هي إعادة هادي المحبوس في الرياض مع حزم من القات الأثيوبي الفاخر إلى سدة الحكم للقصر الجمهوري في صنعاء ، لكن الواقع يقول بأن هذه العاصفة أصبحت عاصفة هزم وهدم ، بعد أن تحول مسارها أو لنقل بعد أن اتضح مسارها في احتلال اليمن وسرقة مقدراته وثروته والتحكم بموانئه وتقسيمه ، وما عجز عن تنفيذه هذا التحالف الآثم فأيدي الخونة في المجلس الانتقالي الجنوبي قادرة على تحقيقه بصورة سلمية أو دموية لا يهم ، وإن كان الحوثيون قد استلموا زمام الشمال بعاصمته ومدنه ومحافظاته الرئيسية ، فإن السعودية والإمارات تتناصفان حكم العاصمة عدن ومناطق الجنوب وموانئه ومنافذه ، وتمتد أيادي الغدر اليوم لجزيرة سقطرى التاريخية التي لُطخت بنجاسة هذا المجلس الخائن المدعوم من الإمارات والتي تلقى هي الأخرى دعما ومباركة من السعودية ، التي قالت يوما لهادي المخبول أنك ستعود رئيسا لليمن ، فبات اليوم مثل الدجاجة التي لم تحظ لحظة بصوت اليمامة ولا مشية الحمامة ، فترك بلاده للسعوديين ليعبثوا بها ويقتلوا شعبها بغاراتهم العشوائية ، بينما سرحت الإمارات ومرحت في عدن فأنشأت سجونها السرية التي اعتقلت وقتلت وأخفت فيها مئات اليمنيين من الرافضين لوجودها في بلادهم ، واغتالت الأئمة الذين كانوا يصدحون بمواقفهم الوطنية والدينية من على المنابر ، واستولت على موانئ الجنوب ومنافذه البحرية المهمة ، وتحصلت على موارده الغنية بينما تلاعبت بعقول آلاف من الشباب اليمني وضمته لها ، وسارعت إلى دعم مجلس انتقالي جنوبي يسكن رؤساؤه في العاصمة الإماراتية أبوظبي وتدعمه بدراهمها التي أغوت بها الكثيرين هناك ، وتحركه بأصابعها المجرمة اليوم في سقطرى التي سرقت هي الأخرى تاريخها ونسبته لها ، ليعلن هذا المجلس الخائن إدارة ذاتية على أرخبيل سقطرى المحتلة ، ورغم الشكوى التي قدمها هادي للحكومة السعودية بإيقاف الإمارات عن دعم المجلس وتحركاتها المشبوهة في عدن وسقطرى ، إلا أن الملك سلمان وابنه لم يعطيا أهمية تذكر لهذه الشكوى ولم يردا عليها فعليا ، في المقابل ناشد مجلس سقطرى الشرعي العالم الدولي بوقف الاعتداءات الإماراتية بيد المجلس الانتقالي الجنوبي لكن لم يكن هناك من مجيب لهم ، في مشهد أقل ما يقال عنه أن العالم بأسره بات متواطئا لا يمكن أن تصدق شعاراته الدولية أو حميته العربية التي كان يجب أن تُستفز حين يستنجد بلد عربي بأشقائه لإنقاذه ، لكن ماذا نقول إن كان الجار هو من اعتدى وهو من له المشتكى ؟! .
مشاركة: