آخر مستجدات المنخفض الجوي المداري في محافظتي المهرة وحضرموت     زعيم الحوثيين يتحدث عن تنفيذ عمليات في المحيط الهندي واتجاه إسرائيل وعدد السفن المستهدفة حتى الآن     تشكيلات الانتقالي تقول إنها أسقطت طائرة تجسس تابعة  للحوثيين في أبين     لجنة الطوارئ بمارب تباشر مهامها لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي     إصابة ثلاثة أطفال أشقاء بانفجار جسم حربي في الضالع     أمن المهرة يحذر المواطنين من التواجد في مجاري السيول أثناء هطول الأمطار     بعثة الأمم المتحدة تعلن رصد 9 ضحايا بحوادث ألغام ومتفجرات في الحديدة خلال مارس     الحوثيون يعلنون تنفيذ 14 عملية في أسبوعين وصولا إلى المحيط الهندي     كهرباء المهرة تعلن ارتفاع ساعات انقطاع الخدمة نتيجة نفاذ الوقود     محافظ المهرة يتفقد الأعمال الجارية في فتح الطريق بوادي الجزع     جماعة الحوثي تعلن مقتل ثلاثة من ضباطها بنيران القوات الحكومية     توغل واسع للفقر في اليمن... ملايين الأسر تحت طائلة الجوع     الهجرة الدولية تعلن نزوح سبع أسر يمنية خلال الأسبوع الفائت     الصين تدعو الأمم المتحدة بأن تضطلع بدورها في ايقاف العدوان الصهيوني على قطاع غزة     الأرصاد: هطول أمطار رعدية على المهرة وحضرموت واضطراب البحر    
الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى

أقدام السعودية تتعثر في المهرة بعد عامين من الانتهاكات ومساعي الاحتلال

المهرة بوست - خاص
[ الإثنين, 23 ديسمبر, 2019 - 11:59 صباحاً ]

حتى الـ13 من نوفمبر 2017، كانت محافظة المهرة تنعم بالاستقرار والأمن، والتماسك الاجتماعي، قبل أن تصل القوات السعودية إلى مطار الغيظة وتحوّله لثكنة عسكرية انطلقت منها للتوسع إلى مناطق ومواقع أخرى في المحافظة.

وفي مطلع العام 2018، استمر توافد قوات سعودية كبيرة إلى ميناء نشطون في محافظة المهرة، وتمركزت بمواقع عدة، قبل أن تلتحق بها قوة أخرى في أبريل من العام نفسه، وبدأت في إعاقة الحركة التجارية في الميناء والمنافذ البرية مع سلطنة عمان.

انسحبت الإمارات، ولو شكلياً، من المهرة، وبدأت السعودية بتنفيذ طموحاتها في فتح ممر إلى بحر العرب، حيث أنشأت معسكراً قرب ميناء نشطون بهدف تأمين تنفيذ تلك الأطماع، وبدأت باستقدام محسوبين عليها في هرم السلطة المحلية بالمحافظة، وإبعاد كل من يعارض تواجدها غير المشروع.

محافظة المهرة..هي ثاني أكبر محافظات اليمن بعد محافظة حضرموت، والبوابة الشرقية للبلاد، حيث تتنفس اليمن عبرها من خلال منفذي صرفيت وشحن، حيث فرضت الحرب تحديات وصعوبات على الحركة التجارية في منافذ برية وبحرية على طول الشريط البحري للبلاد، وصولاً إلى المنافذ مع السعودية.

تمتلك المهرة شريطاً ساحلياً يتجاوز 500 كيلومتر، ويمتلك هذا الشريط فرصاً تجارية كبيرة، فهو يطل على بحر العرب وخليج عدن، حيث حركة نسبة عالية من التجارة العالمية.

أطماع الاحتلال

اتجهت بوصلة الأطماع السعودية إلى محافظة المهرة مبكراً، فيما كان اليمنيون يخوضون معاركهم في جبهات كثيرة، ولم تكن للسعودية من ذريعة لاحتلال المهرة البعيدة عن المواجهات العسكرية، كما أن موقعها الجيوسياسي يفترض ألا يضعها ضمن المناطق التي ستشهد معارك في مسيرة استعادة الدولة.

