الرئيسية > تقارير
اتفاق السعودية مع ابناء المهرة تحايل واستغفال وذر الرماد على العيون (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 19 يوليو, 2018 - 08:36 مساءً ]
يتضح يوما بعد آخر أن السعودية تقف وراء قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بإقالة أبرز الداعمين لاعتصام ابناء المهرة بهدف الالتفاف على الاتفاق وسحب القوات السعودية من المطار والمنافذ والمنشآت.
وشهدت محافظة المهرة خلال الايام الماضية حركة احتجاجات واسعة نفذها ابناء المحافظة للمطالبة بالسيادة الوطنية ورفضا لتواجد القوات السعودية.
خرج ابناء المهرة في الـ 25 من يونيو الماضي يطالبون بمغادرة القوات السعودية التي قدمت في ديسمبر من العام الماضي، وسيطرت على مطار الغيضة ومنفذي شحن وصرفيت والمنشآت الحيوية .
بعد احتجاجات واسعة أعلنت اللجنة التنظيمية تعليقها الاعتصام لمدة شهرين عقب اتفاق وقع بين اللجنة التنظيمية من جهة والسلطة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية من جهة أخرى، قضى الاتفاق بسحب القوات السعودية من مطار الغيضة وميناء صرفيت ومنفذ شحن واعادة الاوضاع إلى ماكنت عليه من سابق.
نقض للاتفاق قبل ان يجف حبره
وقبل أن يجف حبر الاتفاق المبرم وبعد أقل من 24 ساعة من توقيعه، نقضت السعودية تلك الاتفاق وضغطت على الرئيس هادي بإصدار قرارات بإقالة كل الشخصيات والرموز التي وقفت مع ابناء المهرة المعتصمين وايدت الاعتصام ووصفت تواجد القوات السعودية بالاحتلال.
استيلاء على نقطة أمنية
وامس الثلاثاء، استولت قوات سعودية على أحد النقاط الأمنية في مدخل مدينة الغيضة، إن قوة مدعومة بالمدرعات العسكرية وبغطاء من المروحيات الأباتشي استولت على نقطة (تنهالن) المتواجدة على بعد 50 كيلو من مركز مدينة الغيضة على خط شحن.
وأثار استيلاء القوات السعودية على تلك النقطة الأمنية استغرب المواطنون وعلى وجه الخصوص أبناء قبيلة (بن كدة) من هذا التصرف الاستفزازي من قبل قوات التحالف السعودية، معبرين عن استيائهم بسبب هذه الخطوات التي جاءت بدون تنسيق مسبق مع قوات الأمن أو مع أبناء قبيلة بن كدة.
ويرى مراقبون لـ "المهرة بوست" أن السعودية ماضية في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية في المهرة، وتجاوزاتها ونقضها للاتفاق مع ابناء المهرة لإنهاء الأزمة وسحب كافة قواتها من منافذ ومنشآت المحافظة.
ذر الرماد على العيون
وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ سعيد سعدان، اعتبر الاتفاق الموقع بين السلطة المحلية والتحالف الجانب السعودي من جهة واللجنة التنظيمية لاعتصام أنباء المهرة من جهة أخرى، ذر الرماد في العيون.
وقال سعدان في صفحته على الفيسبوك، "لا جديد في المحضر وكل ما جاء فيه هو ذر الرماد في العيون والالتفاف على الهدف الاساسي وتغليف السم بالشوكولاته لاستمرار احتلال المهرة من الجانب السعودي".
واضاف أن البند الثالث وهو الاساس للتواجد العسكري السعودي حيث لا جديد فيه وكأنك يا بوزيد ما غزيت، واشار إلى أن جميع مرافق المطار تحت اشراف هيئة الطيران المدني والبوابات الرئيسية للمطار تحت حراسة الأمن العام، وهذا كله موجود من السابق، اما داخل المطار هو قاعدة عسكرية متمكنة سعودية ويعرفها الجميع".
حيلة واستغفال
وأوضح أنه لا يوجد جديد والهدف من هذا محضر استغفال واستغباء ابناء المهرة الابطال، وقال إن "الاتفاق لا يشمل اي شيئ بالنسبة للقوات السعودية او انسحابها وتخفيض اعدادها ولهذا سيبقى الوضع كما هو دون تغيير بل حيلة لامتصاص غضب الجماهير مثل حيلة المنحة المالية المليارين ومائتين وواحد وثلاثون مليون ريال سعودي".
وتابع: وكيل المحافظة السابق، هي ضحك على الدقون.. الكثير من الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي هللوا وانتشوا بانهم حققوا الانتصار دون قراءة ما بين السطور وتحت شعار وحدة الصف المهري".
واعتبر الشيخ سعدان أن ما جاء في المحضر هو تحايل وامتصاص للغضب وليس فيه فائدة او جديد ". مطالبا المعتصمين بالاستمرار، حتى تحقيق اهدافهم.
مأزق أخلاقي
الباحث اليمني ابو عامر المهري، قال إن "ما يدور في المهرة هو صراع على الايرادات في المحافظة". مضيفا:"بالرغم من الامكانيات المتواضعة لمحافظة المهرة مقارنة بالإمكانيات الهائلة للتحالف العربي اعلاميا وعسكريا وسياسيا وماليا، إلا أن أبناء المهرة سجلوا موقف تاريخي ووضعوا التحالف العربي أمام مأزق اخلاقي وانساني".
واضاف "اما أن يكون سلطة احتلال او الالتزام بالاتفاقيات مع القيادات السياسية والامنية التي تمثل شرعيه اليمن وسيادتها في محافظة المهرة".
وتابع: "حسب قراءتي للأحداث والأوضاع في المهرة واضح جدا أن السعودية تتجنب التصادم مع أبناء المهره وتعمل من أجل كسب ولائهم ورضائهم وستعمل معهم للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة وتنميتها، ولن تنتقم من معارضيها في المهرة لأن أهدافها طويلة الأمد –حسب الباحث اليمني- وهي أهداف استراتيجية للحافظ على مكانتها القوية في المنطقة بالحصول منفذ بحري على سواحل المهرة الطويلة والمطلة على بحر العرب والمحيط الهندي كما أنها تعلم بأن المحافظة تحوي على كميات هائلة من النفط والغاز والمعادن".
وأردف "بالإضافة إلى الثروات البحرية الهائلة، السعودية تعرف انه من شبه المستحيل السيطرة على محافظه المهرة عسكريا لأسباب يمنية واقليمية ودولية، ولكنه من السهل جدا الاستيلاء عليها سلميا بالاتفاق مع أبناء محافظة المهرة".
لا خيار للتحالف الا الالتزام بالاتفاق
وقال "أنباء المهرة سجلوا موقف تاريخي في اليمن بغض النظر عن التزام التحالف بالاتفاق أم لم يلتزم"، ويعتقد الباحث المهري، انه لا خيار آخر امام التحالف إلا الالتزام بالاتفاق وفتح صفحة جديدة مع جميع أبناء محافظة المهرة دون تمييز فهو الطريق الوحيد - على حد قوله - لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للسعودية على المدى القريب والمتوسط والبعيد".
مشاركة الخبر: