حسن عبدالوارث
المشهد الثقافي اليمني
[ الجمعة, 23 مارس, 2018 ]
أتّخذ الانكليز شكسبير رمزاً لهم .. وأتّخذ الفرنسيون فولتير .. والطليان دانتي .. والألمان جوته .. والأسبان لوركا .. والروس بوشكين .. والهنود طاغور .. ويكاد الأمريكان يتفقون على والت ويتمان ..
وأحتار العرب - كعادتهم - في رمزهم .. حتى المتنبي قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر !
ثم أنهم حين راحوا يخوضون في المرموز الدلالي لهم ، لم ينتبهوا الى رمز فكري أو أدبي أو لغوي أوعلمي أو تعليمي أو تنويري - كما هو ديدن كل الشعوب المحترمة - بل تشتّتوا في المواضع التي يستوطنها أهل الحرب والحكم والجبروت !
لم يحترم العرب مفكريهم وعقولهم ، فلم تحترمهم البتة حكوماتهم، ولم يرفعوا من شأن أقلامهم ، فارتفعت فوق رؤوسهم " جزماتهم " !
وحال اليمنيين كسواهم من العرب بالطبع ، بل قل أسوأ ...
وهذا ما نلقاه في المشهد الثقافي اليمني ، حيث لم يسلم عبدالعزيز المقالح - حتى هذه اللحظة - من جنابي التكفير وسواطير التخوين .. وفي هذه الجريمة يتورط لدينا الجاهل والمثقف ، الأُمّي والمتعلم ، على السواء .
ومن قبل ، ومن بعد ، وبالموازاة : لم يسلم محمد عبدالولي وزيد مطيع وعبدالله البردوني وعبدالله باذيب وعبدالباري طاهر وعبدالكريم الرازحي ورؤوفة حسن وأروى عثمان وعلي المقري وسعيد الجناحي وحمود العودي ، وغيرهم كُثر ..
وقد بات مؤكداً أنه حيث يسود الارهاب ويستشري التخوين والتكفير ، تذبل زهرة الابداع وتخمد جذوة التفكير .
والطامة الكبرى أن الجَهَلة يجهلون جهلهم ، والقَتَلة يحمدون جُرْمَهم .. حتى بات القبر على ضيقه يتّسع لنا ، والوطن على اتساعه يضيق بنا !
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
مشاركة: