الرئيسية > تقارير
اعتصام المهرة السلمي .. أهداف واضحة ومطالب مشروعة (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ السبت, 30 يونيو, 2018 - 07:59 مساءً ]
ينفذ أبناء محافظة المهرة اعتصاماتهم التي بدأت قبل أيام، دعما للشرعية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وللتحالف العربي الذي ينفذ مع الحكومة عمليات عسكرية واسعة داخل البلاد من أجل دحر جماعة الحوثي الانقلابية.
أبناء المهرة رفعوا خلال اعتصامهم المفتوح أعلام الجمهورية اليمنية، والرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، فيما طالبوا في بيانهم الصادر الأثنين (25 يونيو 2018)، إعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي، وتسليمهم للقوات الحكومية وعدم السماح لأي قوات غير رسمية بالانتشار في المحافظة، تنفيذا لتوجيهات هادي الصادرة عام 2017.
وبحسب البيان فقد طالبوا كذلك بمراعاة العمل حيثما أمكن لتحقيق بين قيادة المحافظة ومدراء الأجهزة التنفيذية، إضافة إلى تحسين وضع الخدمات العامة والاهتمام بمؤسسة الشركة المحلية، ورفع القيود الاستثنائية المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير بالمهرة.
برغم ذلك كان مفاجئا لأبناء المهرة، توظيف بعض وسائل الإعلام لتلك الاعتصامات السلمية والتحريض ضدهم، ومحاولة خلق أزمات بينهم وبعض دول الخليج مع أن مطالبهم لم تخرج عن سياق حقوقهم، ولا تتعارض مع أهداف التحالف العربي.
مسار آخر
حاولت الإمارات حرف مسار الاعتصامات التي نفذها أبناء المهرة، فقد زعم موقع "إرم الإماراتي" وقوف سلطنة عمان وراء تلك الاحتجاجات، التي ادعى أنها موجهة ضد المملكة العربية السعودية.
حول ذلك قال المحلل السياسي ياسين التميمي، إن من السهولة بمكان أن يجري توجيه مقاصد الاعتصامات التي تشهدها محافظة المهرة لغير غاياتها الحقيقية.
ورأى في حديثه لـ"المهرة بوست" أن سبب التواجد العسكري الكثيف للتحالف في محافظة المهرة لم يكن له ما يبرره مطلقا، إلا من حيث كونه يأتي في سياق وضع اليد على هذا البلد، وإعادة صياغة مستقبله وفق أولويات ومصالح الرياض وأبوظبي.
وعن توقيت خروج أبناء محافظة المهرة، أفاد "أصبحوا يشعروا أن سلطات الدولة الشرعية تلاشت، وباتت محافظتهم في ظل وضع استثنائي بعد أن كانت مستقرة أكثر من أي محافظة أخرى".
ويعتقد التميمي أن "دوافع الصراع الإقليمي تلعب دورا مهما في التوتر الذي تشهده المهرة، وتعيش بسببه هذا الوضع الاستثنائي؛ الذي يتكرس كهجومي ضد ما تحاول أبوظبي تسويقه بشأن دور بسلطنة عمان في استهداف السعودية عبر محافظة المهرة، خصوصا وأن التحالف لم يدعم موقفه بأية تجربة ناجحة أو تشكل مبعث ثقة بدور التحالف وسياساته تجاه اليمن".
التواجد الإماراتي والسعودي
بدا لافتا خلال العام الجاري -على وجه الخصوص- تصدر المهرة الواجهة برغم أنها ظلت طوال فترة الحرب بعيدة عن الصراعات بسبب سلمية أبنائها التي عرفوا بها، وبُعدها الجغرافي عن مناطق الصراع.
تعود جذور ذلك إلى مساعي قامت بها الإمارات للسيطرة على كامل الجنوب في اليمن، وفي وقت سابق خلال العام المنصرم، دفعت الإمارات بكتيبة من "النخبة المهرية" التي دربتها، للسيطرة على مدينة الغيضة، وكلفاتها بتأمين حدود المهرة البرية والبحرية، وبقى مطار الغيضة في قبضتها.
ويعتبر أبناء المهرة هذه القوات الأمنية والعسكرية التي تم توظيفها خارج إطار الشرعية مليشيات مسلحة خارج إطار القانون.
وكان من المتوقع أن تؤدي مثل تلك التحركات إلى تهديد مباشر لسلطنة عمان المجاورة للمهرة، ما يعني إمكانية زعزعة استقرار محافظتهم، وهو ما بشكل مبكر إلى رفض وجاهات اجتماعية معروفة بالمحافظة لمثل تلك الممارسات.
أما المملكة العربية السعودية فترغب بمد نفوذها بالمهرة، ونشرت في وقت سابق تعزيزات عسكرية في ميناء نشطون الذي يقع على مقربة من الحدود اليمنية العمانية، وكثفت تواجدها هناك بإحكام السيطرة على مطار الغيضة خلال هذا العام، وهو الأمر الذي رفضه أبناء المحافظة؛ نظرا لأن مدينتهم بعيدة عن الصراع وليست بحاجة لكل تلك القوات.
مطالب مشروعة
وكانت مصادر محلية قد كشفت لـ"المهرة بوست" عن عملية تسريع في البدء بإنشاء خط أنبوب نفطي يمتد من الحدود السعودية إلى شواطئ محافظة المهرة، والذي يمتد من منطقة الخرخير المحاذية للحدود مع اليمن، إلى ميناء نشطون.
وتعليقا على ذلك طالب الحكومة اليمنية علي سالم باكريت في حال تم تنفيذ ذلك، أن يكون هناك حصة نقد سنوية تذهب لصالح المحافظة تدفعها الدولة اليمنية والدولة السعودية محددة ومنصوصا عليها في اتفاقية هذا المشروع.
وكذلك "يترافق تنفيذ المشروع مع بناء شبكة واسعة من الطرقات وإقامة مستشفى مركزي في المحافظة يشمل كافة التخصصات الطبية وبكامل المعدات المطلوبة، إضافة إلى بناء آلاف المساكن لذوي الدخل المحدود وبالذات المعلمين، وتقديم السعودية 200منحة علاجية للأمراض المستعصية لأبناء محافظة المهرة سنويا".
وتابع في منشور له بموقع الفيسبوك "على السعودية أن تتحمل إقامة محطة كهرباء 70ميجا واط على الأقل حديثة مع كامل الشبكة الكهربائية وبواسطة الكيبلات الأرضية في الغيظة ومحطات مناسبة في كل المديريات، مع مراعاة التوسع العمراني والنمو السكاني، فضلا عن تقديم السعودية 100 منحة دراسية سنويا لأبناء المهرة في الجامعات المختلفة، وحفر 200 بئر، وإقامة شبكات مياه في كل المحافظة.
الجدير ذكره أن المهرة ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث مساحتها التي تبلغ 82405 كيلو مترات مربعة، وهي ترتبط بحدود شاسعة مع سلطنة عمان من الجهة الشرقية، وتحدها من الشمال والغرب محافظة حضرموت، وسكانها الذي يقدر عددهم بـ122 ألفا، يغلب عليهم الطابع القبلي، وأغلبهم يعيش في مناطق الاغتراب "عمان، والسعودية".
مشاركة الخبر: