حزب الله: هجوم إسرائيل على اليمن إيذان بمرحلة ‏مواجهة خطيرة     السعودية: "ليس لنا علاقة" باستهداف الحديدة في اليمن     رئيس ميناء إيلات الإسرائيلي: مضطرون لتسريح 50 بالمئة من العمال     الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية عسكرية "نوعية" في إيلات ردا على الغارات الإسرائيلية     ارتفاع ضحايا غارات الاحتلال الإسرائيلي على الحديدة إلى 6 شهداء و3 مفقودين و83 جريحا     لجنة مؤتمر سقطرى الوطني تدين اختطاف الشيخ "القحطاني" وتتهم المحافظ والانتقالي بتفجير الأوضاع في الأرخبيل     اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا ونسبة المشاركة قياسية     مليشيا الانتقالي تختطف رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني     السلطة المحلية بالمهرة تؤكد حرصها على تسهيل سفر أبناء سقطرى عبر الطيران     شرطة مأرب تعلن ضبط متهمين في قضية مواد مخدرة     غزة.. استشهاد الصحفي "أبو شريعة" بقصف إسرائيلي وارتفاع الحصيلة إلى 153 منذ بدء الحرب     جماعة الحوثي تشكر الكويت على دعمها الخطوط الجوية اليمنية بثلاث طائرات     الفاو: ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق الحكومة المعترف بها     تحذير أمريكي من استخدام "الحوثي" لنفوذه الجديد حتى بعد انتهاء حرب غزة     الهجرة الدولية تعلن نزوح نحو 260 يمني خلال الأسبوع الفائت    

عبدالعزيز المجيدي

هل أنت على علاقة مع الإحتلال الصهيوني؟

[ الخميس, 12 أكتوبر, 2023 ]
تحقق الحسابات الصhيونية بالعربية على الميديا الإجتماعية، ملايين المشاهدات وآلاف التعليقات وأحياناً التفاعل المتعدد بعشرات الآلاف!
يعكس هذا أمرين متناقضين للغاية: حرص المتفاعلين العرب على الرد على الإفتراءات ومهاجمة سلوك الصهاينة أو  التوافق معها أحياناً للأسف، لكن ذلك في كل الأحوال يحقق هدف هذه الحسابات بصورة تامة.

إنشاء هذه الحسابات باللغة العربية على نحو مخطط ومدروس، له عديد أهداف: الوصول إلى المستخدمين العرب، للتشكيك في قضيتهم، وسرد رواية مختلقة وعاطفية عن "إسرائيل" المسالمة والمتقدمة وغير العدوة، وفي لحظات الحرب، المدافعة عن نفسها.

غير أن الهدف الأهم هو التطبيع الشعبي وهو أخطر أطوار هذه المصالحة الذهنية مع العدو. التطبيع بكسر حالة العزلة مع المحيط الجغرافي من خلال "الحوار"والتواصل، للتخلص من الصورة الذهنية في العقل العربي عن "إسرائيل" كدولة احتلال وتشكيل صورة  غير حقيقية عنها "صديقة"، محبة للسلام وواحة للتعايش، وديمقراطية.

ما الذي تستفيده أنت كعربي بالتخاطب مع إيدي كوهين أو افيخاي أدرعي الناطق بلسان جيش الإحتلال مثلاً؟

في هذه اللُعبة الخطرة بينما أنت تعتقد أنك أفحمتهما بالرد، يذهب جهدك عملياً لصالحهما بصورة كاملة. إن الإحتلال لا يسرق أرضنا فحسب، بل وأصواتنا الإفتراضية بإرادتنا، وهذا أحد أكثر مشاهد الكوميديا السوداء إثارة!

ما هو المفيد في هذه المعركة التي تدور على المنصات الإجتماعية، في حروب السرديات التي تأحذ غالباً طابعاً دعائياً؟

بالتأكيد هناك نسبة لا تكاد تذكر من العرب هم الذين يجيدون اللغة العبرية وهم إما باحثون متخصصون أو مواطنون يخضعون لدولة الإحتلال.

يفترض أن هناك حسابات موجهة للمستخدمين الصهاينة بلغتهم.

على أن تكوم وظيفة هذه الحسابات تفنيد الأساطير المؤسسة للكيان الصهيوني بخطاب علمي، ذكي ومنطقي، واستثمار حالة الهشاشة التي تشكل شخصية المستوطن سيما في حالات الحرب.

هم يدركون أن فل سطين ليست أرضهم وأنهم محتلون  وأنهم لن يحصلول على الأمن على حساب حقوق وشعب آخر ، لكن ذلك لا يجب أن يظل رهن الحالة النفسية المرتبطة بالحرب.

يعد الإحتلال الصhهيوني من أوائل الدول التي نشطت في ما يسمى الدبلوماسية الشعبية. ومع بروز المنصات الإجتماعية كان الإحتلال من الأوائل على مستوى العالم الذين تنبهوا إلى كيفية توظيفها لكسر العزلة بالإشتغال على مابات يعرف بالدبلوماسية الرقمية.
 
هم أيضاًضمن أفضل عشر دول في العالم في كفاءة ممارستها،
وقد أضافوا مساقات أكاديمية متخصصة في هذا النوع من الدبلوماسية للتأهيل في جامعاتهم.
 

العرب كعادتهم يغطون في النوم أو يستخدمون المنصات كمستهلكين، فقط للتسلية.

الحالة المبتذلة الآن لبعض الخليجيين والعرب في الترحيب بكيان الإحتلال الإسرائيلي والسخرية من الفلسطينيين ومقاومتهم ، ليست حصيلة التطبيع الرسمي فحسب، بل هي حصاد إختراق و نشاط مكثف لحسابات وسفارات  صhيونية افتراضية على المنصات الإجتماعية.
بالإضافة إلى إطلاق حسابات حكومية بالعربية، هناك حسابات مثل "إسرائيل بالعربية" على فيسبوك ومنصة (x) ، تويتر سابقا،  يتابعها ملايين العرب.
في 2011 أطلقوا سفارة افتراضية على
 منصة( x) موجهة للدول الخليجية.
 وقبل سنوات تفطنت دوائر إدارة الدبلوماسية الرقمية إلى إنشاء حسابات صهيونية باللهجات المحلية مثل حساب إسرائيل باللهجة العراقية، لمزيد من التأثير.

في المقابل، إذا كان هناك اهتماماً حكومياً عربيا بتوظيف هذه الوسائل فهو ينصب نحو توجيهها من خلال ما بات يعرف " الذباب" أو اللجان الإلكترونية لشن الحملات على المعارضين أو الدعاية للحاكم!

إن أفضل طريقة للتفاعل مع حسابات وصفحات الإحتلال الصhيوني هو عدم التفاعل معها،  وستموت من تلقاء نفسها.

إذا كنت مهتماً بالتعرف إلى الخطاب الصhيوني وكيف يفكرون، تابع حسابات الصحف والصحفيين ونخبهم بلغتهم. الحسابات الصhيونية الناطقة بالعربية جزء من شبكة التطبيع في الأوقات العادية وتشكيك العربي بقضيته وموقفه وهويته، وجزء من آلة الحرب النفسية في أوقات الحرب.

والآن : يمكنك توجيه السؤال لنفسك بصورة جدية:  هل أنا على علاقة فعلياً مع الإحتلال الصhيوني دون أن أشعر؟


مشاركة:


تعليقات

المزيد.. لـ عبدالعزيز المجيدي