الرئيسية > تقارير
أوراق جديدة للسعودية في المهرة .. ما خيارات المناهضين لها ؟ "تقرير خــاص"
المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 15 مارس, 2019 - 09:23 مساءً ]
لأكثر من عام مضى حاولت السعودية استخدام كل الوسائل لتمرير مشاريعها في محافظة المهرة اليمنية، والتي قوبلت برفض تام ويقظة دائمة من قبل أبناء وقبائل المحافظة ما أفشل كافة محاولاتها في الوصول إلى حيث تريد.
ومع كل مرة تفشل فيها تحاول سلوك طريق آخر، واللعب بورقة جديدة لعل وعسى تمكنها من تنفيذ شيء من مخططاتها الرامية إلى السيطرة على محافظة المهرة الاستراتيجية، ومد أنبوبها النفطي والتحكم بالمنافذ والمؤسسات، وقيادة مصير المحافظة اليمنية.
ومن شراء الولاءات والذمم، إلى استخدام القوة لإرهاب المحتجين ضد تواجدها، إلى الدفع بمزيد من المليشيات بمباركة ورعاية من السلطة المحلية التابعة للحكومة اليمنية المقيمة قسرا في فنادق الرياض؛ بقيت السعودية تتنقل من فشل إلى فشل جديد.
استنفدت كافة خياراتها على ما يبدو، لتقوم بطرح ورقة جديدة في الوقت الذي تواصل معه التحشيد العسكري، تمثلت في مساعٍ لتصفية شخصيات ومشائخ ونشطاء معارضين لتواجدها في المهرة.
موقع "الجزيرة نت"، نقل أمس الخميس، عن مصادر يمنية مطلعة قولها، إن ثمة مخطط سعودي بإشراف محافظ المهرة راجح باكريت، يهدف إلى تنفيذ اغتيالات بحق قادة ونشطاء الاحتجاجات الرافضة لتواجدها في محافظة المهرة.
التحركات التصعيدية الخطيرة التي اتخذتها السعودية مؤخرا تأتي في ظل استمرار الرفض الشعبي الواسع الرافض لتحركاتها، والذي يزداد اشتعالا وصلابة كلما ازدادت اعتداءات السعودية.
استعدادات لإعلان حرب..
في تعليق لها على التصعيد السعودي الأخير في المهرة، قالت الكاتبة والصحافية اليمنية منى صفوان، إن التحركات الأخيرة للسعودية تأتي في إطار "استعدادات لإعلان حرب مباشرة في المهرة".
صفوان قالت في تصريحات لـ "المهرة بوست"، "يمكننا القول إن السعودية تجهز منذ أشهر لمعركة كبيرة لأنها تعلم بأن الأمور ستصل في الأخير إلى صدام مباشر مع أبناء المهرة".
واستدلت صفوان على ذهاب السعودية نحو الخيار العسكري بالقول إنه، و منذ "أواخر العام الماضي عملت السعودية على إخلاء المناطق الحدودية لها مع اليمن ومع محافظة المهرة من السكان، كما عملت على تفريخ جماعات سلفية تتبعها ودعمتها، وذلك قبل محاولات إدخال مليشيات مسلحة إلى مديريات المهرة".
وأكدت صفوان أن خطة السعودية لتنفيذ اغتيالات بحق قادة ونشطاء الاحتجاجات المناوئة لها في المهرة يأتي في إطار خيارها الدخول في مواجهة عسكرية، قائلة إن السعودية تعتقد بأنها "ستتمكن بهذه الطريقة من اخماد الاحتجاجات إلا أن هذا لن يحدث".
المعركة تطال عمان..
تابعت منى صفوان حديثها لـ "المهرة بوست" بالقول إن "اغلاق السعودية للحدود البرية والبحرية بين المملكة واليمن وأيضا بين سلطنة عمان واليمن، وتطويق المنطقة الحدودية عسكريا يعني إعلان الحرب على سلطنة عمان وليس فقط محافظة المهرة ".
وخلصت صفوان إلى أنه، "يمكننا القول إذا أن السعودية تستعد لشن حرب جديدة في اليمن وتحديدا في محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، وهي بمثابة إعلان حرب على سلطنة عمان المجاورة".
إعلان المقاومة..
وعلى صعيد مواجهة التصعيد، رأت منى صفوان أن الأحداث المتصاعدة في المهرة تتطلب من أبناء وقبائل "اعلان النفير العام وحشد الجبهات وطلب دعم قبائل اليمن بالرجال والسلاح واعلان المقاومة الوطنية وعقد تحالف مع كل القوى الوطنية التي تواجه العدوان السعودي منذ أول وهلة"، وفقا لقولها.
وأوضحت صفوان أنه، " لا حل الا بتكاتف كل اليمنيين واعلان تحالف يمني ضد العدوان وتحالف أبناء المهرة مع الجميع واولهم أنصار الله الحوثيين الذين يواجهون السعودية بالسلاح لأنها لا تفهم الا لغة القوة"، بحسب ما قالته.
محاولات تصطدم بفشل مبكر..
ضمن مساعيها الأخيرة تحاول السعودية نقل تجربة الإمارات في عدن وباقي محافظات الجنوب -عن طريق انشاء ميليشيات ونخب وأحزمة أمنية خارجة عن سيطرة الحكومة-إلى محافظة المهرة، الأمر الذي لا يمكن للسعودية تحقيقه المهرة، وفقا لرؤية متابعين.
الصحافي والمحلل السياسي عدنان هاشم رأى أن "محاولة السعودية تثبيت وجود دائم لها في المهرة يصطدم بفشل مبكر".
ويأتي الفشل لعدم وجود "حاضنة شعبية للوجود السعودي في المهرة، بعكس الإمارات التي اعتمدت في البداية على المطالبة بالانفصال لإيجاد موطئ قدم لها"، وفقا لتصريحات هاشم.
وقال هاشم في حديث لـ "المهرة بوست" إن الإصرار السعودي قد يدفع القبائل إلى مواجهة مسلحة، وحادثة "شحن" هي إشارة بما قد تذهب إليه الأمور شرق اليمن".
وكانت الاثنين الماضي، قد دارت اشتباكات بين قبائل المهرة ومليشيات تابعة لمحافظ المهرة راجح باكريت ومدعومة من القوات السعودية حاولت تأمين وصول شاحنات عسكرية إلى منطقة شحن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
نهج خاسر ..
لن تجنِ السعودية شيئا في حال اقدامها على الدخول في معركة مباشرة مع قبائل المهرة المستعدة على الدوام للتصدي للتحركات العسكرية، والتي تؤكد دوما على جهوزيتها للدفاع عن المهرة كجزء لا يتجزأ من الجمهورية اليمنية.
المواجهات التي دارت الأسبوع الماضي بين قبائل شحن ومليشيات تابعة للسعودية فرضت خلالها القبائل -كما مواجهات سابقة- على المليشيات الانسحاب والعودة إلى ثكناتها التي انطلقت منها.
في هذا الصدد، قال الصحافي والمحلل السياسي عدنان هاشم أنه وفي حال ارتفعت وتيرة المواجهات المسلحة فـ "إن صورة السعودية الدولية والمحلية ستتضرر بدرجة كبيرة".
وأشار هاشم إلى أن من خسارة السعودية لأي معركة مع قبائل المهرة حتمية لكون المهرة "منطقة لا يوجد فيها أي نشاط للحوثيين أو لتنظيمات إرهابية، ما يجعل نقل الحرب إليها نهج خاسر للسعوديين".
مشاركة الخبر: