ياسين التميمي
الإمارات تغذي تمرداً أمنياً في سقطرى
[ الجمعة, 04 أكتوبر, 2019 ]
الأنباء الواردة من أرخبيل سقطرى تشير إلى أن اللاعب الخطير في هذا الأرخبيل وأعني به الإمارات مصمم على المضي قدماً في إثارة الفوضى بهدف تمرير ما يعتقد أنه وسيلته الأنجع للسيطرة على هذا الأرخبيل تأسيساً على الدور الذي تؤديه الأدوات المحلية خصوصاً الخشنة منها وهي محدودة التأثير حتى الآن.
فقد أعلن مدير أمن المحافظة المقال العقيد أحمد علي الرجدهي فور تلقيه نبأ إقالته الانضمام إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، وحرض قادة ومنتسبي الشرطة في المحافظة على التحكم بالمرافق الأمنية وقام برفع العلم الانفصالي فوق المركز الرئيس للأمن في الأرخبيل، على نحو يكشف جدية المخطط الذي دعمته وتدعمه الإمارات من أجل تأسيس سلطة أمنية موازية خارج الشرعية.
وطبقاً لما نشرته مواقع إخبارية فقد عبرت الوحدات الأمنية في ارخبيل سقطرى والتي تضم القوات الخاصة، وشرطة السير، وقوات النجدة، ومركز الشامل حديبو، و قلنسيه، ونوجد، وقريه، عن رفضها التام لقرار تعيين مدير أمن جديد للأرخبيل، دون أن يتم التأكد من مدى تبعية هذه الوحدات لقائد الشرطة المتمرد.
لأنه في حال تمت الاستجابة لدعوة التمرد التي أطلق مدير أمن سقطرى المقال، فإن من شأن ذلك أن يفضي إلى صعوبات جمة أمام السلطة الشرعية مع اليقين الكامل بأن هذه السلطة لديها القدرة على إنهاء أي تمرد بالنظر إلى الثقل العسكري والأمني الذي يمثله اللواء الأول مشاه بحري.
عاد محافظ المحافظة رمزي محروس هذه المرة إلى الأرخبيل بقرار يقضي بتغيير قائد الشرطة الذي انحاز طيلة الفترة الماضية إلى جانب الأجندة التخريبية للإمارات وأداتها الرئيسية المجلس الانتقالي وشكل أحد أخطر مصادر التهديد للسلطة الشرعية في هذه المحافظة، حيث تم تعيين المقدم سالم فائز طاحس الذي رقي إلى رتبة عقيد مديراً جديداً للأمن العام في محافظة أرخبيل سقطرى.
إقالة قائد الشرطة وتعيين قائد جديد لا تشكل خاتمة المطاف مع التهديدات التي تعترض الحكومة الشرعية في محافظة أرخبيل سقطرى التي تشكل أهم مناطق النفوذ والسيادة اليمنية فيما وراء البحار، فثمة قادة عسكريون وآخرون أمنيون جرى استقطابهم خلال السنوات الماضية ليكونوا جزء من مخطط إماراتي للاستحواذ على الأرخبيل.
وخلال هذه السنوات بذلت الإمارات مضنيا عبر مندوبها مبارك المنصوري وهو رجل استخبارات تابع لأبوظبي، في شراء الولاءات وإيجاد وقائع على الأرض شملت شراء وتملك الأراضي، وبناء المنازل والقصور الفارهة معظمها يقع ضمن المناطق المحمية كمنطقة دكسم، التي توصف بأنها سقف الأرخبيل بالنظر إلى وضعها كهضبة مرتفعة فسيحة تضم أكبر تجمع لأشجار دم الأخوين التي لا توجد إلا في سقطرى.
ليس هذا فحسب بل إن أبوظبي قامت منذ نحو ثلاثة أعوام بتشغيل خطاً جوياً مع سقطرى في الوقت الذي كان الناقل الوطني يواجه صعوبة في تسيير رحلات إلى الأخبيل. وبالإضافة إلى ذلك أنشأت الإمارات شركة للهاتف النقال، شكلت أحد المؤشرات الخطيرة على النوايا السيئة للإمارات تجاه السيادة اليمنية في أرخبيل سقطرى.
وغني عن القول إن جهد سنوات بذلته الإمارات لم يحقق النتائج المرجوة، وأكثر ما استطاعت أبوظبي إنجازه هو ما تم بواسطة الاستغلال المقصود للتغطية التي وفرتها السلطة الشرعية.
ويعزى الفضل في محدودية التأثير الذي مارسته الإمارات إلى النزعة الوطنية القوية لأبناء أرخبيل سقطرى وتمسكهم بالهوية اليمنية وهي نزعة ترسخت نتيجة عوامل عدة، أهمها الدور الذي يؤيده منتسبو التجمع اليمني للإصلاح، والمجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، والدور المؤثر للواء الأول مشاة بحري.
*نقلا من موقع اليمن نت
مشاركة: