حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     

ياسر المهلل

سقطرى اليمنية… محطة صراع جديدة بين ارادات الحلفاء

[ الاربعاء, 13 مايو, 2020 ]

تتسعُ مؤشراتُ الصراعِ العسكريِّ المرتَقب بينَ أذرعِ التحالف السعودي الاماراتي وادواته جنوب اليمن، ساحتُها هذه المـرّةُ أرخبيل سقطرى، بما تمثّلُه من نطاقٍ جغرافيٍّ استراتيجيّ، حوّلَها الى حلبةِ احترابٍ تُعدُّ الأطرافُ المتصارعةُ عدتَها، فيما تهيئُ دولُ العدوانِ ظروفَ ومساراتِ حربِ الوكلاء، لفصلِ الجزيرةِ عن جسدِ الدولةِ الواحدة، واستكمالِ مشاريعِ التقسيمِ التي تلبّي أطماعَ دولِ التحالف وتحقّقُ غاياتِه.

وتحاول أدوات أبو ظبي استنساخَ نموذجِ سيطرتِهم العسكريةِ والأمنيةِ على مدينةِ عدن خلال الفترة الماضية، اذ بدا طريقُها سالكًا بغطاءِ الحلولِ الوسط التي تخرجُ في كلِّ مرّةٍ للفصلِ بين تبايناتِ الحليفَين الاماراتيِّ والسعوديِّ، تخلصُ الى تقاسمِ ما تحتلّهُ من ارضٍ ومؤسّسات، وتؤسّسُ من موقعِها المتحكِّمِ بمشهدِ الاحداثِ جنوبًا ملامحَ صراعٍ طويلٍ الأمد لا يتوقّفُ عند سيطرةِ طرفٍ او خسارةِ آخر.

المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا وبعد سيطرتِه الخاطفةِ على معسكرِ اللواءِ الأوّل مشاه بحري، يسيرُ باتجاهِ احكامِ سيطرتِه على مدينةِ حديبو العاصمةِ الإداريةِ لأرخبيل سقطرى، وعزّزَ قوّاتِه بعتادٍ عسكريٍّ ومئاتِ العناصرِ استقدمهم من الضالعِ وأبين تحديدا وتم نقلهم بواسطة زوارقُ ومراكبُ إماراتيّةٌ عبرَ البحرِ الى منطقةِ الضليعة القريبةِ من المطار، قبل توزيعهم داخلِ المعسكر.

في الجهة المقابلة تبدو خياراتُ حكومة هادي التي تخضع سياساتها رهنا للإرادة السعودية، ضيّقةً خصوصًا مع ابداءِ الرياض تهاونًا مع تحركاتِ قوّاتِ الانتقاليِّ الراميةِ الى انتزاعِ السيطرةِ على الجزيرة، لاسيَّما وانَّ مصادرَ محليّةً في الجزيرةِ اكّدت انَّ القواتِ السعوديةَ المكلّفةَ بتأمينِ الطرق الواصلة الى مركز مدينة حديبو عاصمة المحافظة، قامت بسحب قواتها من كل نقاط الانتشار، فيما بدأت وسائلُ اعلامٍ مناصرةٌ لما يُسمى بالشرعيةِ التلويحَ بحتميّةِ طردِ قوّاتِ هادي واحلالِ الاحزمةِ الأمنيةِ المدعومةِ اماراتيًّا مكانَها.

سقطرى صمدت طويلا امام محاولات ضمها الى دائرة النار التي يشعلها تحالف العدوان في البلاد، وبقت بعيدة عن اية مواجهات عسكرية حقيقية وان عانت طويلا من صراع النفوذ السياسي بين الأطراف المحتربة على حلبة التقاسم وبسط النفوذ، اذ أبدت أبو ظبي رغبة مبكرة في الاستحواذ على الجزيرة ضمن اطماعها الواسعة في احتلال مدن الساحل اليمني في كلا من البحر الأحمر والبحر العربي، واشرافها على خطوط الملاحة الأكثر أهمية بين القارات، فعملت منذ سنوات الحرب الأولى على شراء النفوذ الاجتماعية والولاءات وكسب الشارع السقطري لتأييد أي عمليات فصل للجزيرة عن امتدادها السيادي والجغرافي في الجمهورية اليمنية.

وليس خافيا ايضا ان هذه المسارات العملية التي تنتهجها دول التحالف، تنطوي أيضا على محاولات فرض غايات المشروع الأمريكي في المنطقة، حيث أدى تنامي المخاوف الناجمة عن تحرر القرار اليمني من قيود الوصاية الخارجية، الى تشكيل تحالفات عسكرية من دول وحكومات لمنع تحويله الى بلد يدور بدولته وشعبه حيث دارت مشاريع وتوجهات مقاومة الهيمنة والاستكبار في منطقتنا العربية والإسلامية.

والاهم في صورة الاحداث الأخيرة التي تشهدها الجزيرة الفريدة بما تحويه من جمال وطبيعة، فإنه يكشف بطلان العناوين التي استحضرتها دول التحالف لشرعنه جرائم عملياتها العسكرية وفرضها للحصار على الشعب اليمني، ومُنحت بذلك غطاءا دوليا ظاهره اعترافا بالمؤسسات الشرعية واستعادة مؤسساتها كما تزعم المنظمة الدولية، يخفي وراءه حقيقة أطماع المعسكر الأمريكي في بلد مهم كاليمن.



مشاركة:


تعليقات

المزيد.. لـ ياسر المهلل