طه العامري
المهرة ايقونة الفعل والكرامة..(1)
[ الأحد, 25 نوفمبر, 2018 ]
بغض النظر عن هوية الجهة التي تقف وراء الحراك المهري كما يحاول البعض الايحاء رغبة منهم بتشويه هذا الحراك أو التقليل من تأثيره وتداعياته بهدف الانتقاص فإن ما يجري في هذه المحافظة يعكس ويعبر عن عظمة هذه المحافظة وقوة حضورها على خارطة الفعل الوطني وايضا يجسد وعي أبناء المحافظة الذين برفضهم للوصاية والهيمنة سطروا أروع الملاحم البطولية التي تجسد أراده وحرية أبناء المهرة المدافعين عن وجودهم وسيادتهم أمام بشاعة الارتهان والتبعيه التي يمارسها البعض من أبناء جلدتنا كل لدوافعه وأهدافه الخاصة واحقاقا لمصالح ضيقة .مصالح يغلبها هولا البعض على مصالح الوطن والشعب وسيادتها وكرامة مكتسبة ذاد عنها الأجداد وقدموا في سبيلها ومن أجلها قوافل من الشهداء والجرحى ..كرامة غير قابلة للبيع في أسواق الآرتهان السياسي ولايمكن عرضها للمساومة في بازار التبعية أيا كانت المغريات الضرفية مثيرة لي اللعاب..!!
أن من حق أبناء المهرة الدفاع عن مصالحهم بما يكفل أمن واستقرار محافظتهم وتماسك نسيجها الاجتماعي ولهم هذا الحق حتى أن كانت السلطات السياسية تتصادم معهم من خلال تبنيها رؤى مغايرة لرؤية ابناء المحافظة الذين يدركون مصلحتهم ويعرفون جيدا ما يناسبها وما لا يناسبها ويعرفون أيضا منهم أولى بصداقتهم ويجب التكامل والتعاون معهم ومن يجب الابتعاد عنهم ..لكن في المحصلة المهرة وأبنائها يحترمون الجميع وصدورهم مفتوحة للكل طالما والكل يحترم خصوصيات هذه المحافظة ويحترم إرادة أبنائها وقرارهم ويراعي مصالحهم ..
لقد قدم ابناء المهرة نموذجا رائعا وحضاريا في التعبير عن إرادتهم بغض النظر عن كل طروحات منتقديهم أو بالأصح من يعارضوهم لدوافع ذاتية هي ابعد ما تكون عن مصلحة المحافظة أو مصلحة الوطن ..
بل يجب أن يستوعب معارضي الحراك الشعبي المهري أن من حافظ عبر التاريخ على هوية ثقافية وخصوصية اجتماعيه من السهل عليه الحفاظ على سياده وكرامة واستقلال وعلى علاقة متميزة نسجت عبر التاريخ بين مكوناتها المجتمعية وحتى مع الجوار القريب الشريك بالجغرافية والتاريخ وفق علاقة تكاملية وندية يحترم أطرافها أهداف ورغبات الآخر بعيدا عن السيطرة أو الهيمنة وفرض خيارات الأمر الواقع ..
أن النموذج الشعبي الذي قدمه أبناء المهرة يفترض أن يعمم في كل المحافظات اليمنية ويكون قدوة يحتذى به وإذا ما تحقق مثل هذا الفعل في بقية المحافظات سيكون بداية ليس لأنها أزمة البلاد بل بداية لمرحلة حضارية وطنية أكثر تجسيدا لمعنى المواطنة ولوحدة النسيج الاجتماعي ..
كان يمكن أن أكون في صف منتقدي الحراك المهري لو أننا نعيش في كنف دولة ذات سيادة أو سلطة سياسية عادلة وقويه ..لكن للأسف ليس لدينا دولة ولم يكن لدينا دولة مؤسسات منذ قرون بل كنا ولانزل نعيش في كنف سلطات متعاقبة ومتفاوتة في القوة والرؤى حتى وجدنا انفسنا في حالة انهيار فضيع للسلطة وبروز نتؤات سياسية واهنة يضع أطرافها أنفسهم كبدائل للسلطة وكل يرى نفسه الأفضل بصورة مغامرة انتهازية قادتنا للحرب والعدوان والخراب والدمار وبالتالي أصبح مصير الوطن الوجودي مرهون برغبة هذا الطرف أو ذاك وهذا الحزب أو ذاك مع أزمة 2011م أسقطت جميع الأحزاب التاريخيه والحديثة وبرزت الفسيفساء السياسة حاملة لمسميات تناحرية مدمرة موزعة بين السياسي والطائفي والمناطقي والمذهبي وكل أبطال هذه المسميات لا يستحضرون الوطن والشعب ومصالحهما بل يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة أو في خدمة محاور نافذة اقليميا ودوليا ..لكل هذا فإن الحراك المهري يعد حراكا مشروعا وإذا كان الوطن خاضع لرغبة هذا الحزب وهذه الجماعه فإن من العدل أن يكون المهرة موقفها المعبر عن ذاتها فهي أكبر من كل الأحزاب وأكثر عراقة وأصالة من أي جماعة فاعلة على المشهد..
يتبع
مشاركة: