مصطفى صالح
لماذا تورط السعودية نفسها في المهرة؟
[ الأحد, 13 يناير, 2019 ]
لم يعد خافيا على أحد كيف سقطت سمعة دولة الإمارات سقوطا مدويا في أوساط جميع اليمنيين، وتعرت بالكامل حتى أمام من كانوا ينظرون إليها بنوع من الغفلة الوطنية.
أصبحت الإمارات بممارساتها الاحتلالية وأطماعها الصبيانية محط سخط وغضب شعبي يكاد أن يبلغ ذروته بين اليمنيين من مختلف المكونات.
بخبث سياسي، عملت الإمارات على جر السعودية إلى مواجهة اليمنيين في المناطق المحررة، والسقوط في مستنقع من الأوساخ السياسية والعسكرية والأخلاقية لا ولن يعود على المملكة سوى بالخيبة والخسران.
تواجهت الإمارات مرات عدة مع الحكومة الشرعية في عدن وسقطرى، وازدادت حدة الغضب الشعبي والرسمي تجاه الإمارات؛ فردد الكثير بأن السعودية بريئة من التصرفات الإماراتية.. فيما رأى آخرون بأن الإمارات تتحرك بضوء أخضر سعودي!
ومحاولة لدفع الحرج عنها؛ استطاعت الإمارات سحب السعودية إلى مستنقع في مكان وزمان كل مؤشراتهما ليست في صالح المملكة مطلقا.
دخلت السعودية المهرة.. شرقي اليمن، واستقدمت قوات ومعدات عسكرية بشكل متتالي، وأنشأت العديد من المعسكرات غير الشرعية، وأخذت قواتها تتواسع في سيطرتها وتجاوزاتها وانتهاكاتها بحق المهرة وأبنائها.
ظنت المملكة بإيعاز إماراتي، أن اليمنيون منهمكون في أوضاعهم الصعبة وأن الحاكم الأعلى في اليمن، فخيِّل إليها أن الطريق مفروش أمامها بالورود لتعيث وتذهب أين وكيفما شاءت!!.
قال لها الإماراتي أن عمان، على حدود المهرة عدو لها وما من طريق لمحاربته سوى بالدوس على السيادة اليمنية وإهانة الكريم اليمني.!
صدقت مقولة الوزير الإماراتي حين سقط دبلومسيا وسياسيا بقوله إن اليمن أنسب بيئة لمحاربة إيران ومشاريعها.. وأوحى إليها شيطان أبو ظبي أن مشروعا نفطيا من يُمد من المملكة إلى الخليج العربي عبر المهرة هو ضربة لإيران ومحاربة لـ "المشروع الفارسي".
قال لها الإماراتي إن باستطاعتها أخذ ما أردات من اليمن تحت لافتة العمل الإنساني، وشراء الذمم؛ فواجهت شعبا مهريا لا يلين ولا يداهن!!
غمز إليها الإماراتي بأن الحكومة اليمنية وهادي لن يصطدموا بها ولن يتحرك الشعب ضد شرعيته، مريدا بذلك جعل هادي ومعاونيه في مواجهة الشعب في المهرة ومحافظات يمنية أخرى. فهرولت دون رشد وتحركت بلا بصيرة.
أراد لها الإماراتي التورط بكل فعل أسود كي يتماثلا في السقوط والإثم؛ فتفقد السعودية عامل الضغط والوقوف في وجه الأطماع الإمارتية؛ فأحنت لها عنقها وسلمت قيادها.
صور لها الإماراتي بأن اليمن سيحكمها الإسلاميون "الإصلاح" بعد الحرب، وذلك خطر أكبر من الحوثي -حسب معتقد أولاد زايد- فهوت تورط نفسها بالبحث عن مراكز سيطرة حيوية في اليمن وأشارت إليها الإمارات بالمهرة.
قالت لها الإمارات بأن المال يشتري الأوطان والوطنيين، فجهلت أن اليمنيين لا يبيعون ذلك لأجل "أكل الرز".
قالت لها الإمارات بأن ردود الفعل الشعبية ستهدأ مع مرور الزمن، وستسكت القيادات تجاه قضية المهرة كما حصل تجاه قضية الجزر الإماراتية الثلاث والمحتلة إيرانيا!!.. فانصدمت برفض شعبي متصاعد وأبي عن التناسي والنكوص.
باختصار.. أوحت أبوظبي إلى الرياض زخرف القول فاغترت، ولو شاءت لتراجعت.. فذرهم يفكرون.
مشاركة: