السلطة المحلية بالحديدة تشكل خلية لمجابهة "سوء التغذية"     مرصد حقوقي: بتر قدم مزارع نتيجة انفجار جسم حربي جنوب الحديدة     أسطول روسي يعلن عبور عدة سفن حربية تابعة له مضيق باب المندب     بالصور.. وكالة تكشف تفاصيل جديدة عن بناء الإمارات مهبط طائرات في سقطرى     هولندا تنشر فرقاطة لحماية الملاحة في البحر الأحمر من الهجمات الحوثية     واشنطن تعلن تدمير أربع مُسيّرات حوثية كانت تستهدف إحدى سفنها الحربية في البحر الأحمر     موسكو تبحث مع غروندبرغ سبل حل أزمة اليمن والتصعيد في البحر الأحمر     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وضباب أو شبورة مائي     صحة غزة تعلن ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 32 ألفا و490 منذ أكتوبر     الخدمة المدنية بعدن تعلن موعد بدء وانتهاء إجازة عيد الفطر     الطيران الأمريكي البريطاني ينفذ غارة على صعدة     سيول الأمطار تقطع الخط الرابط بين حضرموت وعدن في شبوة     شركة بحرية تتحدث عن توقف رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى مطلع 2025     أمهات المختطفين تطالب الحوثيون بالإفراج عن أبنائهن     غزة.. المقاومة تقنص جنديا وتستهدف تجمعات الاحتلال بمحيط مجمع الشفاء    

ياسر المهلل

سقطرى اليمنية… محطة صراع جديدة بين ارادات الحلفاء

[ الاربعاء, 13 مايو, 2020 ]

تتسعُ مؤشراتُ الصراعِ العسكريِّ المرتَقب بينَ أذرعِ التحالف السعودي الاماراتي وادواته جنوب اليمن، ساحتُها هذه المـرّةُ أرخبيل سقطرى، بما تمثّلُه من نطاقٍ جغرافيٍّ استراتيجيّ، حوّلَها الى حلبةِ احترابٍ تُعدُّ الأطرافُ المتصارعةُ عدتَها، فيما تهيئُ دولُ العدوانِ ظروفَ ومساراتِ حربِ الوكلاء، لفصلِ الجزيرةِ عن جسدِ الدولةِ الواحدة، واستكمالِ مشاريعِ التقسيمِ التي تلبّي أطماعَ دولِ التحالف وتحقّقُ غاياتِه.

وتحاول أدوات أبو ظبي استنساخَ نموذجِ سيطرتِهم العسكريةِ والأمنيةِ على مدينةِ عدن خلال الفترة الماضية، اذ بدا طريقُها سالكًا بغطاءِ الحلولِ الوسط التي تخرجُ في كلِّ مرّةٍ للفصلِ بين تبايناتِ الحليفَين الاماراتيِّ والسعوديِّ، تخلصُ الى تقاسمِ ما تحتلّهُ من ارضٍ ومؤسّسات، وتؤسّسُ من موقعِها المتحكِّمِ بمشهدِ الاحداثِ جنوبًا ملامحَ صراعٍ طويلٍ الأمد لا يتوقّفُ عند سيطرةِ طرفٍ او خسارةِ آخر.

المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا وبعد سيطرتِه الخاطفةِ على معسكرِ اللواءِ الأوّل مشاه بحري، يسيرُ باتجاهِ احكامِ سيطرتِه على مدينةِ حديبو العاصمةِ الإداريةِ لأرخبيل سقطرى، وعزّزَ قوّاتِه بعتادٍ عسكريٍّ ومئاتِ العناصرِ استقدمهم من الضالعِ وأبين تحديدا وتم نقلهم بواسطة زوارقُ ومراكبُ إماراتيّةٌ عبرَ البحرِ الى منطقةِ الضليعة القريبةِ من المطار، قبل توزيعهم داخلِ المعسكر.

في الجهة المقابلة تبدو خياراتُ حكومة هادي التي تخضع سياساتها رهنا للإرادة السعودية، ضيّقةً خصوصًا مع ابداءِ الرياض تهاونًا مع تحركاتِ قوّاتِ الانتقاليِّ الراميةِ الى انتزاعِ السيطرةِ على الجزيرة، لاسيَّما وانَّ مصادرَ محليّةً في الجزيرةِ اكّدت انَّ القواتِ السعوديةَ المكلّفةَ بتأمينِ الطرق الواصلة الى مركز مدينة حديبو عاصمة المحافظة، قامت بسحب قواتها من كل نقاط الانتشار، فيما بدأت وسائلُ اعلامٍ مناصرةٌ لما يُسمى بالشرعيةِ التلويحَ بحتميّةِ طردِ قوّاتِ هادي واحلالِ الاحزمةِ الأمنيةِ المدعومةِ اماراتيًّا مكانَها.

سقطرى صمدت طويلا امام محاولات ضمها الى دائرة النار التي يشعلها تحالف العدوان في البلاد، وبقت بعيدة عن اية مواجهات عسكرية حقيقية وان عانت طويلا من صراع النفوذ السياسي بين الأطراف المحتربة على حلبة التقاسم وبسط النفوذ، اذ أبدت أبو ظبي رغبة مبكرة في الاستحواذ على الجزيرة ضمن اطماعها الواسعة في احتلال مدن الساحل اليمني في كلا من البحر الأحمر والبحر العربي، واشرافها على خطوط الملاحة الأكثر أهمية بين القارات، فعملت منذ سنوات الحرب الأولى على شراء النفوذ الاجتماعية والولاءات وكسب الشارع السقطري لتأييد أي عمليات فصل للجزيرة عن امتدادها السيادي والجغرافي في الجمهورية اليمنية.

وليس خافيا ايضا ان هذه المسارات العملية التي تنتهجها دول التحالف، تنطوي أيضا على محاولات فرض غايات المشروع الأمريكي في المنطقة، حيث أدى تنامي المخاوف الناجمة عن تحرر القرار اليمني من قيود الوصاية الخارجية، الى تشكيل تحالفات عسكرية من دول وحكومات لمنع تحويله الى بلد يدور بدولته وشعبه حيث دارت مشاريع وتوجهات مقاومة الهيمنة والاستكبار في منطقتنا العربية والإسلامية.

والاهم في صورة الاحداث الأخيرة التي تشهدها الجزيرة الفريدة بما تحويه من جمال وطبيعة، فإنه يكشف بطلان العناوين التي استحضرتها دول التحالف لشرعنه جرائم عملياتها العسكرية وفرضها للحصار على الشعب اليمني، ومُنحت بذلك غطاءا دوليا ظاهره اعترافا بالمؤسسات الشرعية واستعادة مؤسساتها كما تزعم المنظمة الدولية، يخفي وراءه حقيقة أطماع المعسكر الأمريكي في بلد مهم كاليمن.



مشاركة:


تعليقات

المزيد.. لـ ياسر المهلل