البنك المركزي بعدن يعلن البدء بإجراءات تفعيل رقم الحساب الدولي     عدن.. الخدمة المدنية تعلن الأربعاء إجازة رسمية     لجنة الطوارئ بمأرب تقر إجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض     شبوة.. مسلحون يقتلون مواطن وسط مدينة عتق     جامعة المهرة تتسلم مجموعة من الكتب والمراجع العلمية هدية من معهد الصحافة بتونس     هيئة بريطانية تعلن تلقيها تقريرا عن حادثة جديدة قبالة سواحل المهرة     شرطة المهرة تعلن القبض على متهم متلبس بمقاومة السلطات وقتل ضابط وإصابة آخرين     الصحة العالمية تعلن رصد أكثر من ألفي إصابة بالدفتيريا خلال العام 2023     الاتحاد الأوروبي يشدد على ضرورة إحياء عملية السلام في اليمن     انخفاض إيرادات قناة السويس 50 بالمئة نتيجة التوترات في البحر الأحمر     طلاب جامعة حضرموت يبدأون برنامجا تصعيديا احتجاجا على رفع رسوم الدراسة     خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة     "القربي" يحّذر من خطورة التحركات العسكرية في البحر الأحمر على توافقات الحلّ في اليمن     الصين تشعر بقلق عميق إزاء التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية وأجواء حارة نسبيًا    

عبدالعزيز المجيدي

هل أنت على علاقة مع الإحتلال الصهيوني؟

[ الخميس, 12 أكتوبر, 2023 ]
تحقق الحسابات الصhيونية بالعربية على الميديا الإجتماعية، ملايين المشاهدات وآلاف التعليقات وأحياناً التفاعل المتعدد بعشرات الآلاف!
يعكس هذا أمرين متناقضين للغاية: حرص المتفاعلين العرب على الرد على الإفتراءات ومهاجمة سلوك الصهاينة أو  التوافق معها أحياناً للأسف، لكن ذلك في كل الأحوال يحقق هدف هذه الحسابات بصورة تامة.

إنشاء هذه الحسابات باللغة العربية على نحو مخطط ومدروس، له عديد أهداف: الوصول إلى المستخدمين العرب، للتشكيك في قضيتهم، وسرد رواية مختلقة وعاطفية عن "إسرائيل" المسالمة والمتقدمة وغير العدوة، وفي لحظات الحرب، المدافعة عن نفسها.

غير أن الهدف الأهم هو التطبيع الشعبي وهو أخطر أطوار هذه المصالحة الذهنية مع العدو. التطبيع بكسر حالة العزلة مع المحيط الجغرافي من خلال "الحوار"والتواصل، للتخلص من الصورة الذهنية في العقل العربي عن "إسرائيل" كدولة احتلال وتشكيل صورة  غير حقيقية عنها "صديقة"، محبة للسلام وواحة للتعايش، وديمقراطية.

ما الذي تستفيده أنت كعربي بالتخاطب مع إيدي كوهين أو افيخاي أدرعي الناطق بلسان جيش الإحتلال مثلاً؟

في هذه اللُعبة الخطرة بينما أنت تعتقد أنك أفحمتهما بالرد، يذهب جهدك عملياً لصالحهما بصورة كاملة. إن الإحتلال لا يسرق أرضنا فحسب، بل وأصواتنا الإفتراضية بإرادتنا، وهذا أحد أكثر مشاهد الكوميديا السوداء إثارة!

ما هو المفيد في هذه المعركة التي تدور على المنصات الإجتماعية، في حروب السرديات التي تأحذ غالباً طابعاً دعائياً؟

بالتأكيد هناك نسبة لا تكاد تذكر من العرب هم الذين يجيدون اللغة العبرية وهم إما باحثون متخصصون أو مواطنون يخضعون لدولة الإحتلال.

يفترض أن هناك حسابات موجهة للمستخدمين الصهاينة بلغتهم.

على أن تكوم وظيفة هذه الحسابات تفنيد الأساطير المؤسسة للكيان الصهيوني بخطاب علمي، ذكي ومنطقي، واستثمار حالة الهشاشة التي تشكل شخصية المستوطن سيما في حالات الحرب.

هم يدركون أن فل سطين ليست أرضهم وأنهم محتلون  وأنهم لن يحصلول على الأمن على حساب حقوق وشعب آخر ، لكن ذلك لا يجب أن يظل رهن الحالة النفسية المرتبطة بالحرب.

يعد الإحتلال الصhهيوني من أوائل الدول التي نشطت في ما يسمى الدبلوماسية الشعبية. ومع بروز المنصات الإجتماعية كان الإحتلال من الأوائل على مستوى العالم الذين تنبهوا إلى كيفية توظيفها لكسر العزلة بالإشتغال على مابات يعرف بالدبلوماسية الرقمية.
 
هم أيضاًضمن أفضل عشر دول في العالم في كفاءة ممارستها،
وقد أضافوا مساقات أكاديمية متخصصة في هذا النوع من الدبلوماسية للتأهيل في جامعاتهم.
 

العرب كعادتهم يغطون في النوم أو يستخدمون المنصات كمستهلكين، فقط للتسلية.

الحالة المبتذلة الآن لبعض الخليجيين والعرب في الترحيب بكيان الإحتلال الإسرائيلي والسخرية من الفلسطينيين ومقاومتهم ، ليست حصيلة التطبيع الرسمي فحسب، بل هي حصاد إختراق و نشاط مكثف لحسابات وسفارات  صhيونية افتراضية على المنصات الإجتماعية.
بالإضافة إلى إطلاق حسابات حكومية بالعربية، هناك حسابات مثل "إسرائيل بالعربية" على فيسبوك ومنصة (x) ، تويتر سابقا،  يتابعها ملايين العرب.
في 2011 أطلقوا سفارة افتراضية على
 منصة( x) موجهة للدول الخليجية.
 وقبل سنوات تفطنت دوائر إدارة الدبلوماسية الرقمية إلى إنشاء حسابات صهيونية باللهجات المحلية مثل حساب إسرائيل باللهجة العراقية، لمزيد من التأثير.

في المقابل، إذا كان هناك اهتماماً حكومياً عربيا بتوظيف هذه الوسائل فهو ينصب نحو توجيهها من خلال ما بات يعرف " الذباب" أو اللجان الإلكترونية لشن الحملات على المعارضين أو الدعاية للحاكم!

إن أفضل طريقة للتفاعل مع حسابات وصفحات الإحتلال الصhيوني هو عدم التفاعل معها،  وستموت من تلقاء نفسها.

إذا كنت مهتماً بالتعرف إلى الخطاب الصhيوني وكيف يفكرون، تابع حسابات الصحف والصحفيين ونخبهم بلغتهم. الحسابات الصhيونية الناطقة بالعربية جزء من شبكة التطبيع في الأوقات العادية وتشكيك العربي بقضيته وموقفه وهويته، وجزء من آلة الحرب النفسية في أوقات الحرب.

والآن : يمكنك توجيه السؤال لنفسك بصورة جدية:  هل أنا على علاقة فعلياً مع الإحتلال الصhيوني دون أن أشعر؟


مشاركة:


تعليقات

المزيد.. لـ عبدالعزيز المجيدي