هل تفتح هجمات الحوثيين في البحر الأحمر حربا مع الاحتلال الإسرائيلي؟     ما استراتيجية "واشنطن" إزاء هجمات الحوثيين المتصاعدة؟     ارتفاع تكاليف التأمين بعد زيادة الهجمات على السفن في البحر الأحمر     البنتاغون: الحوثيون ربما لا يستهدفون السفن الحربية الأمريكية     واشنطن توافق على بيع نظام تحديث طائرات المراقبة للسعودية.. بنحو 582 مليون دولار     بالتزامن مع الهجمات الحوثية.. "ليندركينج" يبدأ جولة خليجية للتنسيق حول حماية الأمن البحري     واشنطن: لا نرى أي دليل على أن إسرائيل تستهدف المدنيين     عقب الهجمات الحوثية.. واشنطن تبحث مع حلفائها تشكيل قوة بحرية لحماية السفن في المياه الدولية     انقطاع كامل لخدمات الاتصالات بمدينة غزة وشمال القطاع     العليمي يغادر الإمارات بعد مشاركته في قمة المناخ     بريطانيا تندد بهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر     المهرة.. إتلاف أكثر من 16 طناً من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية     مسلحون يختطفون شقيق الشيخ "عبدالله الباني" في شبوة     المقاومة الفلسطينية تعلن تدمير 28 آلية عسكرية صهيونية كليا أو جزئيا خلال الساعات الأخيرة     تحكيم قبلي ينهي قضية اعتداء قائد أمني انتقالي على محل جوالات في عدن    

د. أحمد عبيد بن دغر

نحو سلام عادل وشامل ودائم في اليمن

[ الأحد, 21 يونيو, 2020 ]

لم يعد هناك بد من حوار يمني يمني مباشر وعاجل للبحث في مصير البلاد، لقد غدت الأمور أكثر وضوحاً الآن، وبدلاً من أن نكتب وثائق التقسيم في ظل الحرب بأيدينا، علينا جميعاً أن نحزم حقائبنا ونرحل نحو الأمم المتحدة لنبحث في سلامٍ دائمٍ وعادلٍ وشامل لليمن لكل اليمن، وبصيغ تعايش مقبولة من كل الأطراف.

لقد أنهكت الحرب المواطن اليمني وسحقته، ولم تحقق هدفاً واحداً من أهدافها، ودمرت اليمن دولة ومجتمعاً وهوية وسلمت أجزاء منه لإيران، وأجزاء أخرى للتعصب، والحروب الضالة، وتوقفت الحياة، ولحق بنا الجوع والمرض وتأصل الجهل السياسي والمذهبي والمناطقي فينا، وضاعت السيادة، وأخذ منا الوباء مأخذه، حصد الأرواح وزرع الخوف والهلع في نفوسنا، وسنصحو غداً على خراب هائل، لاحدود لأثره.

وأنهكت الحرب كل الأطراف، بما في ذاك التحالف العربي، الذي وقف مع الحق ومع الشرعية، وحاول استعادة الدولة، فاستنزفت إمكانياته المادية والمعنوية، ولم يسلم من التآمر.

وعجز المجتمع الدولي في أن يجد وسيلة لتطبيق قرارته، فحان الوقت لنجرب نحن اليمنيين الحوار المباشر وطريق السلام برعاية أممية ومساندة عربية، حوار لأحرار لديهم الاستعداد للتخلي عن كل شئ من أجل اليمن.

وليأتي كلٌ منا مخفَّفاً من كل الشروط ماعدا شَرطَي الحفاظ على الجمهورية والوحدة، وحدة اتحادية تحقق الاستقرار والعدالة، نرتضيها لبلدنا وتمثل الحد الأدنى من مصالح الوطن الكبرى، وشراكة دائمة غير قابلة للإقصاء، ولتتوقف الحروب، ولنسعى جميعاً للسلام، كما سعينا بالأمس للحرب، لم يعد الخيار العسكري لدى أيٍّ من الأطراف أمراً متاحاً.

سيتطلب الأمر قرارات شجاعة وصادقة ورغبة حقيقية في السلام من طرفين رئيسين هما الحوثيين والمجلس الانتقالي، قرارات متحررة من كل قيد، ومن كل مصلحة ماعدا مصالح اليمن العليا، والأمر كذلك ينطبق على الشرعية.

سنجد وسائل عديدة للسيطرة على نتائج الحرب، وأولها الانقسام الاجتماعي الحاد وانهيار بنية الدولة وتعدد مصادر القرار وظهور مؤسسات عسكرية وإدارية ومالية متناحرة، وسنتجاوز إفرازات الحروب والانقلابات، بإجراءات عادلة للجميع، سنعالج نتائج الحرب المادية والمعنوية والنفسية، وسنتجاوز نتائج الثأرات السياسية والاجتماعية وإن ثقلت.

لقد فعلت شعوب كثيرة هذا وكانت أشد منا تبايناً في الأعراق والمذاهب والأديان والثقافات وتعايشت ونهضت من جديد بعد توقف حضاري وصراعات أكثر دموية، نحتاج اليوم للعقل والحكمة والتخلي عن كل نزعة انقسامية، مذهبية كانت أو مناطقية وقبل ذلك كله وبعده نحتاج للتخلي عن كل نزعة عنصرية، والقبول بالحوار متخففين منها.



مشاركة:


تعليقات

المزيد.. لـ د. أحمد عبيد بن دغر