ولأنه لا أعذار يمكن للرياض أن تتغطى بها، فقد دخلت المهرة عبر وهم "المساعدات الإنسانية"، ثم لاحقاً "مكافحة التهريب"، وهي ذرائع اتخذتها السعودية لاستقدام ترسانتها العسكرية إلى محافظة المهرة في جنح الظلام.

رويداً رويداً بدأت السعودية بتنفيذ مخططها في التمركز، وتوزيع القوات على معسكرات وصل عددها إلى 17 معسكراً، توزعت غالبيتها في جغرافيا الأطماع السعودية الرامية إلى تمرير أنبوب النفط عبر المحافظة وصولاً إلى بحر العرب، وهو أحد الأطماع وليس جميعها.

وثيقة لشركة "هوتا للأعمال البحرية" كشف جزءً من أطماع السعودية المتمثلة في مساعي الرياض لمدّ أنبوب نفطي من منطقة الخرخير السعودية إلى ميناء نشطون في محافظة المهرة لتصدير نفطها عبر بحر العرب وباب المندب.

وفي لقاء مع قناة الجزيرة، في عام 2018، قال الشيخ علي سالم الحريزي، وكيل محافظة المهرة السابق، إن تواجد القوات السعودية في المحافظة تحوّل إلى احتلال بامتياز، والسعودية والإمارات تضغط على الشرعية، ولذلك وجب أن نقف ضد أطماع التحالف في المهرة.

وأضاف أن السعودية لعبت كثيراً بأوراق خاسرة في مؤتمر الحوار الوطني الذي سبق تدخلها العسكري، ولم يكن تواجدها في اليمن لأجل ما يشاع بدعم الشرعية، وإنما جاءت لتدمير اليمن وقتل اليمنيين، كما أن مبررات "التهريب"، هي كذبة سعودية إماراتية، وبرنامج "المساعدات"، هو برنامج مفضوح.

جرائم متعددة

في نوفمبر 2018، هاجمت المدرعات السعودية معتصمين في منطقة الأنفاق، وأطلقت النار عليهم بشكل مباشر ما أدى إلى مقتل 2 من المعتصمين وجرح آخرين، وأكد مسؤول التواصل الخارجي لاعتصام المهرة، الناشط أحمد بلحاف، في لقاء مع قناة "بلقيس" الفضائية أن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات السعودية تتخطى تلك الحادثة بكثير.

وفي 4 يناير 2019، داهمت القوات السعودية منطقة الفيدمي شرق الغيظة، لمخازن الصيادين، وعبثت بممتلكات المواطنين، إلى جانب الانتهاكات في منفذ صرفيت، واختطاف مواطنين يرفضون تواجد القوات السعودية، حسب تأكيد بلحاف.

في 3 يوليو 2019، اختطفت القوات السعودية الصحافي، يحيى السواري، ونقلته إلى سجن سري تابع لها في المحافظة، وتعرض لشتى أصناف التعذيب، قبل أن تختطف شقيقه بدر.

في يوليو 2019، قال وكيل محافظة المهرة بدر كلشات المهري، إن القوات السعودية في محافظة المهرة عملت على إنشاء المعسكرات والمراكز على الشريط الحدودي، وصلت لـ26 معسكراً ومركزاً ومازال التوسع مستمراً.

وأكد أن الحديث عن أنبوب النفط السعودي جاء مبكراً، والرياض تسعى إلى السيطرة على المهرة عسكرياً قبل بدء تنفيذ مشروعها، وقد لجأت إلى تشكيل عدة مليشيات خارج سيطرة الشرعية، وصل عددها مايقارب 5 ألف يديرها ضباط سعودي بإشراف المحافظ راجح باكريت.

وأضاف أن السعودية إلى جانب إنشاء المليشيات والمعسكرات، أنشأت السجون السرية، وانتهكت حقوق الكثير من المواطنين، اعتقلت البعض وداهمت منازل آخرين، وارتكبت عدة انتهاكات جسيمة.

في أغسطس 2019، صعّدت السعودية من انتهاكاتها في محافظة المهرة، حيث أطلقت مروحيات سعودية قذائف باتجاه مناطق مأهولة بالسكان، في منطقة العبري بعاصمة المحافظة، ما أدى إلى تضرر منازل عدد من السكان، وترويع الأطفال والنساء.

لم تتوقف انتهاكات القوات السعودية عند عرقلة الحركة التجارية في المهرة؛ بل امتدت إلى انتهاك حقوق الإنسان في المهرة، والاعتداء على المواطنين، ومنعهم من الصيد في مناطق عدة، ونشر القوات العسكرية في المناطق المدنية، وتعريض حياة المدنيين للخطر.

المحامي محمد الأحمدي، أكد أن عسكرة المحافظة أحد أكبر الانتهاكات في المهرة، حيث تخنق تلك القوات المواطنين، وتحد من حركتهم، وترتكب الانتهاكات المتمثلة في الاختطافات، والقتل، والتهديد، وفرض الواقع القمعي، واستقدام قوات لها تاريخ من الانتهاكات الصارخة

وأضاف الأحمدي في تصريحات صحافية، أن المهرة ظلت هادئة واحتفظت بطابعها السلمي، لكن التحالف بقيادة السعودية يصرّ اليوم على عسكرة المهرة، والممارسات اليومية للقوات السعودية في المحافظة تؤكد مطامع الاحتلال.

نضال مستمر

لقرابة عامين، تتجاهل السعودية الإرادة الشعبية في محافظة المهرة، وتواصل عبر قواتها وأدواتها تنفيذ أطماعها بالسيطرة على المنافذ البرية (منفذي صرفيت، شحن) والمواقع الإستراتيجية ابتداء من مطار الغيظة وميناء نشطون وصولاً إلى الشريط الساحلي للمهرة.

الاحتجاجات الشعبية الواسعة استمرت وانبثقت عنها "لجنة الاعتصام السلمي في المهرة"، حيث واصلت إقامة الفعاليات والاحتجاجات والوقفات المناهضة للتواجد السعودي غير المبرر الذي سلب المحافظة الهادئة أمنها واستقرارها.

تنصلت السعودية ولم تفِ باتفاقات ألزمتها بتسليم مطار الغيظة والمنافذ البرية والبحرية إلى قوات يمنية، واستمرت باستحداث مواقع عسكرية جديدة، ووضعت حجر أساس لمشاريع وهمية بهدف تضليل الرأي العام المحلي والخارجي عمّا تقوم به.

وعبر المحافظة راجح باكريت، تستمر الرياض في تنفيذ مشاريع احتلال المهرة، بعيداً عن الأطر القانونية والدستورية الشرعية.

لجنة اعتصام المهرة، ومنذ ما يقارب 20 شهراً، عبّرت بكل الوسائل والطرق السلمية عن الرفض الشعبي الواسع لمشاريع السعودية وأطماعها في المحافظة، عبر وقفات واحتجاجات ومسيرات مناهضة للتواجد السعودي غير المبرر.

وعلى مدى أكثر من عامين على تواجد القوات السعودية، سقطت أقنعتها الزائفة التي حاولت إقناع اليمنيين أنها جاءت لمكافحة التهريب، كما لم تنفذ أيّة مشاريع تنموية لمحافظة المهرة، ولم يكن إلا التوسع العسكري، واستحداث المزيد من المعسكرات، واستقدام المزيد من القوات.

يدخل العام 2020، وتقترب الحرب التي تقودها السعودية في اليمن من إنهاء عامها الخامس وربما الدخول في سنة سادسة، وقد انكشفت الأهداف التي تسعى الرياض لتحقيقها في اليمن، وهي في مجملها أطماع لن تنجح طالما تماسك اليمنيون شعباً وحكومة ووقفوا بكل حزم في وجهها.





مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات